22‏/04‏/2025

عزف علي أوتار الزمن البعيد..الموسيقي في حياة المصريين القدماء تاريخ محفور على جدران المقابر والمعابد..جولة خاصة لآثار مصر بالصور

* كان المصريون القدماء يحبون الموسيقى ولعبت دورًا هامًا في حياتهم منذ أقدم العصور.

* الموسيقى المصرية القديمة كان لها تقاليد وقواعد وقائد الأوركسترا كان لقبه "مايسترو".

* وجدت الموسيقى في جميع جوانب الحياة اليومية والدينية والطقوس المختلفة والأعياد والحفلات.

* كانت المصفقات تصنع من العاج والخشب ومزخرفة بأشكال مختلفة مثل وجه المعبودة "حتحور".


جولة وتصوير..علاء الدين ظاهر

عاش المصريون القدماء حياتهم اليومية وهم يستمتعون بها، فكما كانوا يجدون ويعملون لبناء هذه الحضارة التي أبهرت العالم والتاريخ،كانوا أيضاً يفرحون ويمرحون ويغنون، حيث عرفت الحضارة المصرية القديمة الكثير من الآلات الموسيقية التي سبق بها المصريون القدماء العالم كله في مجال الموسيقى والغناء،وهو ما إستكشفناه خلال جولة #آثار_مصر في قاعة الحياة اليومية في المتحف المصري بالتحرير،حيث كشفت لنا هذا القاعة العديد من أنشطة الحياة اليومية،من ممارسات العناية الشخصية والأدوات الترفيهية والزراعية والصيد والبناء،كذلك الآلات الموسيقية المستخدمة في المناسبات الخاصة والعامة والدينية.




قائد الأوركسترا

كان المصريون القدماء يحبون الموسيقى، حيث أنها لعبت دورًا هامًا في حياة المصريين منذ أقدم العصور، وقد وصلت إلينا العديد من المناظر المصورة على جدران المقابر والمعابد والتي تؤكد جميعها هذا الدور وتفاصيله، بالإضافة إلى الكثير من مشاهد أخرى مصورة على أوراق البردي والأوستراكا، والقطع الأثرية التي تم العثور عليها من جميع الفترات التاريخية، وكان للموسيقى شكلاً فنياً منظماً ، له تقاليده وقواعده علاوة على وجود قائد الأوركسترا الخاصة والذي يطلق عليه لقب "مايسترو".


فكان للموسيقى وجوداً في جميع جوانب الحياة اليومية والدينية في الطقوس المختلفة والأعياد والحفلات والمآدب. يعد الصوت أيضًا شكلا مهما جدًا من أشكال التعبير الموسيقي، فهو أداة تكيفية عالية، بحيث يمكن للصوت نسخ صوت آلة موسيقية بالإضافة إلى مرافقة الموسيقى بالكلمات، مما يوفر معنى أعمق للأداء، ويمكن ملاحظة مناظر الغناء فنجد المؤديين يقومون بفتح أفواههم وأحياناً يشيرون بأيديهم، ومن الأساليب العالمية التي يستخدمها المطربون عبر مختلف الأزمنة والثقافات وضع كف اليد بشكل غير مُحكم على أذن واحدة من أجل سماع أصواتهم بشكل أفضل.




فرق الموسيقيين

لعب الموسيقيون دورًا مهما للغاية في الحياة اليومية المصرية القديمة جنباً إلى جنب مع المطربين والفنانين، فقد ارتبط ظهروهم بأفضل الأوقات خلال الولائم؛ وبأقدس الأوقات خلال الطقوس والمناسبات الدينية؛ وكذلك بالمناسبات السياسية والعسكرية؛ ومراسم الجنازة، حيث لعبت معظم الآلات الموسيقية دورًا في هذه العروض وتطورت الآلات التي تعزف بها الفرق الموسيقية كثيراً بمرور الوقت علاوة على إدخال آلات جديدة، ويبدو أن غالبية العازفين خلال عصر الدولة القديمة (حوالي ٢٦٨٦ - ۲۱٦٠ قبل الميلاد كانوا من الذكور، ولكن بحلول نهاية عصر الدولة الوسطى (حوالي ٢٠٣٤ - ١٦٥٠ قبل الميلاد والاعتماد على مجموعة أكبر من الآلات التي تم ابتكارها أصبح للسيدات وجوداً ملموساً في العزف وأداء الموسيقى، بل وأصبحن هم المشاركات الوحيدات أحيانًا دون أي رجال خلال المناسبات والولائم والطقوس المختلفة




الآلات الموسيقية

تشتمل مجموعة الآلات الموسيقية على أربعة أنواع من العائلات، ويمكننا التعرف عليها آلات وترية آلات النفخ، آلات إيقاعية"قرع" وآلات الطرق"طبول"،وفي عام ١٩١٤ قدم خبيران في دراسة الآلات الموسيقية طريقة جديدة للتصنيف تعرف باسم هورنوبوستيل - ساكس وهو نظام تصنيف موسيقي غير منتشر الاستخدام نسب إلى اسميهما، ولكنه يستخدم من قبل علماء الموسيقى العرقية للتصنيف،حيث قسم الآلات إلى أربعة فئات عامة بناءً على طبيعة الصوت وكيفية إنتاجه.


وتبدأ بالأصوات الإديوفونية وتنتج عن طريق اهتزاز جسم الآلة الموسيقية - والاستفادة من صوت المواد التي صنعت منها الآلة نفسها، وفي مصر القديمة تشمل هذه الفئة آلات السيستروم، والأجراس والمصفقات والصاجات،ثم الآلات الميمبرانفونية (الجلدية): هي أي آلات موسيقية تصدر صوتا بسبب اهتزاز غشاء متمدد من الجلد، وعادة ما يكون مصنوعًا من جلد حيوان، وكانت الطبول والدف من الأمثلة الشائعة جدا لهذه الفئة.


والآلات الأيروفونية (الهوائية)،حيث يتوقف إصدار صوت تلك الآلات على اهتزاز الهواء ، وقد استخدم المصريون العديد من الآلات المختلفة التي تندرج تحت هذا التصنيف مثل الفلوت، والمزمار المزدوج، وكانت هذه الآلات تصنع عادة من القصب والخشب والمعدن،والآلات الكرودوفونية (الوترية) وتصدر ألاتها أصواتاً عن طريق اهتزاز الأسلاك أو الأوتار الممتدة بين نقطتين، وتضمنت معظم مناظر الحفلات المصورة على جدران المقابر أنواعًا مختلفة من الآلات الوترية مثل الهارب، والقيثارة، والعود



الهارب المقوس 

يعد الهارب أحد أقدم الآلات الوترية المصرية، ويمكن تقسيمها إلى نوعين، النوع الأول والأقدم يؤرخ بعصر الدولة القديمة ( حوالي ٢٦٨٦ - ٢١٦٠ (ق.م) ويُعرف بالهارب المقوس وعادة ما كان يُصنع من قطعة واحدة من الخشب منحنية الشكل بأحجام مختلفة، من حجم يتم مسكه باليد إلى حجم يصل إلى طول الشخص نفسه، أما النوع الثاني فظهر خلال عصور الدولة الحديثة (حوالي ١٥٥٠ - ۱۰٦٩ قبل الميلاد) ويُعرف بالهارب قائم الزاوية، وهو عبارة عن قطعتين من الخشب متصلتين معا بزاوية قائم، وكان يُصور بها العازف وتم العثور على عدد كبير منها ، وقد كان يعزف بها كل من الرجال والنساء على حد سواء، وهذه الآلة جزء لا يتجزأ من أي فرقة أو أوركسترا موسيقية.




فلوت ومزمار

أقدم آلة نفخ معروفة هي الفلوت البسيط، فقد عرف الفلوت منذ فترة عصر ما قبل الأسرات، وكان مصنوعاً من قصبة طويلة، وخلال عصر الدولة القديمة (حوالي ٢٦٨٦ - ٢١٦٠ ق.م) كان النوع الأكثر شيوعًا، وعادة ما يكون مصنوعاً من البوص أو الخشب بأبعاد مختلفة، وبحلول عصر الأسرة الخامسة حوالي ۲۳۳۰ قبل الميلاد) بدأنا نرى شعبية الفلوت المزدوج في مشاهد الأداء الموسيقي، مع ربط الأنابيب المزدوجة ببعضها البعض بخيط.


كما ظهر المزمار خلال عصور الدولة الحديثة (حوالي ١٥٥٠ - ١٠٦٩ ق.م)، فهو يتكون من أنبوب واحد أو أنبوبين منفصلين مثبتين - بزاوية، ومن الصعب تقدير ما إذا كانت الآلة في الأصل تحتوي على قصبة مفردة أو مزدوجة لأن الأدلة المادية - سريعة التحلل، ويبدو أن الرجال فقط هم الذين كانوا يعزفون على الفلوت والكلارينيت المزدوج خلال عصر الدولة القديمة، ولكن في الدولة الحديثة أصبحت النساء هن من - يعزفن على آلات النفخ في مختلف المناسبات، ولكن العزف بالبوق كان يتم من قبل الرجال فقط ويرتبط بالدرجة الأولى ٦ بالأنشطة والاستعراضات العسكرية.



مصفقات العاج

المصفقات ألة إيقاعية أيدوفونية من المحتمل أن تكون المصفقات أحد أقدم آلات الإيقاع المعروفة مع وجود مناظر تدل على استخدامها في فترة مبكرة من عصور ما قبل التاريخ (حوالي) ۳۷۰۰ قبل الميلاد) ، وكانت المصفقات تصنع من مواد مختلفة مثل العاج والخشب، ومن الممكن أن تكون مستقيمة أو منحنية، وغير مزخرفة أو مزخرفة بأشكال مختلفة مثل وجه المعبودة "حتحور"، وكثيراً ما كانت تنتهي بشكل الأيدي الآدمية أو النباتات أو رؤوس الحيوانات والبشر، ويُصور الموسيقيون وهم يستخدمون زوج من المصفقات في يد واحدة أو اثنين في كل يد ليضربونهم معًا بكلتا اليدين.



دق الطبول

تعتبر الطبول آلات شائعة الوجود والاستخدام في جميع الثقافات، فهي معروفة منذ أقدم العصور في مصر، وكان النوع الأكثر شيوعًا في مصر القديمة هو الطبلة التي تأخذ شكل الأسطوانة البرميلية، والتي كانت إما تصنع إما من جذع شجرة مجوف أو صبة معدنية،وكان يتم تعليق هذه البراميل الكبيرة حول رقبة العازف حتى يتمكن من ضرب الغشاء الجلدي بيديه بدلا من الطرق بالعصى، وكثيراً ما ترتبط الأسطوانة بالمشاهد العسكرية والاستعراضات، وعادة ما ترتبط بالأبواق، ويمكن رؤيتها أيضًا في العروض العامة والمواكب وبعض مناظر المآدب والطقوس الدينية. وكان الغشاء المتمدد على نهايتين لشكل مجوف ومثبت على حوافه والذي تُضرب عليه الآلة يُصنع من جلد حيوان.




الأجراس الإيدوفونية

كانت الأجراس آلات قرع إيقاعية شائعة الاستخدام بشكل واسع خلال العصرين اليوناني والروماني منذ حوالي ۳۳۲ قبل الميلاد وحتى ٣٩٤ ميلادية ، ولكن هناك أدلة أقدم على استخدامها في فترة مبكرة من عصور ما قبل الأسرات (حوالي ٣٠٥٠ قبل الميلاد، وكانت تصنع على الأغلب من البرونز، كما كانت تصنع أيضا من مواد أخرى مثل النحاس والذهب والفضة والفخار والخزف والصدف، تم العثور على الأجراس في الغالب بين الأثاث الجنائزي، وهذا لا ينفي العثور عليها أيضا في مواقع منازل الحياة اليومية مثلما عثر على عدد منها في موقع مستوطنة كرانيس بالفيوم، في أقدم المناظر صورت الأجراس حول أعناق الحيوانات، لكنها أيضًا مرتبطة بموسيقى طقوس مرتبطة بالمعبود "أوزير" والمعبودة "إيزيس"، وتوجد أجراس مصنوعة من القيشاني تأخذ هيئة المعبود "بس"، كما ارتبط العزف بالأجراس بمعبودات أخرى مثل"بريابوس" و "ديونيسوس".



صاجات إيزيس

ظهرت الصاجات كأحد الآلات الموسيقية في فترات لاحقة من التاريخ المصري، وربما تم تقديمها في العصر البطلمي ( حوالي ۳۰٤ - ۳۰) قبل الميلاد ، وترتبط كأحد آلات الإيقاع بعبادات المعبودات "إيزيس" و"حتحور" وكذلك المعبودة اليونانية "سايبيل"، وكان يتم صناعتها من المعدن ليتم ضرب جزئيها معا بيد واحدة أو باليدين، وقد ارتبط استخدامها باستخدام الأجراس.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق