علاء الدين ظاهر
نقاش كبير ومهم في أغلب جوانبه دار الايام الماضية عقب اكتشاف بئر أثري في منطقة التربة السلطانية،وذلك أثناء أعمال التطوير الجارية هناك،وعليه إنطلقت مطالبات كثيرة بأن تقوم وزارة السياحة والآثار بالتدخل لإنقاذ هذا البئر واتخاذ الإجراءات الصحيحة اللازمة لحمايته.
من جانبنا في آثار مصر تواصلنا مع الباحث الأثري تامر المنشاوي الذي يعد من المهمومين بصدق بهذا الأمر،كما أنه زار المنطقة ورأي البئر علي الطبيعة،وسألناه عن رأيه وما شاهده هناك،وقال لنا بدوره أنه بئر عميق جداً ويوجد عقدين في البئر ضمن طرازه المعماري.
وتابع المنشاوي قائلاً:هذا البئر المكتشف في حاجة إلي عمليات ترميم عاجلة،وانا أعتبر أن وجود هذا البير دليلاً أكيدا علي أن المكان أثري ومهم لابد من الحفاظ عليه وعلي الأماكن الموجودة حوله،مع عمل صيانة ضرورية للحفاظ علي هوية المنطقة والأثر وحمايته،وذلك بالحفاظ علي محيطه الموجود حوله.
وعن تاريخ المكان قال:التربة السلطانية تم إنشائها في عهد السلطان المملوكي البحري الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون في القرن 8هـ/ 12م، وتقع بالقرب من ضريح جلال الدين السيوطي،وهناك توجد مئذنة التربة السلطانية و بجوارها عدد من المقابر،وقام كثيرون قديما بتوثيق هذا المكان الذي يعد قيمة تاريخية وأثرية وتراثية.
كذلك توجد مئذنة خانقاة قوصون العظيمة والفريدة على مستوى العالم،حيث قامت لجنة حفظ الآثار العربية في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني بأعمال ترميم وتقوية المآذن،وهذا العمل تم حينها بمعرفة المهندس العظيم هرتس باشا.
وحسب تامر،تعتبر هذه الأماكن قيمة تاريخية كبيرة علي مر الأزمان،وشاهدة علي تاريخ القاهرة العريقة،ومنذ أيام كشفت المنطقة عن أسرار تستحق عمل حفائر بها للبحث عن كنوزها،وإعطاء فرصة للمتخصصين في البحث والدراسة،والدليل علي ذلك أنه تم العثور علي بئر مياه في محيط منطقة التربة السلطانية.
واضاف:مما يدل علي أن أي منطقة أثرية لابد من عمل دراسة علمية بها، كون القاهرة تضم تاريخا كبيرا وتراثا عظيما،خاصة أن هذه المنطقة تقع أمام قلعة صلاح الدين الأيوبي ومسجد السيدة عائشة،من واجبنا ان نحمي تراثنا بمدينة القاهرة التي تستحق منا ان نحافظ علي هويتها،فهذه المدينة صاحبة تراث عريق لم ولن يعوض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق