علاء الدين ظاهر
قال أ.د.أحمد سعيد أستاذ تاريخ وآثار مصر والشرق الأدنى القديم بجامعتى القاهرة والكويت أنه لا شك في أن الملك رمسيس الثانى الذي حكم مصر لمدة 67 عاما من 1279 الى 1213 تقريبا هو من اهم ملوك مصر القديمة،حيث أن أعماله سواء الداخلية او الخارجية تثبت مدى قوة الدولة المصرية ابان حكمه،ومكانتها في الشرق رغم وجود القوة المنافسة الا وهم الحيثيين في بلاد الاناضول قديما.
تصريحات أ.د.احمد سعيد جاءت ردا علي ما ادعاه "ويلكينسون"وهو عالم مصريات للاسف إدعي أن رمسيس الثانى صاحب مجد زائف،حيث قال سعيد أن ذلك محض افتراء وكذب ربما ورائه ايدولوجية غير سوية،فقد كان رمسيس في اغلب الاراء شبه شريكا في الحكم لابيه الملك المحارب سيتى الاول وشريكا معه في معاركة الحربية التى أمنت مصر انذاك .
لقد قام الملك رمسيس الثانى بالعديد من الحملات العسكرية،والتى بدأها بحملته المهمه في السنة الثانية التى تصدى فيها بحريا لهجمات قراصنة "الشردانا " ( احدى شعوب البحر) وهزمهم واثر العديد منهم طبقا للوحة تانيس المعروفة،ثم حملته شبه السلمية لبلاد الشام في العام الرابع من حكمه لاستعراض قوة الجيش المصري والتى استقبل فيها بحفاوة من حكام المدن حتى التى كانت تدين بالولاء للحيثيين .
وقال ان الجدل حول معركة السنة الخامسة من حكم رمسيس وكانت بين المصريين والحيثيين(بقيادة موتالي ) في شمال سوريا والتى يطلق عليها "معركة قادش" والسؤال عن من المنتصر فيها جدالا ليس بجديد، ولا سيما بعد دراسة الوثائق المصرية والوثائق الحيثية والذي اتفق تقريبا بين العلماء على ان الحرب كانت سجالا .
وان كان البعض بعد دراسة ما تم من سياسة خارجية للحيثيين تجاه بلاد الشام وسياسة رمسيس الثانى تجاه المنطقة يميل الى ان الجيش المصريا خرج قويا من المعركة رغم ما تم الاعتراف به من قبل المصريين من خسائر في اول يوم للمعركة
ولقد اثبتت التحاليل والدراسات المقارنة لتاريخ الشرق الادنى ذلك،حيث ان حملات رمسيس من السنة السابعة وحتى العام العاشر والتى شارك في بعضها ابناء رمسيس كانت نتائجها ومكتسباتها لصالح الجيش المصري.من خلال المدن التى خضعت لمصر.
اما المعاهدة الشهيرة ( التى تمت بين الملك رمسيس الثالث والملك خاتوسيل الثالث ) فلم تعقب المعركة مباشرة او سنين قريبه من وقتها بل اتت في السنة الحادية والعشرين من حكم رمسيس وكانت لها ظروفها واحداثها واسبابها السياسية ان ذاك ( منها مثلا ظهور قوة فتية جديدة في الشرق هم الاشوريين ) ولا علاقة لها بنتائج معركة قادش .وتوجت بسعي الملك الحيثي بتزويج ابنتى من بناته للملك رمسيس على التوالي.
ولعلنا نشير هنا الى استمرار القوة المصرية الضاربة والتى تنفي الادعاء بمجدا زائف هو حملات الجيش المصري في العام السادس والعشرين من حكم رمسيس الثانى لكبح التمرد في جزيرة ابريم بالنوبة السفلى وكذلك الحملة التى قام بها نائب الملك في كوش «سيتاو» ضد الليبيين بمنطقة «مرمركيا» في العام الرابع والأربعين من حكم رمسيس الثانى.
واخيرا لعلنا نختتم بالاشارة الى ان اعمال رمسيس الثانى المعمارية الملكية والدينية والجنائزية والتى لا تضاهيها اية اعمال لاي ملك مصري قديم من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال تدل على مدى قوة الاقتصاد المصري انذاك والذي من اسبابه استقرار مكانة مصر الخارجية وبالتالي تؤكد قوة الدولة خلال حكم رمسيس وتؤكد مجده التليد والمؤكد لهذا الملك العظيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق