علاء الدين ظاهر
يحتفل المتحف الإسلامي اليوم بمرور 119 عاما علي إنشائه،والقصة بدأت كما تقول إيمان ابراهيم حسن أمين متحف بالمتحف الاسلامى بأمر ملكى من الخديوى توفيق لنظارة الأوقاف سنه ١٨٨١م،ويأمر فيه بجمع كل التحف الفنية النفيسة الموجودة في المساجد والبيوت القديمة، وأثمر هذا المجهود عن قاعة واحدة لم ييحدد لها اسم خاص ولكن سُمح للجمهور بزيارتها بهدف دراسة مقتناياتها الأثرية.
وفى سنه ١٨٨٤م أصبح جامع الحاكم بأمر الله مقراً للآثار العربية وظلت به الآثار لمدة ١٨ سنة،وفى سنة ١٩٠٢م انتقلت كل القطع الأثرية إلى المبنى الجديد الموجود في ميدان باب الخلق،واُختير موقع متحف الآثار العربية بعناية،فكان موقعاً فريداً ومتميزا، فهو يقع فى قلب القاهرة الإسلامية فى ذلك الوقت وبجوار اهم معالم القاهرة،ومنها قصر عابدين ومبنى المحافظة ومحطة مصر ودار الأوبرا وجامع السلطان حسن وجامع الرفاعي والقلعة وجامع احمد بن طولون وجامع الظاهر وجامع الحاكم وجامع سيدنا الحسين.
وافتتح هذا المتحف فى ديسمبر ١٩٠٣م،وكان عدد القطع الأثرية المسجلة به فى ذلك الوقت ٧٠٢٨ قطعة فقط، ويضم المتحف تحفا يختلف تاريخ ومكان صنعها،فهو يشمل العديد من التحف من شتى الاقاليم التى سادت فيها الحضارة الاسلامية،وفى سنه 1910 بدأ المتحف باول حفائر خاصة به وكانت فى درنكة جنوب غرب اسيوط.
ثم قام بحفائر اعظم شانا فى المنطقة الواقعة جنوبى القاهرة، مبتدئة من موقع مدينه الفسطاط القديمة فكشفت جزءا من مدينة الفسطاط القديمة بخططه ومنازلة،فضلا عن كميات كبيرة من الخزف والمنسوجات والادوات المعدنية والزجاجية والقطع الخشبية،وكان لهذه الحفائر فضلا كبيرا فى ذيادة عدد المجموعة المتحفية بالمتحف هذا بالاضافة الى شراء بعض القطع الاثرية الاسلامية من تجار العاديات وهواه جمع الاثار.
وفى عام 1930 م الحقت دار الاثار العربية (متحف الفن الاسلامى فيما بعد) بوزارة المعارف،وكان ذلك سببا فى توسع هائل فى محتويات المتحف و اظهر نشاط كبير فى الجانب العلمى حيث كان للمتحف دور فى نشر العلم والثقافة والذوق الفنى على النحو الذى تقوم به المتاحف فى اوروبا وامريكا
وقد نشر المتحف سلسلة طويلة من المؤلفات فى الفنون الاسلامية بالغات العربية والفرنسية والانجليزية والايطالية كتبها اعلام الاختصاصيين فى هذا الميدان
ولم يكن بد من تغيير اسم (دار الاثار العربية) الى متحف الفن الاسلامى لان مؤرخى الفنون لا يميلون الى تسمية الفن العربى لانها بعيدة عن الدقة والانصاف،فكثير من رجال الفن فى الامبراطورية الاسلامية كانو من الفرس والترك وغيرهم.
كما يعترض المؤرخون على اسم الفن الشرقى واسم الفن المغربى ولا عجب فان هذا الفن اذدهر فى ديار الاسلام كلها وفقا لتقاليد اسلامية وكان يراعها الحكام المسلمون بغض النظر عن جنس الفنان او دينه.
كذلك حصل المتحف على عدد كبير من محتوياته عن طريق الهبات التى قدمها افراد الاسرة العلوية وبعض هواه الفنون الاسلامية،امثال الملك فؤاد والملك فاروق والامير محمد على والامير يوسف كمال والامير كمال الدين حسين و الامير عمر طوسون ويعقوب ارتين باشا ومدام ليمونجلى و جمسرجان بك وعلى ابراهيم باشا وغيرهم.
وقد اهدت مصلحة الاثار العراقية الى متحف الفن الاسلامى بالقاهرة بعض قطع من الزخارف الجصية التى عثر عليها فى حفائر سامراء،ويحتوى المتحف على جناحين ينظم العرض المتحفى للجناح الاول بتسلسل تاريخى يبداء من العصر الاموى وينتهى بالعصر العثمانى وينظم الجناح الاخر بالموضوعات فنجد قاعة للفلك وقاعة للطب و وقاعة للسجاد والنسيج و قاعة الكتابات وقاعة للعملة والسلاح و قاعة الحياة اليومية وقاعات تخص التحف الاثرية من شرق العالم الاسلامى.
وتعتبر مجموعة السجاد فى متحف الفن الاسلامى من اعظم مجموعات السجاجيد الشرقية فى العالم كله كما يضم المتحف اعظم مجموعة مشكايات مصنوعة من الزجاج المموه بالمينا وهى كانت تصنع للسلاطين المماليك فى مصر والشام وكانو يهبونها للمساجد ومجموعة متحف الفن الاسلامى من هذه المشكايات توضح تطور الزخارف فيها.
اما عن مجموعة المتحف فى التحف الخشبية فهى اعظم مجموعات العالم كله فهى غنية بالتحف التى تشهد بجمال الزخرفة وتنوعها فى الطراظين الفاطمى والمملوكى واشكالا عديدة للاطباق النجمية وزخرفة الحشوات بالتطعيم بالعاج او الاخشاب النفيسة كما به من التحف المعدنية المميزة.
وكان لصناعة التحف النحاسية المكفتة بالذهب والفضة منزلة خاصة لدى المماليك وقد وصل الينا من هذا العصر تحف معدنية عظيمة من ابواب وشماعد وتنانير وكراسى وصناديق ومقلمات ومجموعة المتحف فى الخزف والمنسوجات المصرية تفوق اى مجموعة اخرى ويرجع الفضل فى ذلك الى حفائر الفسطاط كما ان المتحف غنى بمجموعته الخزفيه المصرية والايرانية والتركية.
وخلاصة القول يظل متحف الفن الاسلامى بالقاهرة هو درة المتاحف الاسلامية فى العالم اجمع فبرغم من وجود مجموعات عديدة وقطع مشهورة من التحف الاسلامية فى متاحف اجنبية وعربية الا ان ما يدعونا للفخر بهذا المتحف بان فيه اعظم المجموعات الفنية الاسلامية شانا واقربها الى الشمول والكمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق