علاء الدين ظاهر
ندوة مهمة انعقدت منذ أيام تحت رعاية د.نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة،ود.هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة،بعنوان "السياسات السياحية والوعي المجتمعي"؛ والتي نظمتها لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية، ومقررها الدكتور محمد مرسي.
الندوة ادارتها الدكتورة عادلة رجب، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو اللجنة،وشارك بها المهندس أحمد يوسف مساعد وزير السياحة والآثار للاتصال المؤسسي والمتحدث الرسمي للوزارة،والدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار، وعميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق،ومحمد منتصر، نائب رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين ورئيس مجلس إدارة شركة إيجيبشيان إكسبرينس ببريطانيا ومصر.
وأعربت الدكتورة عادلة رجب عن سعادتها بالتعاون بين لجنة الاقتصاد والعلوم الثقافية ووزارة السياحة للمرة الأولى، ومع كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة، كامتداد لتفعيل الشراكات الهامة بين المجلس والقطاعات المهمة في الدولة.
مشيرة إلى أن هذا الموضوع سواء في التوقيت أو المضمون هو موضوع مهم، فالسياسات السياحية تتطلب وعياً مجتمعياً، فأهمية القطاع السياحي أنه يضيف إلى الموازنة العامة للدولة، لذا لا بد من الاهتمام بالسياسات السياحية وتيسير جميع الإجراءات المرتبطة بها، سواء بزيادة الرحلات الجوية القادمة إلى مصر، أو إجراءات تحسين البنية التحتية، والاهتمام بالخدمات المقدمة، للعمل على تحسين تجربة السائح،وهناك سياسات سياحية ينبغي أن تسبق وصول السائح إلى مصر، وأهمها الصورة الذهنية لمصر في الخارج، وترسيخ مفهوم الهوية المصرية في السياحة، كل ذلك الهدف منه تحقيق رؤية مصر 2030.
موضحة أن الوعي المجتمعي يعد الذراع الرئيسية لنجاح السياسات السياحية، سواء السياحة الدينية أو التاريخية،
والفئة المستهدفة لرفع الوعي المجتمعي، تبدأ بالنشء، وما تقدمه وزارة التعليم لهم، وكذلك توعية الأمهات، وكذلك فئة الشباب في المعاهد والجامعات، وتحفيز الشباب لإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، مؤكدة أن كل هذا لن يتحقق إلا بتعاون ومشاركة كل فئات المجتمع.
وطرحت الدكتورة عادلة رجب سؤالاً مهماً: ما أهم السياسات السياحية التي تنتهجها وزارة السياحة لتحقق هدف الـ30 مليون سائح؟،وأجاب المهندس أحمد يوسف المتحدث الرسمي لوزارة السياحة والآثار قائلاً: إن استراتيجية وزارة السياحة 2030 فيها 3 محاور رئيسية؛ ولنصل إلى 30 مليون سائح نحتاج إلى مضاعفة القدرة الاستيعابية، والطاقة، وتحسين التجربة السياحية للسياح.
ومصر ضمن (Top 10)، وأحياناً (Top 5) لمعظم السائحين في العالم، وفي مصر بعض المعالم التي يأتي لها السياح بشكل خاص، فمصر وجهة سياحية معروفة جداً ومطلوبة جدا، فالمشكلة ليست في الطلب، وإنما في كيفية العرض، ففي 2016 قدمت دراسة لما نحتاج إليه لزيادة الإقبال على مصر.
والقدرة الاستيعابية للفنادق بحاجة إلى زيادة كبيرة، وقدرة النقل الجوي كذلك تحتاج إلى زيادة كبيرة، وتم الاستثمار في مبالغ كبيرة، لتحقيق الأرقام المنشودة، مشيراً إلى مبادرة مجلس الوزراء بالتعاون مع وزارة السياحة ووزارة المالية والبنك المركزي لدعم السياحة.
وأوضح يوسف أن تحسين التجربة السياحية أمر مهم جداً منذ طلب السائح للفيزا إلى وصوله المطار، ومن ثم جولته السياحية داخل مصر، ومن ضمن الأهداف التي تتضمنها السياسات السياحية أن يختار السائح العودة إلى مصر مرة أخرى، مختتماً حديثه بأن أكثر ما يمثل خطورة هو موضوع الوعي.
وقال الدكتور محمد عبداللطيف إن كل المجهودات لا تأتي بثمارها إلا في ظل وجود الوعي، فالبيئة من أهم العوامل التي تؤثر في استقطاب السياحة. ومنذ عام 2022 بدأ اتجاه السياحة إلى تحقيق أهداف رؤية الدولة المصرية 2023، ومنها الحفاظ على الآثار، وترتبط السياحة بدرجة وعي المجتمع، فكلما ارتفع الوعي زادت حركة التنمية السياحية، مشيراً إلى تنفيذ عدد من المبادرات والبرامج المتخصصة في جميع محافظات مصر.
وأضاف أن البعض قد يعتقدون أن الوعي المجتمعي مسئولية وزارة السياحة فقط، ولكن في الحقيقة هي مسئولة الدولة بالكامل، ويجب توصيل رسالة واضحة للمجتمع لإشعار المواطن أن المعالم السياحية تنعكس عليه شخصياً مثلما تنعكس على الدولة، ضارباً المثل ببيت السحيمي وحديقة الأزهر كتجارب للدولة في الاستعانة بأهالي المنطقة للحفاظ على المعالم السياحية المصرية، وإشعارهم أنهم جزء من تلك المعالم، مشيداً بنجاح التجربتين.
فوحدها لن تكون وزارة السياحة والآثار بقادرة على الاضطلاع بالدور التوعوي المطلوب للمجتمع، وإنما الاستعانة بوزارتي التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الثقافة كذلك من خلال عمل ندوات بالمجلس الأعلى للثقافة وقصور الثقافة، والاستعانة بالأفلام التسجيلية، ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التنمية المحلية، كل هذه الوزارات لها دور مهم في تنمية الوعي المجتمعي، وكذلك وزارة الشباب والرياضة، والإعلام.
وقال محمد منتصر:التجربة السياحية هي الأثر الذي تحدثه زيارة مصر في نفس أو وجدان السائح، وبتقييم تلك التجربة نستطيع تحديد العوامل التي تحتاج العمل عليها،معرفاً السياحة الحقة بأنها سهولة وسرعة وكفاءة انتقال السائح داخل الدولة بأريحية في بيئة آمنة وتحقق له المتعة السياحية، فلو حدث ذلك لأي شخص في أي دولة إذن فهذه دولة سياحية بامتياز، موضحاً أن مصر دولة تملك منتجاً سياحياً ولكنها تحتاج أن تصبح دولة سياحية، بأن تصبح دولة صديقة للسائح، داعياً إلى إشراك المجتمع في صنع السياحة.
فالسياحة قوة دولة ناعمة، ويجب أن تكون في القلب من خطة الدولة، مشيراً إلى المعوقات التاريخية، وعلى رأسها الدراما، فصورة السائح في الدراما المصرية للأسف ليست صورة واقعية، وهذا في حاجة إلى تغيير حقيقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق