29‏/10‏/2023

باحثة كشفت أسرار المنشآت المائية بواحة الخارجة في دكتوراة بمرتبة الشرف الأولي..صور

علاء الدين ظاهر 

كشفت الباحثة سهام أحمد إسماعيل بحر مدير الآثار الإسلامية والقبطية بالواحات الخارجة في الوادي الجديد كثيراً من الأسرار التاريخية والحضارية عن المنشآت المائية في واحة الخارجة،وذلك في رسالة علمية حصلت بها علي درجة الدكتوراة في الآثار والعمارة الإسلامية بمرتبة الشرف الأولى،مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات الأخرى.



وجاءت الرسالة بعنوان"المنشآت المائية في واحة الخارجة بالصحراء الغربية في العصر الإسلامي..دراسة آثاريه معمارية"،وضمت لجنة الحكم والمناقشة أ.د.محمد هاشم اسماعيل طربوش أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية المتفرغ بكلية الاداب جامعة المنصورة،وأ.د.محمد السيد محمد أبو رحاب أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية بكلية الآداب جامعة أسيوط،وأ.د.حنان مصطفى عبد الجواد حجازي أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية المساعد بكلية الآداب جامعة الوادي الجديد وأ.د.وائل حسين يوسف أحمد أستاذ الهندسة المعمارية المتفرغ بكلية الهندسة بجامعة اسيوط   





الدراسة التي قامت بها الباحثة في رسالتها تضمنت الخلفية التاريخية والحضارية لواحة الخارجة،والتوزيع الجغرافي للمواقع الأثرية بالواحة وعلاقتها بمصادر المياه،والنسيج العمراني للواحة في العصر الاسلامي،والعوامل التي شكلت عمرانها وعمارتها،وطرق استنباط الماء وأرباب الحرف والعاملون بالمنشآت المائية بواحة الخارجة،والضوابط والأحكام الفقهية الخاصة بالمنشآت المائية،وموارد المياه و منشآت التخزين بواحة الخارجة.



وعن رسالتها والهدف منها قالت الباحثة:الماء هو شريان الحياة وأساس بقاء كل كائن على قيد الحياة وهو أهم مورد طبيعي على الإطلاق، وعنصر هام في كافة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية،وسعى الإنسان منذ وجوده إلى البحث عنه والاستفادة منه وتنوعت الأساليب بين البشر في الاستفادة من خدماته.





وابتدع آخرون طرقاً هندسية فريدة لاستخراج المياه من باطن الأرض كما هو الحال بالنسبة للإنسان الواحاتي الذي عانى كثيراً من التحديات الطبيعية القاسية والمتمثلة في الطبيعة الصحراوية والجفاف فكانا أكبر دافع له أن يبتكر أبسط الحلول مروراً إلى أعقدها ولمواجهة هذه البيئة القاسية استخدم خبراته ومعارفه المستمدة من خصائص بيئية في البحث عن المصدر المائي.




وقد تأثرت تلك المنشآت في واحة الخارجة وغيرها من واحات الصحراء الغربية في تشكيلها بعوامل مختلفة منها ما هو بيئي، ومنها ما ارتبط بالواقع الحضاري بهذه الواحات، التي مرت بعصور متعاقبة متباينة بين ازدهار وانحدار، كما أن للعوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية أثر واضح في صياغة المنشآت المائية بهذا المجتمع، وأعني هنا مجتمع الواحات، هذا المجتمع الذي تشكل بقالب الحضارة الإسلامية التي حوته، فانعكس انتماؤه إليها في حياته اليومية، من ذلك النظام الذي اتبعه في استغلال المياه.




فقد تحرى هذا المجتمع على بساطته تطبيق نصوص الشرع الإسلامي بهذا الخصوص، كما أن للعوامل البيئية دور فعال في تشكيل حياة الإنسان ونظمه الاجتماعية ومن أهم هذه العوامل المياه الجوفية التي أدت وما زالت تؤدي دورها في تشكيل الحياة في الصحراء، وتحقيق التضامن والتماسك بين سكان الواحة، كذلك كان نظام الري وطريقة توزيع المياه والأرض وحفر الآبار والمناور وتطهير العيون للمحافظة على استمرار تدفق المياه مصدر حياتهم معتمدة على التعاون الكامل بين أفراد المجتمع في كافة المجالات.





وعلى الرغم من أهمية الماء والمنشآت المائية بواحة الخارجة إلا أنه لا توجد دراسات سابقة متخصصة في هذا الموضوع باستثناء بعض الاشارات التي وردت في ثنايا بعض المراجع ، ونظراً لنقص الدراسات المتخصصة في موضوع العمارة المائية بشكل عام،بالإضافة إلى الرغبة في بيان أثر وأهمية المنشآت المائية ومقاصدها في صياغة عمران وتطور عمارة واحة الخارجة، ومدى تفعيل المجتمع لها.




وتابعت:وكان ذلك من أهم أسباب اختيار موضوع دراسة المنشآت المائية،نظراً لارتباطه الوثيق بالنواحي العمرانية والمعمارية التي طبقها أهل الواحات،وعلاقتها بتطور العمران في واحة الخارجة، وذلك من أجل التبيان للقارئ أن الماء كان له الدور الأول في استقطاب طلائع التجمعات البشرية التي أحدثت الثورة الزراعية بكل أبعادها الحضارية وفي مرحلة تعود إلى نحو آلاف السنين،بالإضافة إلى أن موضوع المنشآت المائية في ضوء الأحكام الفقهية لم ينل ما يستحقه من عناية البحث والدراسة ليتوازى مع تطبيق أحكام الفقه الإسلامي على مختلف أنواع العمائر. 




وسعت الباحثة للتعرف على كيفية استنباط الماء الجوفي، بهدف التعرف على مدى تأثير أهمية الماء ومنشآته على ذلك الموروث العمراني والمعماري بواحة الخارجة والتي واكبت تطورات المجتمعات الحضرية الإسلامية بالتقنين و التنظيم، ولذلك قامت بتقديم دراسة وصفية للمنشآت المائية بواحة الخارجة في إطار كيفية استنباط الماء والاستفادة منه، وصولاً إلى القوانين والمبادئ العرفية التي تنظم تقسيم وتوزيع الماء في واحة الخارجة حسب التطور المجتمعي. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق