26‏/02‏/2025

ضيوف الدورة الـ 34 من أيام الشارقة المسرحية يعلقون في ختام فعالياتها..تفاصيل بالصور

@ د.سامي الجمعان: المسرح العربي يحاول إثبات هويته

@ د.سعيد السيابي: نحن نواكب المستجدات المسرحي العالمية ..و المسرح في أي بلد يولد من رحم مجتمعه

@ بوبكر سكيني: ضعف التمويل أهم تحديات المسرح



منى أبوبكر – الشارقة

وها هى شمس أيام الشارقة المسرحية التي أشرقت منذ أيام على ضيوف الدورة الـ 34 تميل ناحية الغروب مجددا بعد أن سطعت أنوارها طوال الأيام الماضية بالعروض وغمرت ساحات وخشبات المسارح حيث التقى فنانو ومبدعو المسرح: مؤلفون ومخرجون وممثلون من كل البلدان يدلى كل بدلوه ليستمر جريان نهر " أبو الفنون" بدعم متواصل من الشيخ الجليل الدكتور سلطان القاسمي عاشق الفكر والأدب والثقافة والإبداع وفي السطور التالية نستطلع آراء المشاركين في تلك الدورة وكلهم نجوم وأصحاب خبرات وإبداعات مسرحية متنوعة معلقين على ختام تلك الدورة الاستثنائية.




 ونبدأ مع الدكتور سامي الجمعان أستاذ النقد المسرحي في جامعة الملك فيصل إذ يقول:حينما نتحدث عن المسرح العربي كان في الشرق أم الغرب فنحن نتحدث عن مسرح طموح لكن يواجه صعوبات تجعله رغم أنه ينجز أشياء كثيرة لكنها قد لا تصل عالميا وقد لاتستطيع أن تواكب الحراك المسرحي العالمي، وإن كان هناك جهودا خارقة للعادة في كثير من الدول،وبالذات دول الخليج ومهرجانات مصر، تونس والعراق.


ويضيف هذا الحراك الكبير يحاول أن يعبر عن هويتنا العربية ويسعى جاهدا لأن يترجم كل مايخص تراثنا، أصالتنا وحضارتنا، وإن كان هناك مسار آخر يمكننا الحديث عنه وهو ذلك المسار المتعلق بالحداثة ومواكبة التطورات والتيارات المسرحية العالمية الكثيرة.



أيضا أسهم الاحتكاك بين المسرحيين العرب وبين العالم بشكل عام في خلق حالة من التمسرح العربي المواكب عالميا مع قصور كما قلت في كثير من الأحيان خاصة في الدعم الحكومي للمسرح إلا في بعض الدول، لكن لو نظرنا نظرة عامة سنجد أن الحركة المسرحية عربيا لا تدعم بالشكل اللائق إلا في بعض الأماكن مثل الشارقة و السعودية وهناك جزء كبير من الدعم في تونس ومصر والعراق الخ، نحن إذن أمام مسرح يحاول أن يثبت هويته ويحاول أن يواكب التطورات الحديثة مع وجود عدد من العقبات والتحديات. 




ومن جانبه قال الناقد والمسرحي د. سعيد السيابي:المسرح في أي قطر جغرافي يولد من رحم مجتمعه، وإمكانات هذا المجتمع المتوفرة المسرح يواكبها ويستفيد منهاويقدمها لهذا المجتمع، وإذا نظرنا إلى مستجدات عالمية مثلا في مجال التقنية أو مجال البناء المسرحي كخشبة مسارح، وطبعا هذا لايتوفر إلا في الدول الحديثة والتي تضيف مباني مسرحية حديثة لأن هذه الإمكانيات تتطور بتطور البناء والمعمار والتقنيات التي يشهدها العالم.




وبشكل عام في المجال التقني هناك تسارع عالمي ربما فارق دقائق أو ساعات يضيف ابتكارات ومشاريع ريادية في مختلف التخصصات والمجالات بما فيها المسرح، إذن نحن في بيئة عربية لسنا مصنعين لهذه المستجدات بل نحن مستهلكين لها نحاول أن نصل إلى هذه المستجدات المجربة من الدول المتطورة والمنتجة والتي قامت بالابتكار وتستعين بالباحثين في مختلف التخصصات سواء كانت تقنية أم معمارية أم هندسية ولكن الأمل يحذونا دائما بإمكاناتنا الفكرية نقول أنه على سبيل المثال الكتابة المسرحية العربية نعم هي تواكب المستجدات العالمية لأنها تتحدث عن الآن وعن هموم الآن وكما تحدثت عن الماضي فإنها تتحدث عن الحاضر والمستقبل كخيال علمي وخيال فني أيضا.

الحرية والأمل



الكتاب العرب يواكبون هذه المستجدات والسؤال هنا هل هذه المواكبة تعبر عن خصوصيتنا وهويتنا العربية؟

برأيي نعم لأن حسب الإمكانات المتوفرة لدينا، الكاتب المسرحي أو المخرج المسرحي أو المبدع المسرحي بشكل عام هو يستفيد من الإمكانيات ويحاول أن يقدم أفضل ما لديه بأفضل تقنيات وأفضل ممارسات وأفضل الأفكار التي نعطي مساحة من الحرية والأمل والإبداع، كما أن برأيي أن الأمر لايخلو من قصور بزاوية أخرى لأن تلك الإمكانيات تأتينا متأخرة ربما بعد أن تم تجربتها في دولتها الأم وبعد أن تم تجربتها في الدول التي تمتلك إمكانيات بشرية حيث أن هناك مؤسسات كثيرة في صناعة المسرح وتتخذها كصناعة أو محترفة مكتملة الأركان، وماينقصنا في وطننا العربي أن هذا الإتجاه وهذا التيار الفني هو معتمد بشكل كبير على دعم الدولة وعلى التطوع من خلال الفرق الاهلية التطوعية، وبعض المهرجانات النوعية كمهرجان القاهرة التجريبي ومهرجان قرطاج وبعض المهرجانات الدولية والتي يمكن أن تقول بانها مهرجانات نوعية ولكن تتطلب إمكانات.




أما بشكل عام للأسف العمل حسب المتاح والمتوفر وحسب الرغبات من الإدارات التي تأتي تباعا لهذه الإدارات المسرحية، ولكن العالم لايعترف بالدعم من أجل الدعم ولكن يعتبر هذا المجال صناعة تدر ألاف الأموال لهذه المؤسسات وشركات الانتاج الفني وتشغل ألاف العاملين وهذا ما اثبتته على سبيل المثال فترة الكورونا، ففي فرنسا مثلا عندما توقفت المسارح توقف ألاف العاملين عن العمل خلافا للإحصائيات العربية والتي يكون بها العدد محدودا.



ومازلنا نتطلع بأمل بأن نعيد برمجة طموحاتنا بحيث نضيف إلى العالم بما نبتكره في المسرح وبما ننتجه ونتشارك في إنتاجه من عروض عالمية محترفة كبيرة، وهناك بعض مسارح الأوبرا في بعض دولنا العربية تنتج عروضا مع دول عالمية، إذا هي مع هذه العروض العالمية وهي تواكب مايحصل في العالم، فتقدم هذه العروض التي تنتج في دولنا العربية وفي دول العالم في نفس الوقت أو في نفس فترة الإنتاج للعروض الأوبرالية.



نتطلع ونتمنى أن يكون هناك تفهما في صياغة صناعة المسارح العربية وكذلك في التعليم للمسرح العربي، ومازلنا أيضا بالتعليم مقصرين أو المناهج قديمة أو اعتمادنا فقط بان التعليم من أجل التعليم ويفترض أن تعليم المسرح وفنونه قائم على دراسة التقنيات الحديثة وقائم على الممارسا العملية بحيث أن نتيح الفرصة لابنائنا التدريب على أحدث الاجهزة وأحدث التطبيقات الخاصة بالذكاء الصناعي وهكذا متطورات عالمية.




فيما يضيف بوبكر سكيني الكاتب والناقد المسرحي والإعلامي الجزائري يُعدّ المسرح العربي مسرحًا متجددًا يسعى بحماس لمواكبة التحوّلات العالمية على مستوى المشهد المسرحي ممارسة وفعلا، وإن كان ذلك بوتيرة متفاوتة بين الدول وعلى مستوى عتبات عدة. فقد برزت تجارب مسرحية في دول مثل الجزائر ومصر ولبنان والمغرب والإمارات، وحتى في فلسطين، متأثرة بالنموذج الغربي، حيث تم تُوظّف تقنيات معاصرة كالواقع الافتراضي والتفاعل الرقمي.



تجلت هذه المساعي في مناسبات فنية بارزة ضمن مهرجانات مثل القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح، والمهرجان العربي للمسرح، إضافةً إلى مشاركات في مهرجان قرطاج المسرحي ومهرجان الشارقة للمسرح الخليجي. كما لا يخلو المشهد من الأعمال الدرامية التي تعالج موضوعات عابرة للحدود، كقضايا الهجرة والتغير المناخي وانعكاسات العولمة، بعيون نقدية عربية تضيف بُعدًا ثقافيًا مميزًا.



وقد برز أيضًا تأثير التوجهات الجمالية والفنية من خلال تجارب مثل فرقة "مسرح الحكواتي" الفلسطينية التي تدمج بين السرد الوثائقي للتراث وتوظيف التقنيات الحديثة. ومع ذلك، يواجه المسرح العربي تحديات جمة تتمثل في ضعف التمويل، والرقابة المشددة في بعض البلدان، وغياب بنية تحتية داعمة للابتكار والتجديد مقارنةً بالمسرح الأوروبي أو الأمريكي.




 وحول اعتبار المسرح عنصرا خاصا بثقافة وهوية الأمة تابع بوبكر بأن التعبير عن الهوية الثقافية يُمثل الركيزة الأساسية للمسرح العربي، إذ يُعيد من خلاله إحياء التراث واللغة العربية باعتبارهما عماد الهوية. فقد قامت العديد من الأعمال المسرحية العربية، سواءً الكلاسيكية أو الحديثة، بإعادة إشعال شرارة الحكايات الشعبية، مثل السيرة الهلالية في مصر والملاحم اليمنية، ورحلة ابن بطوطة في المغرب، مع توظيف الحكواتي في الجزائر، مع دمجها بلهجات محلية تُعبّر عن التنوع الثقافي.



كما تطرق المسرح العربي إلى قضايا مقاومة الاستغلال والثورات العربية،هذا ما تجلى في مسرحية جنون الحور في تونس، وفي معالجة الصراعات الطائفية عبر أعمال مثل ما قدّمته بعض التجارب في اليمن. وأضف إلى ذلك توظيف الفنون التراثية، مثل فنون الحكي، والخيال الظل، والإنشاد الصوفي، كما برز في أعمال عبد القادر علولة وعبد الرحمان كاكي في الجزائر وفي تجارب المخرج المصري حسن الغابة. ومع ذلك، يدور جدل حول الإفراط في استغلال الرمزية التراثية والتقنيات الحديثة إلى درجة قد تفقدها قدرتها على التواصل الحقيقي مع الجمهور المعاصر أو تؤدي إلى تهميش التجارب النقدية للموروث.



ختامًا، يبقى المسرح العربي في حالة حوار مستمر مع التغيرات العالمية؛ فهو يتبنى التقنيات الحديثة ويعيد تشكيلها بعدسة هويته الفريدة، ورأيي في ذلك أن الأمر طبيعي، إلا أن التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الابتكار العالمي والأصالة المحلية، دون الوقوع في فخّ الاستنساخ أو الانغماس في الانعزال الثقافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق