30‏/04‏/2023

بعد فيلم كليوباترا لشبكة نتفليكس..متحف هولندي يثير غضب المصريين لإظهاره الملك توت عنخ آمون بملامح أفريقية..تفاصيل بالصور

علاء الدين ظاهر 

سيطرت حالة من الغضب الشديد علي قطاع كبير من المصريين ومحبي الآثار والتاريخ،وذلك بعد ما قام به متحف هولندي هو rijksmuseum van oudheden،والذي نشر علي صفحته وموقعه عدداً من الصور التي تظهر المصريين القدماء وخاصة الملك الذهبي توت عنخ آمون بهيئة وملامح أفريقية غريبة لا تمت للحضارة المصرية القديمة بأي صلة.




المتحف يقع في مدينة لايدن الهولندية وهو المتحف الوطني للاثار،ومناسبة الصور معرض مؤقت ينظمه المتحف بعنوان"كيميت – مصر في موسيقي الهيب هوب – الجاز والسول والفانك"،وذلك من 22 ابريل الحالي حتي 3 سبتمبر المقبل،وبالتزامن مع هذه انتشرت دعوات لعمل تعليقات سلبية بالرفض علي أي منصة تابعة للمتحف،وإعطائه تقييمات سلبية للوصول به علي Google Play لتقييم 1.0 وعلى الـ App Store لـ 1.4، وذلك كما حدث مع شبكة Netflix.



المعرض آثار غضب المصريين المدافعين عن الهوية المصرية ضد حركة الافروسنتريك التي كانت سبب الغضب من شبكة نتفليكس التي أعلنت إنتاجها لفيلم قالت أنه وثائقي عن كليوباترا وسيتم عرضها 10 مايو المقبل،ويظهر الفيلم الملكة كليوباترا سوداء اللون بما يتنافي مع الحقائق التاريخية،حيث أنها ملكة من أصول مقدونية وكانت بيضاء اللون.





القائمون علي المعرض في المتحف الهولندي إستعانوا بمطربين أمريكيين من أصول افريقية،ومنهم بيونسيه وريهانا وهما من أكثر المدافعين عن حركة الأفروسنتريك،وذلك لدعم ما يروج له اصحاب هذه الحركة من أن الحضارة المصرية أصلها أفريقي،وهو ما يجافي الحقيقية والتاريخ،وهو ما جعل كثيرون يرون أن ما قام به المتحف الهولندي ضد الحضارة المصرية.



ومع تنامي حركة الأفروسنتريك في الدول الأجنبية وخاصة الأوروبية تنامت أيضا دعوات في مصر لإتخاذ إجراءات وتحركات بشكل منظم للرد عليها،خاصة أن هذه الحركة أصبح لها جمهور كبير خارج مصر،كما أن شبكة نتفليكس تدعم ذلك بإصرارها علي عرض فيلم الملكة كليوباترا بإظهارها بطلة الفيلم التي تقوم بدور الملكة "كليوباترا السابعة" بملامح أفريقية وبشرة سمراء اللون.





كانت وزارة السياحة والآثار قد أصدرت منذ أيام بيانا صحفياً،إستعانت فيه بآراء عدد من علماء الآثار المتخصصين،وذلك للرد علي فيلم شبكة نتفليكس،والذين أكدوا جميعا أن الملكة كليوباترا كانت ذات بشرة فاتحة اللون وملامح هيلنستية (يونانية)،وآثارها وتماثيلها خير دليل على ملامحها الحقيقية وأصولها المقدونية.



بيان الوزارة جاء فيه علي لسان الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة لاسيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عمل درامي، الأمر الذي يتعين على القائمين على صناعته ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب. 



وأضاف أنه كان يجب الرجوع إلى متخصصي علم الآثار والانثروبولوجيا عند صناعة مثل هذه النوعية من الأفلام الوثائقية والتاريخية والتي سوف تظل شاهدة على حضارات وتاريخ الأمم، لافتا إلى أن هناك العديد من الآثار الخاصة بالملكة كليوباترا من تماثيل وتصوير على العملات المعدنية التي تؤكد الشكل والملامح الحقيقية لها، والتي جميعها تظهر الملامح الهلينستية ( اليونانية) للملكة كليوباترا من حيث البشرة فاتحة اللون والأنف المسحوب والشفاه الرقيقة.


وأكد أن حالة الرفض التى شهدها الفيلم قبل عرضه تأتي من منطلق الدفاع عن تاريخ الملكة "كليوباترا السابعة" والذي هو جزء هام وأصيل من تاريخ مصر القديم، وبعيدا عن أي عنصرية عرقية، مؤكدًا على الاحترام الكامل للحضارات الإفريقية ولأشقائنا فى القارة الإفريقية التي تجمعنا جميعا.


ومن علماء الآثار أ.د.ناصر مكاوي رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة،والذي قال أن ظهور الملكة كليوباترا في هذا الفيلم بهذه الهيئة يتنافي مع أبسط الحقائق التاريخية وكتابات المؤرخين أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس والذين سجلوا أحداث التاريخ الروماني في مصر في عهد الملكة كليوباترا والذين أكدوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون وأنها ذات أصول مقدونية خالصة.




وأشار إلى أن الملكة "كليوباترا السابعة" تنحدر من أسرة مقدونية عَريقة حكمت مصر ما يقارب من 300 عام، أسسها الملك "بطليموس الأول" وهو أحد القادة المقدونيين بجيش "الأسكندر الأكبر" والذي آلت إليه ولاية مصر بعد بوفاة "الأسكندر"وأسس الأسرة البطلمية. تزوج بطليموس الأول من الملكة "برنيكي الأولى" ذات الأصول المقدونية أيضا، وأنجبا الملك "بطليموس الثاني" حيث استمر من بعده أبنائه وأحفاده الملوك فى التزاوج من أخواتهم الإناث طبقا لعادات هذا العصر، وصولا للملكة "كليوباترا السابعة" وأخيها “بطليموس 14” محافظين على نقاء عرقهم المقدوني خلال كل هذه الفترة الزمنية.



وهناك أيضاً د.سامية الميرغني مدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار سابقا،حيث كشفت أن دراسات الانثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحامض النووي التي أُجريت على المومياوات والعظام البشرية المصرية القديمة أكدت أن المصريين لا يحملون ملامح أفارقة جنوب الصحراء سواء في شكل الجمجمة وعرض الوجنات والأنف واتساعة وتقدم الفك العلوي ولا في الشكل الظاهري للشعر ونسب أعضاء الجسد وطول القامة وتوزيع وكثافة شعر الجسد. وأن مانراه من تنوع كبير بين ملامح المصريين يرجع لقدم إعمار هذه الأرض واستقرار سكانها وإذابتهم لكل غريب داخل بوتقتهم.




وأضافت أن جميع النقوش والتماثيل التى خلفها لنا قدماء المصريين على المعابد والمقابر صورت المصريين بملامح أقرب ما يكون بالمصريين المعاصرين من حيث لون العين والشعر والبشرة ودرجة نعومة وكثافة الشعر لدي الرجال والنساء، وحتي لون الجلد ووجود نسبة من العيون الملونة وهي مصورة في بعض تماثيل الدولة القديمة وحتي حين تغيرت بعض تقنيات التحنيط في الأسرة 21 وبدأوا في طلاء جلد المومياء ليبدو كما في حياتها الأولي، قاموا بطلاء جلد الرجل باللون الطوبي وطلاء جلد المرأة باللون الأصفر الفاتح، الأمر الذي يؤكد أن ما تم رسمه وتأكيده علي الجدران هو حقيقة سجلها المصرى القديم عن نفسه.




فيما قالت د. كاثرينا مارتينيز رئيس بعثة الدومينيكان والعاملة بمعبد تابوزيريس ماجنا بغرب بمدينة الإسكندرية أنه على الرغم من وجود أراء متضاربة حول عرقها إلا أنه من المؤكد أنها ولدت في مصر في عام 69 ق.م من أصل مقدوني، لافتة إلى أنه بالرجوع إلى التماثيل والعملات التي خلفتها لنا الملكة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على ملامحها الهيلينستية وهو ما يظهر جليا في التمثال النصفي المصنوع من الرخام والمحفوظ في متحف برلين من القرن الأول قبل الميلاد وتظهر فيه وهي ترتدي إكليلا ملكيا وعينان لوزيتان والأنف مسحوب والشفاه رقيقه، بالإضافة إلى تمثال نصفي آخر محفوظ في الفاتيكان يظهرها بملامح ناعمة، ورأس من الرخام تظهر فيها وهي ترتدي غطاء الرأس، فضلا عن عدد من العملات التي تظهرها بنفس الهيئة الهيلنستية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق