14‏/12‏/2023

ماجستير بدرجة ممتاز..باحث كشف في دراسة حديثة أسرار قصر السلطانة ملك الأثري وعلاقته بمحكمة عابدين الأهلية..خاص بالصور والفيديو

علاء الدين ظاهر 

كشفت دراسة أثرية حديثة أن النهضة التي شهدتها مصر في عصر أسرة محمد علي وخلفائه قامت على أسس علمية وبعثات خارجية ووفود أجنبية ورغبة أكيدة لدى أفراد الأسرة الحاكمة والطبقة الارستقراطية، وعلية القوم وصفوة المجتمع للنهوض بالدولة والتأثر بمظاهر الحداثة الأوروبية في شتى المجالات ومناحي الحياة.


شاهد الفيديو 👇👇👇

قصر السلطانة..حكاية مكان في رسالة ماجستير بإمتياز بكلية الآثار جامعة القاهرة


الدراسة جاءت بعنوان"قصر السلطانة ملك بالقاهرة..دراسة آثارية فنية مقارنة"،وقام بها الباحث كريم أحمد حماد حسن مدير منطقة آثار العتبة،وحصل بها علي درجة الماجستير في الآثار الإسلامية بدرجة ممتاز مع التوصية بالطبع والتبادل مع الجامعات الأخري،من كلية الآثار جامعة القاهرة،تحت إشراف كل من أ.د.محمد حمزة الحداد عميد كلية الآثار الأسبق ونائب رئيس الجامعة الأسبق،وأ.د.مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة.





وقد ضمت لجنة الحكم والمناقشة كل من أ.د.محمد حمزة الحداد"مشرفا ورئيساً"،وأ.د.سهير زكي حواس أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة جهاز التنسيق الحضاري ورئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث والسياسات بالجهاز سابقا"عضواً مناقشا"،وأ.د.محمود مرسي أستاذ العمارة الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة"عضواً مناقشا".


شهدت مصر في القرن 18 و 19 والنصف الأول من القرن العشرين الميلادي ظهور طرز معمارية وفنية وافدة





وقام الباحث خلال الدراسة بتناول وصف معماري دقيق للقصر وما يضمه من عناصر بناء وزخارف بالخارج والداخل،ومنها حديقة القصر والعربخانة والأسطبل وكشف العوايد،كما تناول أيضا الطراز المعماري ومفرداته ومواد البناء،كذلك التصوير الزيتي والتماثيل والكتابات،بجانب عناصر مهمة لفهم تاريخ القصر الأثري.


شاهد الفيديو 👇👇👇

شوف روعة قصر #السلطان حسين كامل ولماذا عاشت فيه زوجته بالإيجار؟


وقد توصل الباحث إلي عدة نتائج مهمة،حيث شهدت مصر خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين الميلادي ظهور طرز معمارية وفنية وافدة أثرت وتأثرت بالسمات الفنية والطرز المعمارية الموروثة؛ لتنتج لنا في النهاية فناً جديداً وطرازاً معمارياً يميز هذه الفترة عن سابقتها من الفترات التاريخية التي شهدتها.





كما أن الاستثمار في المجال العقاري وإنشاء المدن الجديدة يستدعي فكر وعقلية اقتصادية مجازفة ـ تتسم بروح المغامرة ، دارسة لاحتياجات السوق ومعطيات الموقع وتشجيع من الدولة مع وجود رجال اقتصاد يتوفر لديهم الملاءة المالية اللازمة لإنجاز المشاريع الكبرى وإنشاء المدن ويحتاج إلى جهد ومثابرة وفترة زمنية كافية حتى يؤتي ثماره،والتخطيط الجيد وروعة التصميم وتوفير شبكة مواصلات جيدة تربط بين الضاحية الجديدة والمدينة الأم من أهم عوامل الجذب.



ونمو الشعور الوطني والرغبة الأكيدة في مقاومة الاحتلال الوافد وخاصة في عهد خديوي مصر عباس حلمي الثاني أدى إلى إحياء الموروث الثقافي والطرز المعمارية الأصيلة التي كانت سائدة من قبل،فنجد الاقتباس من الطرز المعمارية الإسلامية أو الفرعونية كنوع من مقاومة الغزو والفكر الأوروبي الوافد والعودة إلى الأصالة.



ولم يجد الباحث خلال فترة بحثه الطويلة سوى النذر القليل من سيرة صاحبة العظمة السلطانة ملك، وذلك لقلة المصادر والمراجع التي تحدثت عن شخصيتها وأهم إسهاماتها، وهذا هو حال الكثير من أفراد أسرة محمد علي من النساء.





وتوصل الباحث إلي أن الانتقال من المدنية القديمة إلى الضاحية الجديدة أدى إلى وجود اختلاف واضح في عمارة المنزل الإسلامي؛ مما أتاح الحرية الكاملة للمعماري في تشكيل الواجهات والتخلص شيئاً فشيئاً من القوانين والضوابط الخاصة بالبناء في المدينة القديمة وظهور قوانين وضوابط جديدة نتيجة للفكر المعماري الوافد. 



واتضح للباحث من خلال الدراسة الانتقال من التوسع الأفقي في عمارة المنزل في الفترات التاريخية السابقة إلى التوسع الرأسي وظهور فكرة تعدد الطوابق وكثرة الغرف والصالات والحمامات والحجرات مختلفة الوظائف.



كما تمكن الباحث من التوصل إلى الوثيقة الأصلية، والتي يتم نشرها لأول مرة ـ في نطاق هذا البحث، والتي بمقتضاها تنازلت السلطانة ملك عن القصر ـ موضوع الدراسة ـ إلى الشركة المالكة حالياً، وهي شركة واحات هليوبوليس والسكك الكهربائية ( شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير ) ، وقد تم التنازل بمحكمة عابدين الأهلية الجزئية بتاريخ يوم السبت الأول من يوليو سنة 1933 م.





ومن خلال الدراسة المتأنية لقصر السلطانة ملك اتضح جلياً أن هذا القصر يمكن تشبيهه بالرجل الأوروبي النشأة الذي ارتدى عباءة إسلامية الطراز؛ حيث نجد أن التصميم الداخلي وتوزيع الأمكنة والوظائف والمسميات الداخلية طبقاً للرسومات الهندسية الأصلية هي مسميات أوروبية أما الواجهات الخارجية جاءت على غرار الطراز الإسلامي المستحدث. 



واتضح من خلال الرسوم الهندسية الأصلية الباقية بأرشيف شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير أن مُنشيء القصر هو المهندس المعماري الكسندر مارسيل، وقام بتنفيذ هذه الرسوم في مكتبه في باريس عام 1908 م، واتضح لنا وجود بعض الرسوم التي لم تدخل حيز التنفيذ والتي جرى عليها تعديلات أيدها الوضع الحالي للقصر الذي شُيد للأمير حسين كامل قبل أن يصبح سلطاناً على مصر في 19 ديسمبر عام 1914 م.





كذلك اتضح لنا من خلال الدراسة اهتمام المعماري والمزخرف بتكثيف الزخرف واللوحات الفنية داخل القصر سواء ً على الجدران أو الأسقف أو أعلى فتحات الأبواب بالطابق الأرضي وذلك في القاعات السفلية والأماكن المرئية بقاعة الطعام وقاعة الاحتفالات والبهو الرئيسي وقبة القصر.



وأوضحت لنا الدراسة التنوع في أشكال فتحات الأبواب والشبابيك والضلف الخشبية المستخدمة والتي تنوعت في أشكالها وأحجامها وأسلوب زخرفتها واختلاف أنواع الزجاج المستخدم سواء ً كان معتماً أو شفافاً أو على هيئة المرايا الزجاجية. 



وتنوع أشكال وزخارف الدفايات الموجودة بالقصر وكذلك ألوان الرخام المستخدم في صناعتها وكثرة تواجدها في حجرات القصر المختلفة وكان أكثرها فخامة وأكبرها حجماً دفايات القاعات السفلية،وتنوع المواد المستخدمة في تكسية أرضيات القصر المختلفة؛ حيث نجد استخدام البلاطات الأسمنتية والموازييك في البدروم وممرات الطابق الأرضي والأول والسطح؛ بينما نجد الرخام الأبيض الكرارة وكذلك استخدام ألواح الباركيه الطولية أو التي اتخذت شكل الزجزاج أو السبعات والثمانيات في قاعات القصر السفلية والحجرات العلوية والبهو الرئيسي وصالة الدخول.



وأظهرت لنا الدراسة تنوع تغشيات إطلالة البدروم والطابق الأرضي والطابق الأول والسطح على الخارج؛ ما بين تغشيات حديدية وضلف زجاجية وشيش خشبي أحياناً أو الجمع بين عدة تغشيات في الشباك الواحد أو الشرفة إلى جانب وجود المصبعات الخشبية من خشب الخرط.



واتضح للباحث من خلال الدراسة حدوث تغيرات كبيرة في القصر ـ موضوع الدراسة ـ نتيجة لاستخدامه لأغراض أخرى غير الغرض الذي صمم من أجله، والتي أثرت عليه بالسلب وكان لتحويله إلى مدرسة ثانوية أثر كبير في تدمير عدد كبير من الدفايات الرخامية والمرايا الزجاجية وسد العديد من الأبواب الأصلية للحجرات؛ وذلك كي تتناسب مع متطلبات العملية التعليمية وتغيير السلم الثانوي الداخلي وتدعيمه لكي يتناسب وسلامة الطلبة صعوداً وهبوطاً من وإلى الأدوار العليا وإضافة حجرات في حديقة المدرسة للتربية الرياضية وخدمات الطلبة والمدرسين على حساب الحديقة الأصلية للقصر. 




وطبقاً لكشوف العوايد ومحاضر الجرد الخاصة بالقصر نجد إطلاق مسميات عديدة على هذه المنشأة، ومنها سراي، فيلا، قصر، وطبقاً للرسومات الأصلية يسمى في باديء الأمر باسم " قصر البرنس حسين كامل "؛ ثم أطلق عليه قصر السلطانة ملك وسجل في عداد الأثار الإسلامية والقبطية باسم "قصر السلطانة ملك" بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1621 لسنة 2000م، وأخيراً اصطلح على تسميته في المكاتبات الرسمية باسم "قصر السلطان حسين كامل المعروف بقصر السلطانة ملك ".



 مؤخراً تم عمل برتوكول تعاون بين وزارة الاتصالات ووزارة السياحة والآثار يتم بمقتضاه استغلال قصر السلطانة ملك بمصر الجديدة كمركز لتنمية الابداع وريادة اعمال الشباب بمعرفة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وذلك بموافقة اللجنة الدائمة للاثار الإسلامية والقبطية بجلستها بتاريخ ٢٠١٩/٤/٢٢،وقد تهدم مبنى الإسطبل والجراج الأصلي بالقصر بشكل كامل، وقد قررت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بجلستها بتاريخ 13/ 7/ 2021م شطب المبنى وتعديل رقم الأثر الخاص الصادر له القرار الوزاري رقم 593 لسنة 2000م.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق