26‏/01‏/2024

السياحة المصرية في مدريد 2 .. عيسي من إسبانيا:مصر تسعي عام 2028 لتحقيق ما بين 1.6 % إلى 1.7 % من حركة السياحة العالمية بمعدل 30 مليون سائح..وفرص الدول العربية للتعاون في تقديم منتج سياحي إقليمي كبيرة

النتائج الإيجابية للسياحة في مصر خلال الفترة الماضية تؤكد صمود هذه الصناعة


المدن السياحية المصرية شهدت أرقاماً إيجابية في معدلات الحركة السياحية الوافدة إليها في عام 2023


الغردقة استقبلت 4 مليون سائح .. وشرم الشيخ 3 مليون سائح .. ومرسى علم مليون سائح


تنوع متميز في تركيبة السائحين الوافدين إلى مصر خلال عام 2023 ... والسائحون الألمان في المرتبة الأولي



علاء الدين ظاهر

شار أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، كمتحدث، في جلسة النقاش الوزارية التي نظمتها منظمة الأمم المتحدة للسياحة UN Tourism بالعاصمة الإسبانية مدريد، تحت عنوان "كيفية بناء علامة إقليمية للسياحة في الأوقات غير المستقرة". وقد جاء ذلك على هامش زيارة السيد الوزير الحالية لمدريد للمشاركة في المعرض السياحي الدولي FITUR 2024 الذي افتتحت فعالياته أمس وتستمر إلى 28 يناير الجاري.



كما شارك في الجلسة مكرم مصطفى القيسي وزير السياحة والآثار في المملكة الأردنية الهاشمية،وخوان كارلوس ماثيوز سالازار وزير التجارة الخارجية والسياحة في جمهورية بيرو،وبسمة الميمان الممثل الإقليمي للشرق الأوسط بمنظمة الأمم المتحدة للسياحة UN Tourism، وجوليا سيمبسون الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس الدولي للسفر والسياحة WTTC.



وقد أدار الجلسة حسن منصور النجراني باحث أكاديمي دكتوراه في الإعلام الرقمي في جامعة كومبلوتنس بمدريد،وشارك في الحضور الوزير مفوض مني عرفة بالسفارة المصرية في إسبانيا،وأحمد نصر المستشار التجاري بالسفارة،ويمني البحار مساعد الوزير للشئون الفنية وشئون مكتب الوزير.



وقد تناولت الجلسة مناقشة كيف يمكن للحكومات في منطقة الشرق الأوسط الترويج للسياحة في الأوقات غير المستقرة، وكيفية بناء علامة إقليمية للسياحة في هذه الأوقات، وأهمية ضمان مرونة وتعافي السياحة في المنطقة،كما ركز النقاش على استكشاف الوضع الحالي لمنطقة الشرق الأوسط وتسليط الضوء على الفرص والتحديات والأفاق الاقتصادية المتطورة في مواجهة الأحداث الجارية، والاتجاهات الحالية والأفاق قصيرة الأجل في المنطقة في سياق السيناريو الحالي، واستكشاف السياسات والاستراتيجيات الراهنة إلى تعزيز التعافي ومساندة السياحة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة، والنمو في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.  



وتمت مناقشة طبيعة الرسائل الأساسية التي يجب توجيهها إلى وسائل الاعلام والقطاع الخاص (وكالات السفر ومنظمي الرحلات السياحية) والجمهور، وكيفية تحفيز كل من صناع السياسات والمستثمرين على دعم قطاع السياحة في أوقات عدم الاستقرار، وطبيعة آليات وأدوات الاستثمار المالي المتاحة لدعم السياحة في الشرق الأوسط في هذه الأوقات.



السياحة الإقليمية 

وفي حديثه، تناول عيسى استعراض كيفية تمكين الوجهات السياحية من معاودة الصعود، والإجراءات والخطط التي من شأنها أن تساهم في مواصلة بناء علامة إقليمية للسياحة في الأوقات غير المستقرة،مشيرا إلي أن صناعة السياحة تعتبر صناعة مفتتة، لافتاً إلى أن ذلك يمثل ضغطاً وتحدياً أمام صانعي السياسات ومنظمي هذه الصناعة ومؤسسات العمل المدني الممثلة للقطاع السياحي الخاص في الدول المختلفة ومنها دول الشرق الأوسط.



وتحدث عن أهمية تضافر كافة الجهود المبذولة في الأوقات الغير مستقرة من قبل القطاع السياحي الحكومي والخاص ومؤسسات العمل المدني بما يساهم في القدرة على تجاوز مخاطر الأزمة، مشيراً إلى أن هذا هو ما قامت به مصر من خلال التعاون والتنسيق المشترك بين الوزارة باعتبارها منظم ورقيب ومرخص وصانع للسياسات داخل الصناعة وبين القطاع الخاص وممثليه من الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف السياحية المختصة، للحفاظ على الحركة السياحية الوافدة إليها وضمان عدم حدوث تراجع أو تأجيل في الطلب السياحي نتيجة تداعيات الأحداث السياسية الجارية الأخيرة بالمنطقة.



وأوضح أن النتائج الإيجابية التي شهدتها السياحة في مصر خلال هذه الفترة تؤكد على صمود هذه الصناعة، مشيراً إلى أن مصر استقبلت خلال الربع الأخير من عام 2023 حوالي 3.6 مليون سائح وهو ثاني أعلى معدل لهذه الفترة في تاريخ السياحة في مصر بعد عام2010 وهو عام الذروة السياحية.



وأضاف أيضاً أن مصر حققت أيضاً نسبة زيادة 9 % خلال الـ 19 يوم الأوائل في عام 2024 عن مثيلتها في 2023،موضحا أن نصيب مصر من حركة السياحة العالمية في عام 2023 كان 1.2% وهو ما يمثل نمو بنسبة 33٪ مقارنة بنصيبها في عام 2019، حيث كان نصيبها 0.9٪، مشيراً إلى أن مصر تستهدف الوصول بنصيبها من حركة السياحة العالمية في عام 2028 من 1.6 % إلى. 1.7 % بما يؤهلها لتحقيق مستهدفاتها من الصناعة والوصول إلى 30 مليون سائح.



وأشار أحمد عيسى إلى إيمانه القوي بدور القطاع السياحي الخاص وما يقوم به للوصول للمستهدفات من الصناعة، مشيراً إلى أنه جاري الانتهاء من اللائحة التنفيذية لقانون إنشاء الغرف السياحية وتنظيم اتحاد لها، وإصدارها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ومن ثم يتم الدعوة للقيام بانتخابات جديدة للغرف والاتحاد،معربا عن ثقته بأن الدول العربية أمامها فرص لا تحصى للتعاون والتكامل في العمل العربي المشترك لإعادة تقديم المنتجات السياحية بها للعالم كمنتج سياحي إقليمي، والعمل على الترويج الإقليمي المشترك لهذا المنتج الذي يمكن أن يقدم للسائحين أكثر من تجربة سياحية بأكثر من دولة عربية في رحلة واحدة. 



كما أشار إلى أهمية وضع سياسات تهدف إلى دعم وتعزيز التكامل العربي وتسهيل التنقل وحركة السياحة البينية بين الدول العربية وتسهيل عمل الشركات السياحية المختلفة بين هذه الدول، وترك مساحة التنافس للقطاع السياحي الخاص،وتحدث عن فرص الاستثمار الكبيرة الموجودة في مصر ولا سيما الاستثمار السياحي حيث ترحب مصر بكافة المستثمرين سواء المحليين أو الدوليين بما يساهم في الوصول إلى المستهدفات من الصناعة،مؤكدا علي أن مصر تحرص على مواصلة جهودها في ملف الحفاظ على الآثار المصرية ولا سيما من خلال المشروعات الأثرية المختلفة التي تقوم بها.



ومن جانبها، استهلت بسمة الميمان كلمتها، خلال الجلسة، بالترحيب بالوزراء المتحدثين في هذه الجلسة، مشيرة إلى أن منطقة الشرق الأوسط لا زالت تتصدر عملية التعافي حيث شهدت أقوى أداء تجاوز 22 % بين الأقاليم العالمية، وكانت أول منطقة في العالم تتعافى لأرقام ما قبل الجائحة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 وفقاً لتقرير منظمة الأمم المتحدة للسياحة UN Tourism الصادر العام الماضي.



وأضافت أن المنطقة لا تزال حتى الآن المنطقة الوحيدة في العالم التي تجاوزت مستويات عام 2019 خلال هذه الفترة، حيث حققت العديد من الوجهات نتائج استثنائية، مشيرة إلى أن من العوامل التي دعمت هذا الأداء الرائع هي تسهيل الحصول على التأشيرات، وتطوير وجهات جديدة، والاستمرار في مشاريع ذات الصلة بالسياحة، واستضافة الأحداث الكبرى مثل الأحداث الرياضية والترفيهية.



معدلات إيجابية 

وفي نفس الإطار واصل أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، لقاءاته المهنية المكثفة التي عقدها خلال اليوم الثاني من زيارته الحالية للعاصمة الإسبانية مدريد، حيث عقد مجموعة أخرى من اللقاءات مع مسئولي وممثلي بعض المنشآت الفندقية ومنظمي الرحلات وشركات سياحة وشركات طيران، وذلك لبحث سبل دفع الحركة السياحية الوافدة لمصر بصفة عامة ومن السوق الإسباني بصفة خاصة،وحرص الوزير، خلال هذه اللقاءات، على عرض المؤشرات والمعدلات الإيجابية التي حققتها صناعة السياحة في مصر في أعداد الحركة السياحية الوافدة إليها خلال الفترة الماضية، وأبرز المستجدات التي تشهدها الصناعة.



وأشار إلى أن كافة المحافظات والمدن السياحية في مصر شهدت أرقاماً إيجابية في معدلات الحركة السياحية الوافدة إليها خلال عام 2023 من بينها مدينة الغردقة استقبلت 4 مليون سائح، ومدينة شرم الشيخ 3 مليون سائح، ومدينة مرسى علم مليون سائح،وأوضح أن هناك تنوع متميز في تركيبة السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة خلال عام 2023، مشيراً إلى أن السائحين الألمان قد جاءوا في المرتبة الأولي بين هؤلاء السائحين الوافدين.



وخلال هذه اللقاءات، تحدث الوزير عن سياسات وآليات تحفيز الطيران، وأهمية برنامج تحفيز الطيران الذي تقدمه الوزارة، ودوره الهام في زيادة أعداد رحلات الطيران القادمة إلى مصر، مشيراً إلى أنه تم مد العمل ببرنامج تحفيز الطيران الحالي حتى شهر أبريل المقبل، كما استعرض تفاصيل باقة التحفيز الإضافية التي تقدمها الوزارة لشركات الطيران Booster Campaign بما يساهم في دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة.



وأوضح عيسى أن الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر ترتكز على عدة محاور من ابرزها زيادة مقاعد الطيران القادمة إلى مصر؛ لافتاً إلى أن أعداد هذه المقاعد زادت في عام 2023 إلى أكثر من 35 % عن مثيلتها في عام 2022،وأن الدولة المصرية تستهدف الوصول بمستهدفات صناعة السياحة في مصر في 2028 إلى 30 مليون سائح وهو ما يتطلب زيادة مقاعد الطيران إلى 3 أضعاف أعدادها الموجودة حالياً.



كما استعرض الوزير السياسات والخطط الترويجية للوزارة والتي ترتكز حالياً على التوجه لتحسين مكونات جانب العرض في المقصد السياحي المصري، بدلاً من التركيز على تحفيز جانب الطلب على المنتج السياحي المصري،وأضاف أن استراتيجية التسويق والترويج تركز على التعاون مع شركاء المهنة المحليين والدوليين من منظمي الرحلات وشركات طيران وخاصة في تنفيذ الحملات الترويجية وبرامج التسويق المشترك Co marketing.



وتحدث ايضاً عن حوافز الاستثمار الفندقي التي تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية ويتم العمل عليها بالتعاون مع وزارة المالية والتي من شأنها أن تعمل على حث وتشجيع المستثمرين المحليين والدوليين على الاستثمار السياحي في مصر.


........



وإستكمل وزير السياحة والآثار لقاءاته الإعلامية حيث عقد عدة لقاءات مع ممثلي عدد من أبرز وسائل الإعلام من وكالات الأنباء والصحف الإسبانية والتي من بينها وكالة الأنباء الإسبانية EFE، وصحيفة El Economista ، و Hosteltur، والصحيفة الإلكترونية Ladevi. 



الإقتصاد القومي 

وخلال هذه اللقاءات،الوزير على أهمية صناعة السياحة في مصر بالنسبة للاقتصاد القومي حيث أنها تعد أحد أهم مصادر العملة الأجنبية كما أنها تساهم في توفير فرص العمل، هذا بالإضافة إلى دورها في تحقيق الترابط والتقارب بين الشعوب والثقافات المختلفة، لافتاً إلى أن الدولة المصرية تستهدف تحقيق نمو سريع في صناعة السياحة في مصر يتراوح ما بين 25%-30% سنوياً.



كما أشار إلى أن الحركة السياحية الوافدة إلى المقصد السياحي المصري تشهد نمواً، حيث شهد عام 2023 أعلى معدل في الحركة السياحية الوافدة في تاريخ السياحة المصرية ليحقق بذلك رقماً قياسياً في أعداد السائحين الوافدين والذي بلغ 14.906 مليون سائح، كما شهدت الـ 19 يوم الأوائل من عام 2024 زيادة في أعداد الحركة السياحية الوافدة لمصر بنسبة 9% عن مثيلتها في عام 2023.



وأضاف أنه في إطار مستهدفات الدولة المصرية من صناعة السياحة في مصر وهو الوصول بأعداد السائحين الوافدين لمصر إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028 فإنها تستهدف الوصول بنصيبها من حركة السياحة العالمية في عام 2028 من 1.6 % إلى 1.7 %،وتحدث عن أهمية التوسع في الاستثمار الفندقي وزيادة عدد الغرف الفندقية بمصر وهو ما يأتي في إطار أحد محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر، لافتاً إلى أن عام 2023 شهد زيادة في أعداد الغرف الفندقية في مصر حيث وصلت إلى 220 ألف غرفة.



كما أشار خلال هذه اللقاءات إلى التنوع الذي يشهده المقصد السياحي المصري في مقوماته ومنتجاته وأنماطه السياحية، لافتاً إلى ما يتمتع به المقصد المصري من ميزة تنافسية كبيرة لا مثيل لها لتميزه بعدد من المنتجات السياحية والتي تركز الوزارة خلال الفترة الحالية على الترويج لها،وتحدث عن المناطق التي شهدت تشغيلا تجريبياً بالمتحف المصري الكبير والتي تتضمن الدرج العظيم ومنطقة المسلة المعلقة والبهو والمنطقة التجارية، مشيراً إلى أنه من المقرر أن تقوم الهيئة المصرية العامة للتشيط السياحي بعد افتتاح المتحف بتنظيم زيارات تعريفية لممثلي وسائل الإعلام الدولية للتعرف على التجربة السياحية المتميزة التي يقدمها المتحف لزائريه بالإضافة إلى التعرف على التجارب السياحية المختلفة والمقومات السياحية المتعددة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري.



كما أشار إلى أنه تم افتتاح محطات للطاقة الشمسية في عدد من المواقع الأثرية والمتاحف في مصر وهى قصر محمد علي بالمنيل، ومركز الزوار بمنطقة أهرامات الجيزة، ومتحف المجوهرات الملكية ومتحف الإسكندرية القومي بالإسكندرية، ومتحف شرم الشيخ، لافتاً إلى أن ذلك يأتي في إطار خطة الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار لتحويل المتاحف والمواقع الأثرية في مصر إلى مواقع خضراء ومستدامة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق