21‏/01‏/2023

الحقيقة الكاملة لجدل مخطوط مزامير داوود ومصدر بالآثار:الموجود بالمتحف القبطي وفاز عنه المرممون مكتشف 1984 ومعلوماتنا عنه صحيحة

علاء الدين ظاهر 

أثيرت حالة من الجدل عقب أيام من حفل عيد الأثريين 16 والذي شهد تكريم فريق ترميم مخطوط مزامير داوود عليه السلام،حيث انتشرت خلال الساعات الماضية معلومات تردد أنها تم ذكرها في الحفل أثناء سرد تاريخ المخطوط،وأنه تم العثور عليه أسفل رأس طفلة عام 2006 م،وتم ترميمه حينها واستقر ليتم عرضه في المتحف القبطي.




الجدل لم يطل الترميم الأخير في حد ذاته ولا المرممين الذين قاموا بعملهم علي أكمل وجه مما جعلهم يستحقون الجائزة،بل طال ما تم ترديده عن تاريخ المخطوط ووقت اكتشافه،حيث تم تداول خطاب بتاريخ 30/5/2001 معنون من دار الكتب والوثائق القومية،مفاده أن الدار تشكر السيدة هايدي فاروق عبد الحميد حرم السيد مدحت كمال القاضي وزير مفوض في إدارة شئون شرق أفريقيا بوزارة الخارجية حينها.



وسبب الشكر أنه السيدة هايدي أهدت الدار في ذلك الوقت مخطوط لمزامير داوود وسفر التكوين قديم علي ورق حموي باللغة العبرية،وان الدار تسلمت هذا المخطوط،ووجهت إلي السيدة هايدي جزيل الشكر والتقدير لهذا الإهداء الكريم.



الخطاب نشرته السيدة هايدي فاروق علي صفحتها،وكتبت معلقة"المخطوط الذي قالوا أنهم وجدوه أسفل رأس طفلة عام 2006 وقاموا بترميمه،أكشف للكافة أن هذا المخطوط كان يخصني واشتريته لإنقاذه عام 1999 من حر مالي من صاحب مكتبة أهلية إسمه مصطفى صادق، وقد أهديته عام 2001 لدار الوثائق القومية وتم تسليمي خطاب الشكر المرفق، وهو ذات المخطوط المدعى باكتشافه عام 2006 وعلى نفس هيئته،وانا مضطرة أن  أفصح ولا أفضح عدم صحة كشفهم للمخطوط في مقبرة طفلة".




وعقب هذا زاد الجدل خاصة أن ما كتبته السيدة هايدي بدأ الكثيرون خاصة من المهتمين بالشأن الأثري والتاريخي يتداولونه علي صفحاتهم،وقد طالبوا بالتوضيح هل المخطوط الذي تم تكريم المرممين عنه هو نفس المخطوط الذي تحدثت عنه السيدة هايدي أم لا؟،وذلك حتي لا يحدث ما هو أكثر من الجدل وتوضيحا للحقائق.




وقد تواصلنا مع أحد المصادر المطلعة في وزارة السياحة والآثار وعرضنا عليه القصة وما تم فيها،حيث أكد لنا أن المخطوط الموجود في المتحف القبطي وتم تكريم المرممين عنه،غير الذي تحدثت عنه السيدة هايدي فاروق وأثير الجدل بسببه والمكتوب كما جاء في خطاب الشكر علي ورق حموي.



وقال لنا المصدر:كتاب أو مخطوط"مزامير داوود" بالمتحف القبطي مكتوب علي جلد رق الغزال،وهذا المخطوط من المقتنيات عالية القيمة التاريخية والفنية في المتحف،وهو يختلف تماماً عن المخطوط الآخر،فما تحدث عنه خطاب الشكر من دار الكتب والوثائق القومية للسيدة هايدي هو مخطوط باللغة العبرية.



في حين أن الموجود بالمتحف القبطي هو أقدم"سفر"كتاب كامل للمزامير، ويرجع للقرن 4-5 ومكتوب بلهجة قبطية لم تتوفر بها نصوص كثيرة،ومحتفظ بغلافيه الخشبيين وبقايا جلد الكعب، وقطعة صغيرة من العظم علي شكل مفتاح الحياة "عنخ".




وعن قيمة هذا المخطوط في المتحف القبطي،قال المصدر:هو النسخة الكاملة وتضم 151 مزور كاملين ‏اللغة القبطية البهنسية،وتم اكتشافه عام 1984 قرية المضل في بني سويف،وله جانب إنساني مع قيمته الدينية والتاريخية،فقد عثر عليه أسفل رأس فتاة، مما يعطي انطباعا بأهمية دفن البنت واحترام المرأة في تلك الفترة.



وأضاف:كما أن تكلفة صناعة الكتاب عالية، حيث تم استخدام مادة تقاوم التلف وعوامل الزمن وهي جلد رق الغزال باهظ الثمن،وإستخدامه في عمل كتاب يعني أن التكلفة كانت مرتفعة، ومن قام بصنعه ليوضع تحت رأس فتاة ما بين 10-12 سنة مهما كانت مقدرته المادية، يعني اهتماما كبيرا بالمرأة وتقديرها في العصر القبطي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق