04‏/10‏/2022

أسرار مرسوم حجري 4 ..د.محمود درويش:لوحة رشيد لم تكن ملكا لفرنسا وبريطانيا لا تستحقها

علاء الدين ظاهر 

كشف أ.د.محمود أحمد درويش أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا ومدير آثار رشيد الأسبق من ١٩٧٧ إلى ١٩٩١ قصة اكتشاف حجر رشيد والظروف التي مر بها هذا الاكتشاف،وهذا المرسوم هو المشهور بحجر رشيد الذي قام بإكتشافه في أغسطس سنة (1799) بيير فرانسوا كسافييه بوشار (1772-1832)، وكان ضابطا مهندسا بالحملة الفرنسية أثناء قيامه بأعمال هندسية عند قلعة قايتباي "سان جوليان" قرب رشيد



وتابع في تصريحات لبوابة آثار مصر:عثر على الحجر تحت أنقاض هذه القلعة أثناء إجراء تعديلات وإعادة بناءها وترميمها لتلائم الأسلحة الفرنسية الحديثة من مدافع وبنادق عندئذ وقع بصره على حجر الجرانوديوريت الذي يبلغ ارتفاعه مترا واحدا، ويصل عرضه الى (73) سنتيمترا وسمكه (27) سنتيمترا. 




وعن حصول الانجليز على الحجر ونقله إلى المتحف البريطاني،قال:المعروف أنه بعد العثور عليه أسرع بوشارد إلى قائده الجنرال مينو وسلمه إياه، فاحتفظ به الأخير في منزله في الإسكندرية لمدة عامين،على أن خبر ذلك تناهى إلى بونابرت فأمر بتسليمه إلى أعضاء المجمع العلمي المصري لدراسته وتحقيق رموزه، فلما استعصى عليهم ذلك، أمر باستنساخه وإرسال نسخ منه إلى علماء أوروبا آنذاك، وظل حجر رشيد مع علماء الحملة حتي جاء موعد الرحيل عن مصر عام 1801م.




ولما كانت الاتفاقية تقضي بخروج جنود الحملة مصر ونقلهم إلي فرنسا على سفن الأسطول الإنجليزي الذي يحاصر شواطئ الإسكندرية، فإن قائد الأسطول الإنجليزي هتشنسون أصر أن يسلم الفرنسيين كل ما في حوزتهم من اكتشافات أثرية عثروا عليها في مصر إلي الإنجليز ومنها حجر رشيد،وتم لهم ذلك بالفعل، وأخذ الإنجليز حجر رشيد ووضعوه في المتحف البريطاني عام (1802) والذي مازال قابعاً فيه حتى الآن.




وربما شعر الفرنسيون بغصة في حلوقهم بعد أن سلبهم الإنجليز هذا الحجر ، فبموجب المادة (16) من معاهدة الاستسلام عين الجنرال هاتشنسون لمهمة مصادرة القطع الأثرية التي جمعها الفرنسيون أثناء إقامتهم،زطلب مينو الاحتفاظ بحجر رشيد على أنه ملكية شخصية، ولكن علماء الحملة الفرنسية برئاسة جيفري سانت هيلير رفضوا تسليم أعمالهم العلمية، وأصروا على أخذها معهم إلى فرنسا. 




ووافق هاتشنسون على ترك الأعمال العلمية لأعضاء الحملة الفرنسية ولكنه أصر على أخذ حجر رشيد، وعندئذ قال مينو: "هل تريده سيدي الجنرال؟... يمكنك أخذه طالما أنت الأقوى ويمكنك أن تلتقطه وقتما ترغب"،وأرسل الجنرال هاتشنسون الكولونيل تيلور لأخذ الحجر من مخزن بالإسكندرية، وكان بهذا المخزن المقتنيات الشخصية لمينو، وكان الحجر مغطى بسجادة مزدوجة.




وطبقا لشهادة شاهد عيان وهو الرحالة الإنجليزي وتاجر الآثار إدوارد كلارك،فقد قال بأن الحجر كان يسلم بواسطة موظف فرنسي وأحد أعضاء المعهد المصري، وطلب الموظف الفرنسي السرعة في نقل الحجر قبل أن يدرك الجنود الفرنسيون ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق