علاء الدين ظاهر
اذا كنت من محبي الآثار والتاريخ وما بهما من أسرار مثيرة ترشح لك بوابة آثار مصر كتابا مهماً سيكون متوفراً في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقبل بعد أيام،وهو كتاب"نقراطيس أول مستعمرة أجنبية بأيادي مصرية" للدكتور هاني شلش مدير المتابعة والشئون الفنية بوحدة التدريب المركزي في مكتب وزير السياحة والآثار،والصادر عن دار نشر المؤسسة الدولية للكتاب.
تدور أحداث الكتاب عن مدينة " نقراطيس " "كوم جعيف حاليا " وهى قرية صغيره تحيط بها خمس تخوم "عزب " وهي ( جعيف - رشوان – أبو مشفا – جبريل عباس – حسن قاسم ) تتبع مركز ايتاي البارود بمحافظة البحيرة.
وخلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر كان كل ما يعرف عن هذه القرية أنها تقع إلى الشرق من مدينة النبيرة فقط حتى تم ذاع سيطها بعدما حصل سير فلندرز بيترى علي بعض القطع الأثرية من أحد التجار العرب بالجيزة في ديسمبر 1883 م ،وأخبره أنه أتي بها من مدينة النبيرة.
وبدأ بيتري يأتي بالموافقات والتصاريح لزيارة المكان وعمل حفائر وفي يوم 12 فبراير 1885 م ، واكتشف بيتري لوحة أمام منزل إغريقي مكتوب عليها اسم "نقراطيس" بالإغريقية،ومن هنا عرف أنها المدينة التى تحدث عنها هيرودوت وبدأ الإهتمام بها وأتي اليها الباحثين والدارسين الأثريين وأخذت "كوم جعيف "إهتمام كبير.
وانتشرت بها أعمال أعمال الحفائر والبعثات الأجنبية والبعثات المصرية منذ عام 1884 م وحتى عام 2018 م، وفي عام عام 2012 جاءت بعثة المتحف البريطاني للعمل بنقراطيس "مسح أثري وماجنيتوميتري وجيولوجي " ووضعت خطة عمل تبدأ عام 2012 وتنتهي عام 2022 م ، وكان لى شرف العمل مع هذه البعثة ،ورغم نشاط بعثة المتحف البريطاني المكثف وإهتمامها بالموقع ولكن لم يمط اللثام عن كل أسراره بعد.
ولا تزال هناك كثير من المعلومات الغامضة حول الموقع والعديد من الأسئلة التي تحتاج إلى توضيح وبخاصة الجانب المصري الفرعوني للموقع بمنطقة الجنوب (البرداني حاليا)،حيث حظي الجانب الإغريقي من الفخار والعمارة والمعبودات بالكثير من الدراسة بعكس الجانب المصري الذي لم يأخد حقه من الإهتمام بالعمارة والفنون والديانه به.
وطبقا لما جاء في الكتاب،أسفرت نتائج البعثات الأثرية السابقة في إستخراج أكثر من سبعة عشر ألفا من القطع واللقي الأثرية من نقراطيس حتي عام 2012، موزعة علي متاحف العالم المختلفة ، وفى مصر موزعة بين المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف المصرى بالتحرير ،والمتحف المصري الكبير ،وعدد من مخازن المجلس الأعلى للاُثار.
ويقول الدكتور هاني شلش:كان إختيار هذا الكتاب نتيجة ضخامة عدد القطع واللقي الأثرية المستخرجة من نقراطيس ، وبعد عملي بالموقع مع البعثة الإنجليزية ،حاولت من خلال هذا الكتاب الإجابة عن بعض التساؤلات الكثيرة،مثل تحديد تاريخ نشأة نقراطيس منذ البداية وحتي النهاية.
وهل كانت نقراطيس مدينة واحدة أم مدينتين ،إحداهما للإغريق والثانية للمصريين؟،وهل كانت هناك معبودات مشتركة للمصريين والإغريق معا ،ان أن الإغريق قدسوا المعبودات المصرية وتأثير المصريين علي الإغريق،وهل حدث إمتزاج وإندماج و تبادل في ثقافاتهم ودياناتهم ومعبوداتهم وفنونهم بنقراطيس؟.
وهل حدث تزاوج بين المصريين والإغريق بنقراطيس؟. وماهى طبيعة النشاط الديني بالمنطقة المصرية المقدسة وبخاصة خبيئة نقراطيس بها،وأخيرا توضيح الدور الرئيسي والنشاط للأجانب في مصر خلال فترة العصر المتأخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق