14‏/01‏/2024

آثار مصر قامت بجولة داخل مكتبة العاصمة الإدارية الجديدة..علماء ومثقفون وأدباء شاهدون علي تاريخ مصر بين جدران المستقبل علي مساحة 10 ألاف متر مربع..تفاصيل كاملة وصور

@ 70 ألف كتاب ورقي في مجالات الفنون والثقافة المختلفة


@ 10 مليون كتاب رقمي تقتنيها المكتبة


@ 8 قاعات بأسماء علماء ومؤرخين وأدباء مصريين


جولة وتصوير..علاء الدين ظاهر 

لا أحد ينكر أن مصر عبر مسار التاريخ ومنذ ألاف السنين قد تفوقت في مجالات عديدة وسبقت دولا كثيرة فيها،ومن هذه المجالات الكتب والمكتبات،ويكفي أننا لدينا مكتبة الإسكندرية التي ظلت عبر السنوات الطوال مصدر إشعاع ثقافي ومعرفي ليس لمصر فقط بل للعالم كله،ورما يمتد هذا الدور التاريخي إلي العاصمة الإدارية الجديدة،حيث تحتضن ضمن منشأتها مدينة الفنون والثقافة،والتي تضم كثيرا من المنشأت المعرفية المتنوعة ومنها مكتبة العاصمة،والتي يتولي مسئوليتها حاليا الدكتور زين عبد الهادي رئيس قسم المكتبات في جامعة حلوان والرئيس السابق للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية.




تتمثل هذه المكتبة في الوقت الحاضر رابطا بين الماضي والمستقبل،بما تضمه من كنوز وروائع ثقافية ومعرفية،وهو ما تعرفنا عليه من الدكتور زين نصار خلال جولتنا هناك،حيث تحاورنا معه في كثير من الأمور لنتعرف علي قصة إنشاء هذه المكتبة،والتي يتكون فريق العمل بها من 13 فردا ومع الإفتتاح مقرر أن يصل هذا العدد إلي 35 فردا ومع التشغيل الكامل سيصلون إلي 50 فردا،حيث تستخدم المكتبة نظام كوها وهو من أكثر نظم المكتبات إستخداما علي مستوي العالم.  



حجر الأساس 

قال الدكتور زين:وضع حجر الأساس لمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية مع بداية عام 2018 وإستغرق بناؤها 30 شهرا علي مساحة 137 فدانا،ويبلغ نصب المكتبة منها 9 ألاف متر مربع،وتتكون من مبني علي شكل حرف" يو "،بجانب 1000 متر لمكتبة الطفل،لكن مكتبة العاصمة بكل إضافاتها خاصة مكتبة الطفل والأماكن والأدوار الأخري تصل الي مساحة حوالي 30 ألف متر مربع، وهذا المقدار يبلغ تقريبا نصف مساحة مكتبة الإسكندرية وقريبة من مساحة دار الكتب المصرية،لكن دار الكتب حوالي 9 أدوار.




وتابع:مبني مكتبة العاصمة له طابع معماري مختلف عن المكاتب والدور الأخري في مصر،لكن هذا الطابع المختلف حافظ في نفس الوقت علي روح القاهرة القديمة وخاصة القاهرة الخديوية،ولدينا 70 ألف كتاب ورقي مجالات الفنون والثقافة المختلفة،في حين لدينا حوالي أكثر من 10 مليون كتاب رقمي،حيث أننا نعتبر مكتبة شبه رقمية،ومبني المكتبة علي نمط يسمي المعمارية الوظيفية،حيث أن أكثر ما هو موجود في مصر الشمس والهواء،وهذا النمط من البناء يتيح لك أكبر إستفادة من الهواء والضوء الطبيعي.


 

منحوتة كتب 

وتقع في مدخل المكتبة من الخارج منحوتة عبارة عن مجموعة كتب فوق بعضها وشكلها رائع ولافتة للنظر،وقد سألنا الدكتور زين نصار عنها وقال:تمثل 10 من أهم الشخصيات في الفنون والثقافة،مثل نجيب محفوظ وطه حسين وثروت عكاشة ومحمود سعيد وسيد درويش وأم كلثوم، ومانيتون السمنودي وهو أول مؤرخ في التاريخ الإنساني.






وقال أن الجزء الداخلي من المكتبة مبني وفق العمارة الخديوية والتي بنيت عليها القاهرة،وهي تسمي عمارة الباروك"عصر النهضة" وقد ظهرت في القرن 14 و 15،والزخارف من الداخل علي نمط زخارف الروكوكو السلسة،وهذه النوعية من الزخارف تحاول الحفاظ علي الشكل الجمالي للمكان،كما نجد بالداخل أيضا تمثال الكاتب المصري الجالس القرفصاء،حيث لم يكن هناك في مصر القديمة كاتبا واحدا فقط لمصر،بل كان هناك كاتب للملوك وكاتب للكهنة وكاتب للشعب وكاتب للمحاكم وكاتب للأمور الدينية،ويقال أن الكتابة ظهرت في مصر 3200 ق.م،وظهرت معها المكتبات حيث كانت هناك في الأسر المصرية مكتبات كثيرة،وذلك بداية من الأسرة 1 حتي الأسرة 32 تقريبا.



التاريخ المصري 

وتابع:أي أن فكرة المكتبات قديمة جدا في التاريخ الإنساني المصري أكثر من أي شعب أخر،وهذا أمر مهم جدا إذا ما علمنا أن مصر بها أكثر من 35 ألف مكتبة،وهي واحدة من أهم 10 دول في العالم في مجال المكتبات،وفي الجامعات المصرية هناك 18 قسم للمكتبات ويتخرج منها الكثيرون سنويا وأغلب هؤلاء الخريجين يسافرون للخارج ويعملون في مجالهم،وكثير من خريجي المكتبات من المصريين يعملون في أمريكا وأوروبا. 



وقال أننا لدينا في مكتبة العاصمة واحد من أهم الكتب التي تتحدث عن مصر بالفرنسية،وهو كتاب وصف مصر الذي تمت طباعته عام 1881 م في زمن الحملة الفرنسية،وهناك منه 2000 نسخة أصلية علي مستوي العالم يوجد منها في مصر ما بين 500-600 نسخة ،وهناك أسر لديها نسخ من الكتاب ضمن ميراث ثقافي من عائلاتها،والنسخة التي لدينا مكونة من 27 مجلدا تمثل كتاب وصف مصر بالكامل،وبجانب ذلك فإن الكتاب موجود لدينا منه نسخة أليكترونية أيضا،ويتضمن ما قام به وكتبه 180 عالم أتوا مع الحملة الفرنسية،وهؤلاء العلماء من المعهد الفرنسي العلمي في باريس،وقد وصفوا مصر من أولها لأخرها،بناسها وما بها من العادات والتقاليد والطعام والشراب والحيوانات والنباتات والصحراء ونهر النيل بتفيرعاته،ولم يتركوا شيئا تقريبا في مصر الا وصفوه وكتبوا عنه. 





وعن قاعات المكتبة قال الدكتور زين أنها تضم قاعتين لعرض الكتب الحديثة الواردة للمكتبة لتصبح من مقتنياتها،بالإضافة إلي 8 قاعات سميت بأسماء مجموعة من العلماء والمؤرخين والأدباء المصريين الذين أثروا الثقافة المصرية والعالمية بأعمالهم،كما أنه ملحق بالمكتبة بجانب مكتبة الطفل الصالون الثقافي وأماكن مخصصة للمعارض الفنية والناشرين 



ثروت عكاشة 

ومن أبرز القاعات هناك قاعة ثروت عكاشة في الدور الأرضي وهو أديب مصري ولد عام 1931 م وتوفي عام 2013 م،وهو أحد ضباط الجيش المصري في الخمسينات وكان وزير الثقاقة والإرشاد القومي الأسبق،وشارك في إنقاذ معابد فيلة أثناء بناء السد العالي في الخمسينات وأوائل الستينات ونقل معابد أبي سمبل،كما أن ثروت عكاشة يعد من أهم المترجمين في التاريخ المصري الحديث ،لأنه ترجم الإلياذة والأوديسا وأعمال كثيرة ترجمها عن اليونانية وغيرها،وقد تم نشرها خاصة أنه كان فنانا محبا للنحت والرسم جدا 



وفي الدور الأرضي أيضا قاعة الأديب الراحل طه حسين عميد الأدب العربي"1889م-1973م"،ويعد رائد التنوير الأعظم في التاريخ المصري،ومن أهم اعماله كتاب مهم جدا ربما لو كنا تتبعنا ما جاء فيه لتفوقنا علي أمريكا نفسها،وهذا الكتاب صدر عام 1949 م وهو"مستقبل الثقافة في مصر"وكان تحديدا عن التعليم وتغييره،كما أنه ترجم كثيرا من الأعمال والكتب،وهو مؤلف الأيام ودعاء الكروان التي تعد من الأعمال الفنية الخالدة المأخوذة عن رواياته. 



الناشطات الأوائل 

وهناك قاعة يونان لبيب رزق أحد أهم المؤرخين المصريين في العصر الحديث"1933م-2008م"،وقاعة نجيب محفوظ الأديب المصري الحاصة علي جائزة نوبل في الأدب والفنون"1911م-2006م"،وقاعة هدي شعرواي وهي من أبرز الناشطات الأوائل اللاتي شكلن تاريخ الحركة النسوية في مصر"1879 م- 1947م"،وقاعة حافظ إبراهيم شاعر النيل "1873م-1932م" ،وقاعة الدكتور أحمد زويل العالم المصري في مجال الكيمياء "1946م2016م" والحاصل علي جائزة نوبل العالمية في مجال الفيزياء،وقاعة أحمد شوقي أمير الشعراء"1868م-1932م"،وقاعة محمود عباس العقاد الأديب والمفكر والشاعر والصحفي المصري "1889م-1964م"،هناك الممر التاريخي وجاري العمل عليه وسيكون بالكامل عن تطور وتاريخ الكتابة والكتب في مصر من 5000 سنة حتي الأن.





وعن الشخصيات الموجودة علي مجسم الكتب أمام المكتبة قال:نحن في مكان إسمه مدينة الفنون والثقافة،لذلك إخترنا أسماءا مثل سيد درويش ولا يمكن تجاهله وله أعمال عديدة ومنها الوطنية مثل لحن النشيد الوطني وهناك أوبريت العشرة الطيبة،ولا يمكن أن أتجاهل العالم الدكتور أحمد زويل الذي حصل علي نوبل،كذلك لا يمكن تجاهل المرأة واخترنا مثلا هدي شعراوي وصفية زغلول،حيث كانت المعايير هي اختيار أدباء ومثقفين وفنانين وعلماء من الجنسين معبرين عن تاريخ وثقافة وفن مصر،وسنعرض أيضاً لوحات فن تشكيلي وهو ما كان موضوع بروتوكول التعاون بيننا ومكتبة الإسكندرية،وذلك للحصول علي لوحات من مقتنيات المكتبة وسنعرضها في مكتبة العاصمة الإدارية الجديدة،فنحن لسنا مكاناً لعرض الكتب فقط،بل نقدم المعرفة والثقافة بكل مصادرها،وهو ما يفسر أيضا الحرص علي أن تتضمن المكتبة قاعات للسماع والمشاهدة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق