تحقيق .. علاء الدين ظاهر
في إنفراد جديد لبوابة آثار مصر،حصلنا علي مستندات تكشف وتؤكد وجود أضرار كثيرة تعرض لها قصر محمد علي باشا في شبرا الخيمة،منها كسر وإتلاف وأشياء أخري،وهو ما تم إثباته من خلال محضر معاينة القصر"كشك الفسقية" بتاريخ 15 يوليو الماضي.
وطبقاً لهذا المحضر،فقد تبين وجود ترميم خاطئ للعناصر الرخامية،وتراكم بقع الخفافيش بأرضية الأروقة والنافورة، وإتساخات شديدة على التماسيح الرخامية،وترميم خاطئ للإيزار الزخرفي المطل على البحيرة،مع وجود ترميم خاطئ على جوانب أحد الشبابيك الخشبية بالأروقة .
وتراكم التلف الحشري المتمثل في اعشاش العنكبوت والبقايا الحشرية بزخارف الاكشاك،كما تبين تأثر أحد اللوحات الزيتية الخاصة بالأسرة العلوية نتيجة بقع الخفافيش،كذلك تأثر المجرى الرخامية نتيجة تركيب المسرح داخل النافورة.
مستند آخر تم تقديمه للجهات القضائية المختصة،كشف تفاصيل أكثر عن ما حدث للقصر،حيث تعرضت بعض القطع الأثرية النادرة للكسر بالقصر،والذي يخضع للتوظيف من قبل أحد المستثمرين،مع وجود بعض المخالفات منها عدم إبلاغ قطاع المشروعات بواقعة تعرض العناصر الأثرية الرخامية الثعابين المطلة على بحيرة القصر للكسر،وعدم تحرير محضر بالواقعة حتى يتم اتخاذ الإجراءات القانونية،وحصر التلفيات وتقدير القيمة المالية التي يجب أن يتحملها المستثمر،حيث أن تلك القطع من رخام نادر يطلق عليه ماكيل.
وكشف هذا المستند أنه قد تم تسليم القصر للمستثمر في حالة جيدة وخالية من أى لحامات لتلك العناصر،حيث طلب تفتيش القليوبية توفير أخصائيين ترميم متخصصين في أعمال الرخام واللوحات الزيتية،دون ذكر ما حدث لتلك العناصر من كسر وإتلاف عكس المتعارف عليه،وتم تكليف أحد مسئولي الترميم بإتخاذ اللازم وفق ما هو متعارف عليه بالمعاينة،ثم إعداد تقرير والعرض على السلطة المختصة للتوجيه وفق ما يتم عرضه من مدى خضوع الأثر المراد ترميمه للمادة (۳۰) من عدمه، وهي المادة التي تنص على تحمل الجهة الحائزة على الأثر لتحمل كافة أعمال الترميم طوال فترة حيازته للمنشأة المعمارية.
وقد قام هذا المسئول بإرسال تقرير عن حالة القصر،ولم يتم ذكر أى شيء عن العناصر الرخامية التي تعرضت للكسر أو إرسال خطة العمل والخامات المطلوبة،لتنفيذ الترميم وإرفاق محضر معاينة يشارك فيه أحد المفتشين بالقصر،هذا علاوة على قيام أحد مسئولي الآثار بإرسال استعجال لسرعة إرسال المتخصصين وقد تم رفع الأمر للسلطة المختصة بقطاع المشروعات،والتي وجهت بضرورة إعداد تقرير شامل عن حالة القصر الأثرى منذ التوظيف وحتى الآن.
وطبقاً لتقرير مفصل تم إعداده عن حالة القصر الأثري،فقد إتضح تعرض ما يتراوح بين 4 و 5 عناصر رخامية أثرية نادرة"الثعابين المطلة على البحيرة"للكسر وإعادة الترميم بطريقة مشوهة وغير صحيحة،وبمواد وأساليب غير ملائمة ومتماشية مع مواد الترميم الحديثة التي تم تنفيذها بالعناصر الرخامية المشابهة لتلك العناصر بالقصر،وحدوث تضارب في أقوال إثنين من مسئولي الآثار والترميم حول المسئولية عن تشكيل فريق عمل وتدخل بالترميم بهذا الشكل دون إبلاغ قطاع المشروعات بتكسير تلك العناصر،ومن أين تم جلب مواد الترميم التي تمت لتلك العناصر؟،فأنكر أحدهم معرفته بأى عمليات ترميم،مع العلم أن المسئول الثاني قد أكد في عرضه أن من قام بتجميع القطع المكسورة هو المسئول الذي أنكر معرفته بما تم.
ومن ضمن ما جاء بالتقرير أيضاً أنه تم التدخل من قبل بعض الأفراد الحرفيين بترميم دهانات القصر التي تعرضت للتدهور بسبب مياه الأمطار،حيث لم يتم ذكر الحاجة إلى التدخل بترميم تلك الدهانات،إذ أن المستثمر هو المسئول عن تلك التدخلات ولكن بعد الحصول على الموافقات اللازمة واعتماد خطة الترميم وتعيين مشرف للأعمال،ومن جانب آخر لم يتم طلب كود اللون الأصلى من قطاع المشروعات حتى يتم التدخل بنفس الدرجات اللونية.
وهو ما أدى إلي التدخل بلون غير مطابق لألوان القصر الأثرية ووجود فروق في درجة اللون،علاوة على دخول سقالات مجهولة المصدر للمشاركة في عملية الترميم،حيث أن إدارة الشدات المعدنية يتم توجيهها عادة من قطاع المشروعات بعد الإنتهاء من كافة الموافقات للبدء في التنفيذ،فهل تم الإستعانة بإدارة الشدات المعدنية بعيداً عن قطاع المشروعات؟،أم أن جهة أخرى هي التي مولت قدومها للقصر،فيما أكدت أقوال تم الإستماع إليها على وجود عناصر كثيرة تم تكسيرها داخل القصر،بفعل عمال المستثمر أثناء قيامهم بإدخال القطع الحديدية التي يتم استخدامها في عمل المسرح داخل بحيرة القصر،وعليه تمت إحالة هذه المخالفات كلها إلي الجهات القضائية المختصة للتحقيق فيها.
وعلي ما يبدو أن القصر لو تكلم كان سيصرخ مناديا علي من ينقذه من الأضرار التي أصابته ولم تنته عند ما ذكرناه سابقاً، فقد كشف تقرير معاينة الحالة الراهنة للقصر بتاريخ 1 يوليو الماضي وجود عدد من مظاهر التلف،في مقدمتها إتساخات وأتربة وفضلات طيور على الواجهة الخارجية للقصر،وبقع لونية زرقاء وسوداء علي 5 أعمدة رخامية من المحيطة بالفسقية "النافورة"،مع وجود قمامة داخل الفازات"الزهريات" الرخامية المحيطة بالفسقية،ووجود تنميلات وقشور منفصلة ومتساقطة من أحد العناصر الفنية الرخامية المحيطة بالفسقية على شكل ثعبان،وشرخ غير نافذ في رأس الثعبان وشرخ غير نافذ في الرقبة،وتآكلات في قاعدة هذا العنصر الفني "الثعبان".
وتساقط جزء من طبقة الملاط الملونة في أحد جدران البهو الرئيسي الذي توجد به الفسقية "النافورة" وتساقط جزء من طبقة الملاط الملونة بجوار أحد الشبابيك،مع وجود فضلات طيور على الأبواب الخشبية من الخارج،ووجود فاصل في قاعد أحد الشبابيك الخشبية أدى إلى تقشر وسقوط بعض الأجزاء من طبقة اللون وطبقة التحضير "المعجون"،وتجريح وسقوط أجزاء من طبقة اللون وطبقة التحضير "المعجون" في أحد الأبواب الخشبية.
************
#تعقيب من آثار مصر
حق الرد والتوضيح مكفول،ونحن علي إستعداد لنشر أي رد أو توضيح يصلنا من مسئولي الآثار،ونعد بنشره كاملا،علي أن يكون لنا حق التعقيب أسفل الرد المنشور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق