علاء الدين ظاهر
علي ما يبدو أن الأهرامات بعيداً عن حجمها الضخم ستظل مثار دهشة من الداخل،وذلك بسبب عدد من المهووسين بالحضارة المصرية القديمة،والذين تجاوز الهوس لديهم فكرة الاعجاب بالحضارة،وتعداه إلي مرحلة الاعتقاد باشياء غريبة وفي سبيلها يقومون بعمل طقوس غريبة داخل الهرم!!
ما سبق حديث استوجبه فيديو تم تداوله مؤخراً بين رواد فضاء التواصل الإجتماعي،ويظهر خلاله عدد من الأشخاص ومعهم سيدة،حيث يؤدون طقوسا غريبة داخل الهرم كما أكد من تداولوا الفيديو،حيث يظهر في الفيديو 4 رجال وإمرأة.
ويبدأ الفيديو برجل وتجلس أمامه إمرأة وهما يؤديان طقوسا ما مصحوبة بأصوات وكلمات غير مفهومة،وتتحرك الكاميرا ليظهر شخصا آخر بالقرب منها ويستند بظهره علي حائط مجاور لهما،فيما تواصل الكاميرا التحرك ليظهر شخصين آخرين وهما يتطلعان إلي ما يشبه التابوت ويوليان الآخرين ظهرهما.
المثير في الفيديو أنه ظهرت كلمات علي الجدار بها أحد التواريخ وإسم معروف لأغلب العاملين في الآثار وعلماء الآثار،وهذا الإسم هو بيلزوني،ولمن لا يعرفه هو المستكشف الإيطالي جوفاني باتيستا بيلزوني،والذي حقق كثير من الاكتشافات الأثرية المهمة في الأقصر وأسوان،وعلي رأسها اكتشافه قبل أكثر من 200 عام لمعبدي أبوسمبل في أسوان.
كما اكتشف في الأقصر مقابر رمسيس الأول وسيتي الأول والأمير آمون حر خبشف، ووصل في اكتشافاته حتى ميناء برانيس على سواحل البحر الأحمر،وعمل في مشروع نقل مسلة معبد فيلة الشهيرة، وقام برفع ونقل أكبر تمثال للملك رمسيس الثاني، في معبد الرامسيوم، ووضع الكثير من التقنيات التي تستخدم حتى اليوم، في مجال الحفر والتنقيب عن الآثار ونقلها.
إذا إسم بيلزوني له ثقله ووجوده بهذه الطريقة يثير الاستغراب والجدل،خاصة أنه مكتوب بطريقة يستخدموها الأثريون عندما يريدون دراسة نقش ما علي جدران المقابر والمعابد الأثرية،بحيث يضعون عليه ورقا شفافا غير ضار بالآثر،ثم يرسمون النقوش أو المشاهد والرسومات كما هي بأقلام عادة سمراء وذات خط سميك.
وعندما بحثنا عن معني احدي الكلمات المكتوبة في الفيديو scoperia لم نجد لها معني في الإنجليزية،وكان سبيلنا هو ترجمة جوجل،والتي أعطتنا خيارا أن هذه الكلمة قد يكون لها ترجمة من اللغة الإيطالية،وبالفعل وجدنا أنها تعني إكتشاف !،كما بحثنا عن التاريخ المكتوب 2.mar.1818 وكانت المفاجأة أن عددا من المواقع الإلكترونية ذكرت أنه تاريخ إكتشاف الهرم الأوسط"خفرع"،وهذا الإكتشاف قام به بيلزوني 😮😯.
كل ما سبق يثير عدداً من الأسئلة التي لا بد من الإجابة عليها،من هؤلاء الأشخاص؟،وما هي معتقداتهم التي أدوا لأجلها هذه الطقوس؟،وكيف دخلوا إلي الهرم؟،ومن سمح لهم بأداء هذه الطقوس الغريبة؟،وهل وجود اسم بيلزوني لهم علاقة بهم أم لا؟،وغيرها من الأسئلة التي تظل مطروحة.
ولو كان هناك احتمالا بنسبة ٩٩.٩ ٪ أنهم داخل الهرم،يبقي إحتمال بنسبة ١٪ أن هذا المكان قد لا الهرم،ولنفترض أن ذلك صحيحا،فإن وجود إسم بيلزوني يرجح أنهم علي أغلب التقديرات داخل مكان أثري في مصر،وربما أيضا يكون الفيديو ليس حديثاً وتم تسجيله في وقت سابق،لكنه سواء جديد او قديم لا ينفي أنه يستوجب المساءلة والرد.
ولأننا نسعي للحقيقة،عرضنا الأمر كما هو بمنتهي المصداقية،وفي نفس الوقت أرسلنا لينك الفيديو لعدد من مسئولي الآثار مع الاحتفاظ بأسمائهم،وذلك للرد علي ذلك وتوضيح الأمر،وفي الوقت الذي يصلنا منهم الرد سننشره علي الفور عملا بحق الرد والتوضيح المكفول للجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق