علاء الدين ظاهر
منذ عرض مسلسل الباطنية أو الحشاشين وحتي الآن وهناك أراء ووجهات نظر متباينة فاما من يهاجم بدون هوادة على كل صناع العمل وأما من يري إنه أفضل مسلسل تاريخي على الإطلاق والواقع إنه لو تحدثنا بموضوعية ونقد بناء،نجد إنه لا هذا ولا ذاك بل به من المميزات والسلبيات كاى عمل درامي
ما سبق يمثل رؤية رصينة من أ.د.سامح فكرى طه البنا أستاذ الآثار والفنون الإسلامية ورئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة أسيوط،والذي تابع قائلاً:ربما جاء الهجوم الشديد لتعرضه لتفاصيل وأحداث وأماكن تاريخية كانت بحاجة إلى مراجعات تاريخية أكثر مما قام به صناع العمل.
فإذا ما تحدثنا عن مميزات مسلسل الحشاشين،فهي واضحة كالإخراج والتصوير والابهار وأداء جميع الممثلين الرائع ولا سيما كريم عبد العزيز،وإخراج وتنفيذ المعارك الحربية الدقيق،بل وجرأة الكاتب عبد الرحيم كمال والجهة المنتجة فى تبني مسلسل تاريخي من الأساس، بل والسمة الأكبر للمسلسل من وجهة نظرى المتواضعة انه جعل أولادنا يعرفون شيئاً عن تاريخهم ولو جزء بسيط،لأنى لا اعتقد إن أولاد السوشيال ميديا كان سيفتحون اى مصدر تاريخي ليقرأون جزءا من تاريخ الدولة السلجوقية أو عن أقوى ملوك السلاجقة العظام الب أرسلان إو ملكشاه ووزيرهما نظام الملك.
أو حتى عن بطل العمل حسن الصباح صاحب الفرقة الباطنية الذى مكث بهم فى قلعة الموت بايران ونفذ عملياته المتطرفة الاغتيالية من خلال فرقته،كذلك ينبغى شكر الجهة المنتجة التى لم تأل جهدا فى توفير كل هذه الامكانيات لمسلسل تاريخي،وكان من السهل عليها إنتاج اى مسلسل درامى اجتماعي وما أكثر ها،فنحن نفتقر الان للمسلسلات التاريخية والدينية بشكل كبير،وكل هذا مميزات ونقاط قوة للمسلسل لا محالة.
وتابع البنا:ولكن الإشكالية فى هذا المسلسل تتمحور فى إنه طالما ذكرت تاريخ واقعى حدث بالفعل وشخصيات تاريخية واقعية لا بد من السير على الاساس والتفاصيل التاريخية، والاماكن الحقيقية والأزياء التى تناسب تلك الفترات وعرض الأساسيات التى ذكرتها المصادر التاريخية الأساسية والمعاصرة،ولا تتبنى أفكارا من كتب رحالة أو كتب حديثة تبنت أفكارا دخيلة لأغراض ما أو إكساب فئات معينة قوى مزعومة.
وقال البنا:وهنا يأتي دور المراجعات التاريخية وأساتذة التاريخ والآثار والفنون وهم كثر،واعتقد أن زملائنا الافاضل قاموا بذلك قبل تصوير المسلسل بالفعل،أما خيال المؤلف يأتى فى بعض الحبكات الدرامية وخلقه وتخيله لشخصيات ثانوية،كتاجر أو بائع أو نجار أو حتى محب أو شخصية رجل زاهد،وكلها شخصيات تتواجد فى اى زمان ومكان،ولكن ينبغى أيضا مراعاتك فى هذه الشخصيات ملابسهم وتحركهم وتحدثهم وأماكن معيشتهم،والتى يجب ان تتناسب مع تلك الفترة الزمنية،ولا تقتل أساسيات وتفاصيل التاريخ.
كذلك ينبغى على المؤلف أيضا ان لا يتبني أفكارا ذكرتها مراجع تاريخية غير أساسية أو بها هجوم أو بها بعض الاساطير التى ذكرتها كتب الرحالة مثل"ماركو بولو" الغير معاصر والذى ولد شخصيا قبل وفاة حسن الصباح بثلاثة أعوام تقريبا اى لم يعاصره،أو المؤلف الحديث الاجنبي الاشهر لهذه الفئة لكاتبه برنارد لويس والذى أسماهم بالحشاشين وله اغراض من ذلك.
وحتى بفرضية إنك تريد عرض وجهات النظر كلها التى وردت فى كل المصادر التاريخية المؤيد منها أو المعارض لفكرة معينه او حتى الذى به بعضا من الشطط،فلابد أن نعرضها بحرفية شديدة ودون تبني أفكار ساذجة أو أسطورية،أو تحمل معانى واغراض لمن كتبها،بل ينبغى على المؤلف هنا وعلى صناع العمل ككل أن يكون على طرف الحياد،بل يعكس ان بعض هذه الافكار كانت مغلوطة بما لدية من مصادر تاريخية أصيلة معاصرة وذات ثقة يعلمها المؤرخين المتخصصين عن ظهر قلب.
وتابع البنا:أن عدم مراعاة ما ذكرناه بعاليه جاءت هنات وسلبيات المسلسل والملاحظات التى يمكن أن تؤخذ عليه،وهب المؤرخون العظام وأساتذة التاريخ والآثار والفنون بمصر والعالم العربي يذكرون العديد من الملاحظات،بل من قام بمراجعة التاريخية للعمل صرح على صفحته بالفيس بوك بأن كثيرا من ملاحظاته نتيجة لسرعة العمل وضخامته لم يؤخذ ببعضها،ومع ذلك كله فسوف اذكر هنا بعضا من هذه الملاحظات على سبيل المثال وليس الحصر
@ تسمية المسلسل بالحشاشين..هذه التسمية لم تاتى فى المصادر التاريخية العربية الأساسية والمعاصرة،وإنما وردت هذه الطائفة باسم الباطنية أو النزارية،ولم يطلق على هذه الفئة اسم الحشاشين إلا المراجع الأجنبية والمراجع العربية الحديثة التى نقلت عن هذه المراجع الأجنبية،كذلك كان تفسير كلمة الحشاشين نفسها لها أكثر من تفسير،لذا من وجهة نظرى المتواضعة كان ينبغى تسمية المسلسل الفرقة الباطنية أو الفرقة النزارية وبين قوسين الحشاشين،لأعرض من أول وهلة للمتفرج أن تسمية هذه الفئة بها اختلاف اوحتى نسمي المسلسل بالباطنية،وأذكر من خلال أحداث المسلسل التفصيلية ومن خلال شخوص الدراما كل ما ورد بالتاريخ من أقوال مختلفة بحيادية وموضوعية،ولا اتبنى اى تفسير اتى من مصادر ومراجع غير ذات ثقة.
@ عدم مراعاة ما ذكرته بخصوص تسمية المسلسل للأسف طال بعض أحداث المسلسل،وهو الذى أدخله فى هنات وملاحظات كثيرة.
@ مثال آخر دخول الحسن الصباح مصر ورد فى كل المصادر التاريخية إنه دخل مصر إبان العصر الفاطمي بعد الشدة المستنصرية وجاء فى المسلسل ان دخوله جاء اثناء الشدة المستنصرية.
هذا بالإضافة إلى بعض الملاحظات التى تتعلق ببعض الأماكن والأزياء واللغة،والتى من واقع تخصصى الدقيق كانت بحاجة إلى مراجعات بشكل أكثر دقة من جانب صناع العمل،
واحسب ان صناع هذا العمل كان هدفهم الأساسي خيرا ولكن سرعة تنفيذ العمل جعلهم لا يأخذون ببعض من راجع هذا العمل من أساتذه التاريخ واعتقد إنهم صرحوا بذلك هذا والله أعلم.
لذلك نريد أن نراعي ذلك فى الأعمال التاريخية القادمة والتى نريد أن تكون بنفس مستوى العمل،من حيث الإخراج والتصوير والديكور وغيرها من عناصر العمل الفنى،مع أخذ الحيطة فى سرد ومعالجة الأحداث التاريخية والاماكن والأزياء،والحرص على المراجعات التاريخية الدقيقة حتى لا يخرج التاريخ إلا بما حدث بالفعل،وما يؤكد ان مسلسل الحشاشين جاءت به بعض الملاحظات البسيطة اعتماده على بعض المراجع الاجنبية كما ذكرنا،ولم يعتمد كثيرا على المصادر العربية التاريخية الأصيلة،وما يؤكد ذلك تصريحات مخرجه المبدع بيتر ميمي د،حيث أكد واعلن إنه سوف يشرع فى تحويل المسلسل إلي فيلم سينمائي يعتمد فيه بالاساس على المصادر التاريخية العربية الأصيلة ولا يتبني فيه رؤية المراجع الاجنبية التى اعتمد عليها المسلسل كثيرا.
باختصار نريد الا نجلد ذاتنا بل نريد أن نتعلم من بعض الهنات والملاحظات على هذا المسلسل لكى ننتج مسلسلات تاريخية فى المستقبل القريب بها حرص أكبر عن تعرضها للاحداث التاريخية واخيرا من ليس له تاريخ ليس له حاضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق