30‏/08‏/2023

دراسة عن المنشآت والفنون الإسلامية لباحثة نالت عنها الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى..صور

علاء الدين ظاهر 

تعد الفنون الإسلامية بمثابة البحر الواسع الذي يمتلئ بالاسرار التي لم يتكشف كثير منها بعد،وهو ما يعد مجالا خصباً للباحثين للسير فيه،وهو ما قامت به الباحثة سحـر عـبد الـفـتـاح حـسـن وزيــري مسئول الوعي الاثري والتواصل والمجتمعي بمناطق آثار قنا الإسلامية والقبطية،حيث حصلت علي درجة الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى من جامعة سوهاج،مع التوصية بطبع الرسالة وتداولها مع الجامعات الأخرى.



رسالة الباحثة تضمنت دراسة قامت بها بعنوان"أثر المنشآت المعمارية في تشكيل وزخرفة الفنون التطبيقية الإسلامية (1-13هـ / 7-19 م) دراسة أثرية فنية"،وترأست لجنة الحكم والمناقشة أ.د.ميرفت محمود عيسى أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية آداب جامعة حلوان.




وعضوية كل من: أ.د.عبد الرحيم خلف عبد الرحيم أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآداب جامعة حلوان،وأ.د. رأفت عبد الرازق أبو العينين أستاذ ورئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة طنطا،وأ.م.د.وائل عبد الرحيم هميمي أستاذ ورئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة الأقصر 


وقد تناولت الباحثة في دراستها نشأة العمارة والفنون الزخرفية الإسلامية، وأهمية الفنون التطبيقية ومدى تفوق المسلمون في أساليب صناعتها وزخرفتها بعناصر زخرفية متنوعة ومنها الأشكال المستوحاة من العمارة الإسلامية كالمنشآت الدينية والحربية والمدنية،والتحف الفنية المُشكلة والمزخرفة بأشكال منشآت معمارية،وذلك وفقاً لمدى انتشار كل نوع من أنواع المنشآت المعمارية على التحف الفنية،ووصف تفصيلي للمنشأة المعمارية التي تُزخرف التحفة وطريقة تنفيذها،وتضمنت 215 لوحة منها 34 لم يسبق نشرها.


توصلت الدراسة إلى معرفة شيوع وانتشار المُنشآت المعمارية في تشكيل وزخرفة الفنون التطبيقية الإسلامية في الفترة من (1-13هـ/7-19م)، والتي تنوعت ما بين أشكال منشآت دينية وحربية ومدنية؛ حيث تمثَّل ظهورها على عدد (115) تحفة فنية، اختص منها عدد (65) للمُنشآت الدينية بمختلف أنواعها منها عدد (33) تحفة فنية للأضرحة وعدد (17) تحفة فنية للمساجد وعدد (10) تحفة فنية للكنائس وعدد (5) تحفة فنية للأديرة.





 واختص منها عدد (33) تحفة فنية للمُنشآت الحربية بمختلف أنواعها منها عدد (20) تحفة فنية للقلاع وعدد (8) تحف فنية للأبراج وعدد (5) تحفة للأسوار؛ كما اختص منها عدد (19) تحفة فنية للمُنشآت المدنية بمختلف أنواعها منها عدد (7) تحفة فنية للمدن وعدد (8) تحفة فنية للقصور والمنازل وعدد (4) تحفة فنية للقناطر والجسور.



واستنتجت الدراسة أن جميع أنواع المُنشآت المعمارية التي ظهرت بعض الفنون التطبيقية مُشكلة على هيئاتها أو التي ظهرت تُزخرف بعض الفنون التطبيقية بمختلف أنواعها، قد ارتبط ظهورها عليها بالغرض الزخرفي والجمالي فقط، دون أن يكون لها أي دور معماري واضح.



كما توصلت الدراسة إلى معرفة أن استخدام المنشآت المعمارية في تشكيل وزخرفة الفنون التطبيقية الإسلامية قد عُرف منذ القرن (1-2هـ/7-8م)، ولقد تمثَّل ظهورها في زخرفة لمنشأة معمارية مدنية تمثل شكلاً لأحد القصور المبكرة المُنفذة على طبق معدني من النحاس يُنسب إلى إيران ومحفوظ بمتحف الفن الإسلامي ببرلين، والذي يرجع تاريخه إلى القرن (1-2هـ/7-8م).  




لاحظت الدراسة أن الأضرحة تُعد أكثر أنواع المنشآت المعمارية انتشاراً في تشكيل التحف التطبيقية،وتبين كثرة التحف المُشكلة على هيئة منشآت معمارية ذات بدن متعدد الأضلاع تعلوه قبة ومنها أمثلة كثيرة تُنسب إلى إيران وبلاد الأناضول في العصر السلجوقي، كما اتضح أنها تتفق في شكلها العام وتصميمها مع الأضرحة السلجوقية في الأناضول ذات الأضلاع المتعددة.



لوحظ من خلال الدراسة أن التنانير والثريات المملوكية ذات البدن المنشوري المشطوف الذي تعلوه قبة كانت تُشبه بوجه عام الأضرحة المملوكية عدا في كون جدرانها مائلة، كما إنها ربما تأثرت أيضاً بالأضرحة الهندية التي تتميز ببدن منشوري مشطوف تعلوه قبة.



وتبيَّن من خلال الدراسة أن المنشآت الدينية المسيحية كانت أقل ظهوراً في زخرفة الفنون التطبيقية مُقارنة بالمنشآت الدينية الإسلامية، ولقد ظهرت مُنفذة على عدد (15) تحفة فنية، منها عدد (5) تحف تُنشر لأول مـــــــرة

إتضَّح من خلال الدراسة أن القلاع تُعدَّ من أبرز المُنشآت المعمارية الحربية التي استخدمها الفنان المسلم كحلية فنية في تشكيل وزخرفة الفنون التطبيقية؛ حيث ظهرت مُنفذَّةً على عدد (20) تحفة فنية، منها عدد (11) تحفة فنية تُنشر لأول مرة.



وأن المنشآت المعمارية الحربية التي ظهرت تُزخرف الفنون التطبيقية التي تُنسب إلى اسبانيا خلال الفترة موضوع الدراسة كانت تُمثل المكون الرئيسي لزخرفة التحفة المُنفذ عليها الزخارف، وربما يرجع ذلك إلى تأثر الفنان الأندلسي بالبيئة المحيطة به وكثرة المنشآت المعمارية الحربية القائمة بالأندلس في تلك الفترة، ولقد اقتبس فنانو التحف التطبيقية شكل تلك المنشآت من نماذجها القائمة بالبيئة المحيطة حولهم، كما قاموا بتنفيذها على فنونهم التطبيقية.



وإتضَّح من خلال الدراسة قلة ظهور المنشآت المعمارية المدنية في تشكيل وزخرفة الفنون التطبيقية الإسلامية مُقارنة بباقي أنواع المنشآت المعمارية الأخرى، كما إنها لم تكن تُمثل العنصر الرئيسي في زخرفة التحفة، بل اكتفى الفنان بجعلها تمثل الخلفية لأحداث الموضوع الرئيسي المُنفذ على التحفة.



كذلك إتضَّح من خلال الدراسة أن القصور كانت بمثابة أقدم أنواع المنشآت المعمارية المدنية استخداماً في زخرفة الفنون التطبيقية الإسلامية، حيث ظهرت تُزخرف طبق من النحاس ينسب إلى إيران في القرن (1-2هـ/7-8م) ومحفوظ بمتحف الفن الإسلامي ببرلين، كما إنها كانت تحاكي القصور الساسانية كقصر سرفستان وقصر شيرين، فضلاً عن كونها تحاكي البناء الساساني المعروف بعرش كسرى أو تخت التقديس. 



واستنتجت الدراسة أن استخدام المنشآت المعمارية في تشكيل وزخرفة الفنون التطبيقية لم يرتبط دائما بأشكال العمائر المعاصرة لها، فيُلاحظ أن هناك نماذج من التحف جاءت مُشكلة بهيئة بدن اسطواني تعلوه قبة وتُنسب للعصر المملوكي في مصر، على الرغم من انتشار الأضرحة المربعة في تلك الفترة، كما جاءت بعض التحف التطبيقية المزخرفة برسوم المسجد الحرام والمسجد الحرام، والتي كان بعضها لا يضاهي العناصر الحقيقية المُطابقة لشكل وتصميم المسجدين الحرام والنبوي في الواقع في فترة صنع التحفة المُنفذ عليها الرسوم.





كما استنتجت الدراسة أن التأثيرات الفنية المُتبادلة بين البلدان وبعضها وكذلك هجرات الصناع كان لها أثر كبير في انتقال طرز المنشآت المعمارية الخاصة بكل قطر من الأقطار الإسلامية، ويتضح ذلك في تصميم التحف المُشكلة بهيئة أضرحة مثل صناديق المصاحف الخشبية ذات البدن مُتعدد الأضلاع يعلوه قبة مدببة القطاع وكذلك التي يعلوها قبة هرمية الشكل والتي تُنسب إلى تركيا، كما إنها جاءت مُتأثرة بأشكال الأضرحة المملوكية في مصر، كما جاءت متأثرة بأشكال الأضرحة في إيران والأناضول وبصفة خاصة في العصر السلجوقي، وذلك من حيث التصميم والشكل والزخرفة.



تبين من خلال الدراسة أن كل أنواع التحف الفنية التي ترجع للفترة موضوع الدراسة والتي ظهرت مُشكلة ومُزخرفة بأشكال منشآت معمارية استمدت أشكالها من أشكال المنشآت المعمارية الموجودة بكل طراز من طرز العمائر الإسلامية،وأن التحف الفنية التي جاءت تحاكي شكل وتصميم القباب الضريحية المملوكية في الطراز المصري أكثر أنواع التحف الفنية محاكاة للشكل المعماري.



 حيث نري مدي التزام الصانع في تشكيلها على محاكاة الشكل المعماري من بدن مربع أو بدن متعدد الأضلاع تعلوه قبة، وكذا في تغطية سطوحها بزخارف هندسية ونباتية متنوعة والتي تتشابه مع شكل وزخارف القباب الضريحية الموجودة بالعمائر المملوكية القائمة. 



واتضح من خلال الدراسة أن التحف الفنية التي ظهرت متأثرة بشكل وتصميم طراز العمائر السلجوقية ظهرت وكـأنها نـمـوذج مُــــصغــر لـــشـكـل الضـــريح الــسـلجـــوقي بكافة عــــناصره وتفــاصـيله الــمعـمارية.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق