علاء الدين ظاهر
تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، افتتح، اليوم وزير السياحة والآثار، وزوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، أعمال اليوم الأول لاجتماع اللجنة الاقليمية الـــ 48 لمنظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط في دورته الثامنة والأربعين، والتي تترأسها وتستضيفها مصر ممثلة في وزارة السياحة والآثار، وتُعقد اجتماعاتها على مدار يومي 28 و29 مارس الجاري بمدينة القاهرة.
وقد استهل الاجتماع، بإلقاء كلمة بصفته رئيساً لهذه اللجنة الاقليمية التي فازت مصر برئاستها لمدة عامين 2022 و2023 خلال الانتخابات التي أُجريت أثناء انعقاد الاجتماع الـ 47 لها في مايو الماضي بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
وقد رحب خلال هذه الكلمة، بالأمين العام لمنظمة السياحة العالمية والسادة الوزراء ورؤساء الوفود وممثلي الأعضاء المنتسبين بالمنظمة وممثلي المنظمات الإقليمية، في بلدهم الثاني مصر، مقدماً لهم التهنئة بقرب حلول شهر رمضان المعظم يعوده على الجميع بالخير والبركات.
كما توجه بخالص الشكر والتقدير للأمين العام للمنظمة، وفريق عمل اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط، على ما بذلوه من جهد في تنظيم هذه الدورة التي تنعقد تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء وهو ما يؤكد على اهتمام الدولة المصرية بملف السياحة سواء على الصعيد المحلى أو الصعيد الإقليمي، وإيماناً منها بأهمية تعزيز العلاقات وتفعيل العمل المشترك للنهوض بقطاع السياحة في المنطقة العربية، وإتاحة أكبر قدر ممكن من تبادل ونقل الخبرات.
وأكد وزير السياحة والآثار على أهمية الاجتماع اليوم لرسم خارطة طريق لصناعة السياحة في الشرق الأوسط ولا سيما في ظل الظروف الاستثنائية المتتابعة والممتدة التي يمر بها العالم منذ عامين، كما أنه يُهيء الفرصة للوقوف على أوضاع السياحة في إقليم الشرق الوسط وعلى برامج وأنشطة منظمة السياحة العالمية تحديداً، وذلك بهدف تنسيق العمل المشترك في إطار المنظمة، وتعزيز مساهمة هذا القطاع الحيوي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لبلادنا وفي استقرار المنطقة.
كما استعرض الوزير جدول الأعمال الذي أعدته الأمانة العامة للمنظمة لاعتماده، والذي يستعرض رؤية الإدارة والأولويات، وأوضاع السياحة وآفاقها عالمياً وفي المنطقة العربية، وبرنامج عمل المنظمة للتعافي وإنعاش السياحة، والتحديات الرئيسية لقطاع السياحة في المنطقة وأولويات العمل المشترك وخاصة في ظل تداعيات الأزمات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن التي تؤثر على حركة السياحة والسفر.
وتحدث عما تم مناقشته في اجتماعات الجمعية العامة الرابعة والعشرين للمنظمة في مدريد منذ أشهر قليلة للتعافي من التداعيات السلبية لجائحة الكوفيد-19 وخاصة على قطاع السياحة عالمياً، مشيراَ إلى أننا اليوم بحاجة إلى رؤى مبتكرة وحلول مشتركة تساهم في استقرار وانطلاقة جديدة تعظم من مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد العالمي وفي تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.
وأوضح أن محاور العمل بـ "استراتيجية مصر للتعافي من تبعات أزمة كوفيد-١٩" جاءت اتساقاً مع أولويات التنمية المستدامة للمنظمة والتي ترتكز بالأساس على محاور السفر الآمن، والابتكار والتحول الرقمي، والاستثمار في ريادة الأعمال والتوظيف، والاستدامة الاجتماعية والثقافية والبيئية.
وأكد على أن مصر نجحت في الحفاظ على استقرار قطاع السياحة والعاملين به خلال هذه الأزمة خاصة وأنه لم يترتب عليها خسارة أي وظيفة مباشرة في المنشآت الفندقية والسياحية من خلال الحوافز والضمانات التي قدمتها الحكومة لأصحاب المنشآت لحثهم على الاحتفاظ بالعمالة، بالإضافة إلى تحقيقها الاستئناف الآمن للسياحة في ظل تداعيات الجائحة التي خيمت بظلالها على العالم بأسره.
وأشار إلى أن مصر قدمت نموذجاً في تطبيق منظومة محكمة من الإجراءات الاحترازية تستهدف السلامة الصحية للسائحين والعاملين بالقطاع على حد سواء، مضيفاً أن هذه التجربة أشادت بها كافة الأسواق السياحية المتعاملة مع مصر، وبرهن على نجاحها ما شهدته الحركة السياحية الوافدة لمصر منذ استئناف حركة السياحة والسفر في 1 يوليو 2020.
وتحدث عما قامت به مصر في مجال السلامة الصحية حيث تم اعتماد حزمة من الإجراءات الاحترازية بالتوافق مع التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، ومن خلال العمل المشترك مع وزارة الصحة والسكان والجهات المعنية بالدولة المصرية.
مما شجع الحكومة المصرية على اتخاذ قرار بإعادة تشغيل المنشآت الفندقية والسياحية وفق إجراءات صحية صارمة تضمن سلامة زائري المنشآت والعاملين بها، مشيراً إلى قيام المجلس الدولي للسياحة والسفر WTTC نحو منح مصر "خاتم السفر الآمن" في 18 يونيو 2020.
ولفت إلى أن مصر لم تتوقف عند تطبيق الإجراءات الاحترازية الصحية في المنشآت الفندقية والسياحية وحسب، فقد شهدت أيضاً المواقع الأثرية والمتاحف بها تطبيق ذات الإجراءات.
وأضافت أن هناك أيضاً جهود غير مسبوقة تتسق مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة وتوجهات منظمة السياحة العالمية نحو الرقمنة وتبسيط الإجراءات وتعظيم الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة، حيث تم ميكنة منظومة تذاكر زيارة عدد من المواقع الأثرية والمتاحف الأكثر زيارة، وجارى الانتهاء من إطلاق منصة حجز إلكتروني للحصول على تذاكر الزيارة لجميع المواقع والمتاحف الموجودة في مصر.
وأشار إلى أن الدولة المصرية أخذت على عاتقها دعم قطاع السياحة خلال الأزمة من خلال حزمة قوية من القرارات التي أصدرها مجلس الوزراء المصري تتعلق بالإعفاء أو إرجاء سداد مستحقات الدولة، وجدولة سدادها على فترة طويلة، علاوة على التنسيق بشأن إطلاق مبادرات تمويلية بفوائد مخفضة وتسهيلات في السداد.
وأضاف أنه بالتوازي مع ذلك تم إطلاق نهج ترويجي جمع بين السياسات التحفيزية لمنظمي الرحلات وشركات الطيران، وإطلاق حملات التسويق، وعقد الشراكات مع القطاع الخاص داخل وخارج مصر، وتطبيق برنامج لتحفيز حركة الطيران، بالإضافة إلى إقامة الفعاليات الضخمة.
حيث قامت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع كافة الجهات المعنية في الدولة بإقامة فعاليتين عالميتين، أعادتا لمئات الملايين من المتابعين الشوق إلى الاستكشاف والشغف بالسفر، وهما موكب نقل المومياوات الملكية في أبريل الماضي، واحتفالية الأقصر في نوفمبر 2021.
وأشار إلى أنه تم اعتماد استراتيجية ترويجية جديدة لإخراج مصر في ثوب جديد تحت عنوان "مصر تنبض بالحياة Egypt is alive " في كل صورها ومقاصدها، وتم إطلاق في إطارها مجموعة من الحملات الترويجية المتتابعة في الأسواق العربية والأوروبية والأمريكية والأسيوية، علاوة على العمل على تطوير المواقع الإلكترونية للوزارة والجهات التابعة لها، وإطلاق تطبيق للهواتف المحمولة.
ولفت إلى أن الحملة الترويجية التي تم إطلاقها في السوق العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، نجحت طبقاً لنتائج تقرير محرك البحث جوجل في استقطاب أكثر من 20 مليون متصفح من دول مجلس التعاون الخليجي خلال شهر واحد، مشيراً إلى أنه سيتم إطلاق حملة جديدة في منتصف شهر رمضان المبارك.
وتحدث عن اهتمام مصر بتعزيز منتج السياحة الثقافية بصورة مبتكرة من خلال تسليط الضوء على عديد من الاكتشافات والافتتاحات الجديدة لمواقع أثرية ومتاحف ومزارات، والتي تم الانتهاء من تنفيذها على الرغم من ظروف الجائحة.
وأشار إلى أن هذا الثراء والتنوع السياحي الذي تزخر به مصر، والإجراءات التي طبقتها للاستئناف الآمن للسياحة قد عزز ثقة سفراء الدول الأجنبية في المقصد السياحي المصري ودفعهم نحو المساهمة مع الوزارة في جهود الترويج للمقاصد السياحية من خلال صفحاتهم الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن الجهود الترويجية للوزارة لم تقتصر على استهداف الأسواق الخارجية فقط، بل استهدفت أيضاً تشجيع السياحة الداخلية التي أثبتت الأزمات المتكررة أنها العمود الفقري لحركة السياحة والسفر في أي مقصد سياحي.
حيث أطلقت الوزارة حملة لتشجيع السياحة الداخلية، وقامت بالتنسيق مع وزارة الطيران المدني وغرفة المنشآت الفندقية لتقديم أسعار جاذبة لتذاكر الطيران والغرف الفندقية، وهي الحملة التي شهدت إقبالاً من المصريين، بجانب اهتمام الوزارة بالتنسيق مع وزارة الثقافة بإقامة فعاليات ثقافية في مختلف المحافظات المصرية لتسليط الضوء على تلك المحافظات وإبراز مقوماتها السياحية.
وفي إطار تسهيل مصر لإجراءات السفر، أوضح الوزير أنه تم خلال العامين الماضيين – وعلى الرغم من ظروف الجائحة - زيادة عدد الدول التي يسمح لمواطنيها بالتقدم للحصول على تأشيرة الدخول إلكترونياً أو عند الوصول.
وأضاف أن ذلك يأتي بجانب تطبيق حزمة من الخدمات الرقمية للحصول على تذاكر زيارة المواقع الأثرية والمتاحف، وتفعيل خط ساخن بأكثر من لغة على مدار 24 ساعة، وإرسال رسالة نصية قصيرة للسائحين فور الوصول بأرقام الطوارئ وتلقي الشكاوى وغيرها من الخدمات الأساسية للتسهيل على السائحين في أثناء زيارتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق