06‏/12‏/2013

عبادة الحيوانات المقدسة في مصر القديمة



شبكة ومنتديات قدماء



  1. حيوانات مقدسة

    ظهرت بوادر تقديس أو عبادة الحيوان فى مصر منذ عصور ما قبل التاريخ فى الألف الرابع قبل الميلاد، حيث يمكن أن يستشف ذلك من خلال الأشكال الحيوانية المرسومة أو المنحوتة بدقة وعناية خاصة.
    وقد عُثر فى العديد من المناطق الحضارية لهذه العصور على دفنات لحيوانات، ولا سيما الغزلان والكلاب، وابن آوى، وفى بعض الحالات لماشية أو كباش. ولعل ما حظيت به هذه الدفنات من عناية ملفتة، وما وضع معها داخل المقابر من قرابين، يمكن أن يساق كدليل على وجود تقديس وعبادة لهذه الحيوانات، أو لقوى إلهية اقتسبت صوراً من هذه الحيوانات.
    وفى ضوء ذلك يمكن استنتاج أن المصريين قد عبدوا قوى إلهية فى صور وهيئات حيوانية منذ عصور ما قبل التاريخ، وإن لم يصل الأمر إلى درجة العبادة الخالصة للحيوان.وفى عصر "نقادة" الثانية، ومع بداية العصور التاريخية، نلاحظ كذلك وجود نقوش على لوحات أو أوانى وغيرها، تتضمن رموزاً وساريات تحمل رموزاً على أشكال حيوانية غالباً، والتى تطورت منها أيضاً رموز الأقاليم المعروفة خلال العصور التاريخية. وهذه الساريات والرموز تشير إلى عبادات لأشكال مقدسة.


    الأواني الكانوبية الأربعة وبها احد الاواني يحمل قناع لابن آوى الذي هو المعبود انوبيس

    وقد يرجع تقديس الإنسان للحيوان وعبادته فى هذه العصور المبكرة من التاريخ إما إلى الإستفادة والنفع منه، أو للخوف والرغبة فى دفع شره عنه. وقد برز تقديس الحيوان وعبادته خلال العصور التاريخية بشكل أوضح، كما أن العديد من الآلهة قد اتخذ هيئات حيوانية، أو مزيجاً بين الهيئة الحيوانية والبشرية.
    فإن الديانة والفكر الديني هما مركز الثقل في الحضارة المصرية القديمة، فلولا إيمان المصري بأنه يعيش لفترة مؤقتة ويموت لفترة مؤقتة، ثم يبعث من جديد حياة أبدية خالدة، لولا هذا الإيمان لما ترك لنا المصري القديم كل هذه الإبداعات من أهرامات ومعابد وفنون وآداب وعلوم، وهي إبداعات بذل فيها كل الجهد، وأعمل فيها كل الفكر من أجل أن تكون حياته الثانية الأبدية كاملة غير منقوصة.
    ولأن العقائد هي تعبير عن فكر الإنسان الديني والسياسي والاجتماعي، ولأنها كانت جوهر حياة الإنسان المصري الأولى والثانية، ولأنها تعايشت مع الإنسان المصري لآلاف السنين، وخضعت لبعض المتغيرات التي مر بها مجتمعه، سياسيةً كانت أم دينية أم اقتصادية أم عسكرية؛ لذلك اتسعت دائرة تناولنا لهذه العقائد لتشمل كل ما يتعلق بالفلسفة الدينية، ونتاجها الفكري والروحي؛ وهذا ما نحاول إلقاء الضوء من خلال هذه المحاضرة تزامنا مع ما وفقنا الله عز وجل من إخراجه في عمل متميز ألا وهو كتابنا عن الديانة المصرية القديمة .


    المعبود أنوبيس.البر الغربي.مقبرة نفرتاري

    وقبل أن نستطرد في الحديث عن عقائد المصريين القدماء، نود طرح سؤال هام عن سبب عبادة المصري القديم للحيوانات والطيور والزواحف والأشجار وغيرها من الموجودات، وعما إذا كان قد عبدها لذواتها، أم على اعتبار أنها تمثل قوىً خفية لم يستطع أن يدركها بآفاقه المحدودة في أولى مراحل حياته.
    وتشير الظواهر إلى أن المصري لم يعبد هذه الموجودات لذاتها، وإنما على اعتبار أن القوى الخفية التي يدركها متمثلة فيها. وبكلمات أخرى فإن الموجودات التي عبدها المصري هي بمثابة رموز أرضية لهذه القوى الخفية التي لا تعيش معه على الأرض. والدليل على أن المصري لم يعبد هذه الموجودات لذاتها هو أنه كان يذبح البقرة، ويقتل التمساح والثعبان، برغم أنها كانت رموزاً لمعبودات قدسها على مر العصور.
    وحين عرف المصري استخدام الأواني المصنوعة من الفخار وأدوات الزينة، بدأ في تصوير بعض تصوراته العقائدية على هذه الأدوات. وتمثل ذلك التصوير البدائي في بعض الرموز والعلامات، والتي كان من الصعب فهم بعضها، واستمر البعض منها في العصور التاريخية المختلفة. 
    وقد استخدمت بعض هذه الأدوات في نقش رسوم وزخارف على جدران بعض الكهوف التي سكنها الإنسان قبل نزوله إلى الوادي، والتي حملت الكثير من أفكار هذا الإنسان، شأنه شأن غيره من شعوب العالم القديم في عصورها الحجرية البدائية.
    وقد تطور هذا الفكر بشكل مذهل، إذ سبق الإنسان المصري غيره في الاعتقاد بوجود حياة ثانية تتمثل في البعث بعد الموت، فكان إيمانه بذلك بمثابة خطوة مذهلة في تفكيره في هذه الفترة المبكرة من التاريخ، كان لها الدور الأكبر في قيام كيان عقيدة وفكر ديني ذي باع كبير، لعب دوراً بارزاً في بناء حضارة هذا الشعب الذي ارتبط بشكل وثيق بعقائده الدينية.
    كما كان لهذه العقيدة الراسخة الأثر الأكبر والأهم في حفظ كل ما وصلنا عن هذه الحضارة؛ إذ كان اهتمام الإنسان المصري القديم عبر العصور التاريخية بحياته الأخروية دافعاً له لمحاولة إمداد قبره بكل شيء. وقد كان ما سجله بداخله من نقوش ومناظر، وما حفظ به من أثاث جنزي، بمثابة أرشيف عظيم حفظ لنا تاريخ أقدم وأعظم الحضارات على وجه الأرض.

    فقدس المصري بعض الحيوانات اتقاء شر أو ضرر يقع منها، مثل حيوان "ابن آوى" الذي كان ينبش القبور، ويفتك بجثث الموتى. كما قدس المصري بعض الحيوانات لصفات القوة والقدرة الخاصة التي يتصف بها هذا الكائن أو ذاك، مثل الصقر لقدرته على الطيران والتحليق، ودقته في الانقضاض على فريسته.
    كما كان تقديس بعض الحيوانات لطبيعتها المميزة في أمر من الأمور، كالثعبان والضفدعة ككائنين برمائيين يستطيعان الحياة في الماء والبر معاً، وقدرتهما على التكاثر والتجدد. فقد لوحظ أن الثعبان يستطيع تغيير جلده، فظنوا بذلك أنه يولد من جديد. والضفدع يقوم بالبيات الشتوي، ثم يعود ويتكاثر بشكل كبير خلال فصل الصيف. وغيرها من الصفات والميزات التي تميز كل كائن، والتي استطاع المصري التعرف عليها بالملاحظة الدقيقة، والتتبع عبر العصور الطويلة منذ عصور ما قبل الأسرات. 
    قدس المصريون هذه الكائنات منذ عصور ما قبل الأسرات وفقاً لأقدم الأدلة والشواهد الأثرية التي تؤكد ذلك. وقد صوروا معبوداتهم في صور بعض هذه الكائنات بهيئة خالصة، أو هيئة مزدوجة أو مركبة بين أكثر من كائن، أي بين إنسان وحيوان، أو إنسان وطائر، أو مع بعض الحشرات والزواحف. ولكنهم حرصوا كل الحرص على أن يكون هذا التركيب أو المزج مقبولاً من حيث الشكل الفني.
    ونود الإشارة إلى أن المصريين لم يكونوا وحدهم من عرف تقديس وتأليه الحيوانات والطيور، أو تصوير معبوداتهم أو أربابهم في هيئات بعض منها، ولكن شاركهم فى ذلك أيضاً أصحاب الحضارات القديمة الأخرى، مثل العراق، واليونان، والرومان. 
    ولكن يجب أن نتوقف عند نقطة هامة، ألا وهي ملاحظة أن أيًّا من هذه الحيوانات والكائنات المتعلقة بتصوير المعبودات لا تعطي أية معلومات عن الصورة الحقيقية للمعبود. فإن هذه الصورة الحقيقية - طبقاً لما ذكرته النصوص الدينية- هي صورة خفية وغامضة تكتنفها الأسرار، ولا يمكن لأحد أن يحيط بمدى ثراء وعمق طبيعته. وتشير "نصوص التوابيت" إلى أن المتوفى فقط هو الذي يعرف الصورة الحقيقية للآلهة . وكل صورة أو هيئة يصور بها المعبود هي وسيلة غير تامة لجعل المعبود مرئياً، وإبراز صفات طبيعته، وتمييزه عن بقية المعبودات. 

    ومن المعبودات المصرية التى اتخذت هيئات حيوانية "أنوبيس" فى هيئة (ابن آوى)، و"حتحور"، و"حسات"، و"شنتيت" (البقرة)، و"سخمت" و"باستت" (اللبؤة)، و"ﭽحوتى" (القرد)، و"باستت" فى هيئة (القطة) وغيرها. 
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقةاضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 2.jpg‏ 
مشاهدات: 608 
الحجم: 98.7 كيلوبايت 
الهوية: 20636   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 1.jpg‏ 
مشاهدات: 99 
الحجم: 31.5 كيلوبايت 
الهوية: 20635  
    إهداء لكل حاقد و حاسد

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:

    " طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ، الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ "
  2. #2
    المجلس الاداريالصورة الرمزية صباحو
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    ĵ Ợ Я Ḓ Ẩ Й
    المشاركات
    11,640

    افتراضي

    عبادة الحيوانات المقدسة



    ظهرت بوادر تقديس أو عبادة الحيوان فى مصر منذ عصور ما قبل التاريخ فى الألف الرابع قبل الميلاد، حيث يمكن أن يستشف ذلك من خلال الأشكال الحيوانية المرسومة أو المنحوتة بدقة وعناية خاصة.
    وقد عُثر فى العديد من المناطق الحضارية لهذه العصور على دفنات لحيوانات، ولا سيما الغزلان والكلاب، وابن آوى، وفى بعض الحالات لماشية أو كباش. ولعل ما حظيت به هذه الدفنات من عناية ملفتة، وما وضع معها داخل المقابر من قرابين، يمكن أن يساق كدليل على وجود تقديس وعبادة لهذه الحيوانات، أو لقوى إلهية اقتسبت صوراً من هذه الحيوانات.
    وفى ضوء ذلك يمكن استنتاج أن المصريين قد عبدوا قوى إلهية فى صور وهيئات حيوانية منذ عصور ما قبل التاريخ، وإن لم يصل الأمر إلى درجة العبادة الخالصة للحيوان.وفى عصر "نقادة" الثانية، ومع بداية العصور التاريخية، نلاحظ كذلك وجود نقوش على لوحات أو أوانى وغيرها، تتضمن رموزاً وساريات تحمل رموزاً على أشكال حيوانية غالباً، والتى تطورت منها أيضاً رموز الأقاليم المعروفة خلال العصور التاريخية. وهذه الساريات والرموز تشير إلى عبادات لأشكال مقدسة.

    وقد يرجع تقديس الإنسان للحيوان وعبادته فى هذه العصور المبكرة من التاريخ إما إلى الإستفادة والنفع منه، أو للخوف والرغبة فى دفع شره عنه. وقد برز تقديس الحيوان وعبادته خلال العصور التاريخية بشكل أوضح، كما أن العديد من الآلهة قد اتخذ هيئات حيوانية، أو مزيجاً بين الهيئة الحيوانية والبشرية.
    ومن المعبودات المصرية التى اتخذت هيئات حيوانية "أنوبيس" فى هيئة (ابن آوى)، و"حتحور"، و"حسات"، و"شنتيت" (البقرة)، و"سخمت" و"باستت" (اللبؤة)، و"ﭽحوتى" (القرد)، و"باستت" فى هيئة (القطة). 
    إهداء لكل حاقد و حاسد

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:

    " طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ، الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ "
  3. #3
    المجلس الاداريالصورة الرمزية صباحو
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    ĵ Ợ Я Ḓ Ẩ Й
    المشاركات
    11,640

    افتراضي

    الصقـر
    امتاز الصقر بسرعتة وقوته فى الطيران. وقد كان الصقر من أهم الطيور التى قدست، وكان لوجوده فى السماء أن ارتبط برب السماء والمَلَكية، وجرى تقديسه منذ عصور ما قبل التاريخ.وقد ظهر كصورة وهيئة لعدد من الأرباب، مثل "رع" فى هيئة آدمية برأس صقر فى صورته "رع حور آختى"، والمعبود "خنتى إيرتى" الذى وصف بأنه (رب السماء العظيم).


    راس حورس الذهبي .المتحف المصري

    والمعبود "سوكر" (رب الموتى والجبانة)، والذى يظهر بهيئة المومياء ورأس الصقر. وأشهر الأرباب فى هيئة الصقر كان "حـور" (حورس) بكل صوره ومسمياته التى عُبـد بها فى شتى العصور.
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقةاضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 3.jpg‏ 
مشاهدات: 40 
الحجم: 51.9 كيلوبايت 
الهوية: 20637  
    إهداء لكل حاقد و حاسد

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:

    " طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ، الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ "
  4. #4
    المجلس الاداريالصورة الرمزية صباحو
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    ĵ Ợ Я Ḓ Ẩ Й
    المشاركات
    11,640

    افتراضي

    الثعبان


    عُبد الثعبان فى صور عديدة، ولعب دوراً ملحوظاً فى الديانة المصرية القديمة لارتباطه بالأزلية وتجدد الحياة، وذلك لما لمسه المصرى القديم من حياة الثعبان، وخروجه من شقوق الأرض، أو كيفية تخلصه من جلده وتجديده.

    ثعبان الكوبرمن الخشب المغطي برقائق الذهب.المتحف المصري

    وقد صور المصرى المعبودات الأزلية نفسها وفقاً لمذهب (الثامون) فى هيئة الثعابين والضفادع. فقد اعتبر الثعبان قوةً مقدسة منذ عصور ما قبل التاريخ، واتخذ رمزاً قوياً للحماية من الأرواح الشريرة، ورمزاً لدفع الأذى والضرر. ويتم ذلك عن طريق توجيه عناصر الأذى الموجودة فيه إلى وجوه الأعداء.


    إحدى نماذج المعبودات بالهيئة الثعبانية فى الكتب الدينية من عصر الدولة الحديثة

    كما ارتبط الثعبان بالحياة وتجددها، نظراً لما عرف به من طول العمر، وقدرته على التملص من جلده فى الشتاء، وكأنه يولد من جديد.


    الثعبان "أبوفيس"

    ومن المعبودات التى اتخذت الثعبان هيئة لها، المعبود الثعبان المسمى "محـن"، والذى يظهر فى مركب الشمس لمساعدة رب الشمس؛ والثعبان "أبوفيس"، العدو التقليدى اللدود لرب الشمس. ومن الربات "مرت سجر" فى "طيبة الغربية". وقد ظهر العديد من المعبودات بالهيئة الثعبانية فى الكتب الدينية فى عصر الدولة الحديثة.
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقةاضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 5.jpg‏ 
مشاهدات: 123 
الحجم: 71.0 كيلوبايت 
الهوية: 20639   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 4.jpg‏ 
مشاهدات: 70 
الحجم: 22.5 كيلوبايت 
الهوية: 20638   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 6.jpg‏ 
مشاهدات: 42 
الحجم: 37.6 كيلوبايت 
الهوية: 20640  
    إهداء لكل حاقد و حاسد

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:

    " طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ، الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ "
  5. #5
    المجلس الاداريالصورة الرمزية صباحو
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    ĵ Ợ Я Ḓ Ẩ Й
    المشاركات
    11,640

    افتراضي

    البقرة



    وترجع الجذور الأولى للربة "حتحور" إلى عبادة وتقديس البقرة الوحشية منذ ما قبل وبداية الأسرات، والتى قدست آنذاك كتجسيد للطبيعة والخصوبة. وقد ارتبطت "حتحور" بفكرة الربة الأم، وربطها البعض بالأشكال الأنثوية (الصدر العظيم للربة الأم)، والتى ترجع إلى عصور ما قبل الأسرات ، وتم الربط فى هذه التماثيل مع الصورة الأولى لشكل "حتحور". 
    وقد عرف اسم "حتحور" منذ العصر العتيق تقريباً ، وذلك من خلال أسماء وألقاب الكهنة، والتى وردت على نقوش الأختام من هذه الفترة ، من خلال لقب (كاهن "حتحور" فى جميع أماكن العبادة)، أو:
    Hm-nTr t-Hr , Hm-nTr t-Hr , nbt nht
    كاهـن "حتحور"، كاهـن "حتحور"، سـيدة شجـرة الجمـيز.

    أما الشعائر والطقوس الدينية التى أقيمت لها، فقد تأسست على الأرجح منذ الأسرة الرابعة تقريباً، وهناك شواهد على وجود كهنة من الرجال والنساء فى العديد من أماكن عبادتها منذ الأسرة الرابعة على أقل تقدير. 
    ولارتباطها بالأمومة، ثم بالمعبود "رع" والملكية بوصفها أماً للمعبود "حورس" الملك، وابنة للمعبود "رع" منذ أن أصبح لعقيدة الشمس شأن كبير، تكونت لها علاقة بالشعائر والعقائد الملكية.
    وبناء على كل ما سلف ذكره، اتسعت عبادتها لتشمل مصر بأكملها، وتعددت صورها وأماكن عبادتها بشكل جعل من الصعب تحديد مركز عبادتها الرئيسى؛ وإن كان أهم هذه المراكز خلال الدولة القديمة، وربما يكون أقدمها هو "دندرة" ، عاصمة الإقليم السادس لمصر العليا، والتى من خلالها انتقلت وطغت عبادتها على الإقليم السابع المجاور، مقر عبادة المعبودة "بات"، مثلما فعلت مع المعبود (Iqr) التمساح فى الإقليم السادس، و"مين" فى "قـفط" .وقد اتسعت وانتشرت عبادتها طوال العصور التاريخية، وحتى العصرين اليونانى و الرومانى.

    هيئة المعبودة حتحور

    وتعتبر المعبودة "سخت حر" أقدم تصويراً من "حتحور" فى هيئة البقرة، حيث صورت -منذ الأسرة الأولى- فى هيئة بقرة راقدة على بطاقة عاجية من "أبيدوس" . وقد عبدت فى صور أخرى، لا سيما شكل الثعبان، وأنثى الأسد، والشجرة.


    المعبودة "حتحـور"، فى الهيئة الآدمية بالتاج الحتحورى.
    قرنا البقرة مفتوحان للخارج عند النهاية العليا، وبينهما قرص الشمس.


    وقد عبدت "حتحور" فى العديد من الأماكن بشكل يجعل من الصعب تحديد أى هذه الأماكن كان مكان عبادتها الأصلى. ويرى "زيته" احتمال أن يكون فى الإقليم الثالث لمصر السفلى، حيث كان رمز الإقليم الصقر "حورس"، بينما كانت "حتحور" هى المعبودة الرئيسية للإقليم . وإن كانت مدينة "دندرة" - فى الإقليم السادس لمصر العليا - هى المركز الرئيسى لعبادة "حتحور" منذ الدولة القديمة، حيث كان رمز المدينة الدينى عبارة عن عمود مصور عليه رأس بقرة من الوجهين.


    المعبودة "حتحـور"، تخرج من أدغـال البردى أسفل الجبل.
    إحدى الصور التقليدية المألوفة للمعبودة فى "طيبـة" الغربية. نقـلاً عن:
    Wilkinson, R., The Complete Gods and Goddesses, 141.

     
    تمثال من العصر المتأخر للمعبودة "حتحـور" فى هيئة البقرة،
    ويقف أسفل رأسها "بسمـاتك سنـب" متعبـداً. المتحف المصرى.


    وقد عبدت أيضاً فى "طيبة" فى شكل البقرة كمعبودة للموتى، وفى "جبلين"، و"هُـو"، و"القوصية"، و"هرموبوليس ماجنا"، و"أطفيح"، و"كوم الحصن"، و"منف"، و"سايس"، و"سيناء"، وغيرها من الأماكن.


     بعض الرموز للبقرة



    رمز بـات 
    رمز أو صورة للمعبودة "بـات" عبارة عن وجه أنثوى بأذنى وقرنى جاموس يتجهان نحو الداخل من أعلى. ويوجد أسفل الذقن قضيب مستقيم صغير من حبات الخرز فى الأغلب، وينتهى من أسفل بصف من حبات الخرز، يُحاط أحياناً بشريط صغير أو عروة. وفى هذه الحالة يكون القضيب أقرب إلى شكل رباط "إيزيس"، والمسمى بعقدة أو رباط الـ (تيت).
    ويقترح ""ديـﭭيز" (Davies) أن أصل رمز "بـات" ربما يعود إلى الدلايات المعدة بدقة، والتى كانت توضع حول رقاب الماشية المقدسة فى الدولة القديمة، وكان لها تأثير كبير على شكل "حتحور" منذ الأسرة الثانية عشرة، حيث أصبح يستخدم كصورة ورمز دينى لها.
    المعبودة "حتحور" فى هيئة بقرة كاملة، وتتدلى من عنقها دلالية بشكل الربة "بات".


     قناع حتحـور


    هو عبارة عن وجه مسطح بأذنى بقرة، ويكون مغطى بالباروكة، أو بدون الباروكة. ويختلف عن شكل المعبودة فى الهيئة الآدمية الكاملة للرأس، ويتميز بالتصوير الأمامى وأذنى البقرة بدلاً من الأذن الآدمية (مأخوذة عن "بات").


    قناع حتحـوروجه مسطح بأذنى بقرة، مغطى بالباروكة. ويختلف عن شكل المعبودة فى الهيئة الآدمية الكاملة للرأس
    ويستخدم اصطلاح " قناع حتحور" عندما تصور رأس المعبودة بالوجه المسطح (الأمامى)، وبدون إبراز للعمق أو الاستدارة فى شكل الجمجمة، وإن فضَّل (Pinch) الاصطلاح (القناع ذى أذنى البقرة)، نظراً لأن هناك بعض المعبودات الأخرى التى ارتبطت بهذا الرمز.


    القنـاع الأمامى 
    وهو عبارة عن قناعين بأذنى البقرة متدابرين من الخلف (ليست رأس)، وهذا القناع الأمامى لحتحور مأخوذ أيضاً عن رمز "بـات"، وذلك استناداً لفكرة الوجهين المعروفة للمعبودة "بـات"، واللذين ظهرا بوضوح على صلاية "نعرمر"، وتأكدت نسبتهما إليها كما رأينا ذلك من خلال الإشارة التى وردت فى "نصوص الأهرام" .
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقةاضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 7.jpg‏ 
مشاهدات: 37 
الحجم: 35.2 كيلوبايت 
الهوية: 20641   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 11.jpg‏ 
مشاهدات: 86 
الحجم: 91.4 كيلوبايت 
الهوية: 20645   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 10.jpg‏ 
مشاهدات: 84 
الحجم: 70.5 كيلوبايت 
الهوية: 20644   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 9.jpg‏ 
مشاهدات: 38 
الحجم: 43.9 كيلوبايت 
الهوية: 20643   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 8.jpg‏ 
مشاهدات: 57 
الحجم: 63.0 كيلوبايت 
الهوية: 20642 
    إهداء لكل حاقد و حاسد

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:

    " طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ، الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ "
  6. #6
    المجلس الاداريالصورة الرمزية صباحو
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    ĵ Ợ Я Ḓ Ẩ Й
    المشاركات
    11,640

    افتراضي

    النسر

    نخـبت 
    هذه الربة فى هيئة النسر (المنتمية إلى "نخب")، وكانت الربة الرئيسية لإقليم ومدينة "نخب" أو "الكاب" حالياً، عاصمة الإقليم الثالث لمصر العليا والتى تبعد حوالى 80 كم جنوب "الأقصر". واسم المكان قريب من اسم مدينة "نخن" (الكوم الأحمر حالياً)، والتى كانت بمثابة عاصمة مبكرة لمصر العليا.

    ومن ثم فإن الربة توضع بالمقارنة أو التوازى مع المعبودة (الكوبرا) "واجيت"، ربة مدينة "بوتو" فى مصر السفلى، وذلك كإحدى الربتين المرتبطتين بمصر الموحدة. 
    هناك إلى الأسرات المتأخرة، والقليل من الدولة الوسطى والحديثة. وقد ارتبطت "نخبت" بالولادة والحماية فى الديانة الشعبية للمصريين القدماء.




    المعبودة "نخبت" فى هيئة النسر، واقفة أعلى مقصورة جنائزية أو مقبرة،
    تفاصيل من إحدى مقاصير "توت عنخ آمون". الأسرة الثامنة عشرة، المتحف المصرى. عن:
    Wilkinson, R., The Complete Gods and Goddesses, 214
    .


    وتوجد مقصورة عبادة ضخمة خاصة بالربة "نخبت" فى "الكاب"، على الرغم من أنه لم يتبق إلا القليل منها. وترجع معظم البقايا الأثرية المحفوظة وقد تميزت "نخبت" منذ عصر الدولة القديمة على الأقل بالتاج الأبيض لمصر العليا، ومن ثم كانت وثيقة الصلة بالمَلَكية وشخص الملك، فعُرفت أسطورياً بذلك بوصفها (أم الملك). وقد صورتها "نصوص الأهرام" كربة أم فى هيئة بقرة بيضاء كبيرة. وفى مناظر الولادة الملكية -مثل تلك الموجودة فى المعبد الجنائزى للملك "ساحورع" فى "أبو صير" - نجد "نخبت" ممثلة كمربية أو راعية حامية للملك.
    وقد صورت "نخبت" منذ بداية العصور التاريخية فى هيئة أنثى النسر الذى لا يزال يظهر أحياناً فى مصر العليا. وتصور عادةً فى وضع جانبى أو بالأجنحة مفرودة فى وضع مباشر، مع تصوير الرأس والأقدام فقط فى الوضع الجانبى. وعادة ما تصور ممسكة بعلامة "شن" (Sn) فى مخالبها، حيث تشير هذه العلامة إلى الأبدية أو الهيمنة. وتتماثل "نخبت" مع الربة "واﭽيت" التى تقابلها فى مصر السفلى، ومن ثم فقد تصور "نخبت" أحياناً كنظيرتها فى هيئة الثعبان.

    وقد جسدت مع "واﭽيت" أحد الألقاب الملكية الخمسة، وهو اللقب "نبتى" الذى يعنى (السيدتان)، أو: (المنتمى للسيدتين). وشخصت "نخبت" كذلك تاج مصر العليا. وفى الهيئة الآدمية أحياناً ما قد تُصور فى صورة سيدة تضع غطاء رأس أو تاجاً على شكل النسر، أو قد ترتدى التاج الأبيض لمصر العليا.
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقةاضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 12.jpg‏ 
مشاهدات: 168 
الحجم: 53.6 كيلوبايت 
الهوية: 20646  
    إهداء لكل حاقد و حاسد

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:

    " طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ، الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ "
  7. #7
    المجلس الاداريالصورة الرمزية صباحو
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    ĵ Ợ Я Ḓ Ẩ Й
    المشاركات
    11,640

    افتراضي

    أبو منجل

    يمثل الطائر "أبو منجل" هيئتين مختلفتين، إما بشكل الطائر "أبو منجل" أيـبس، أو بهيئة قرد (البابون)؛ وكلاهما ارتبط بالقمر. وعادة ما كان يصور فى الهيئة الآدمية برأس أبى منجل، وهى الهيئة الأكثر تصويراً له، أو يصور فى هيئة قرد (البابون) جالساً. وطائر (أيبس) -الذى أصبح رمزاً للمعبود "جحوتي" - قد ظهر على الصلايات من عصور ما قبل وبداية الأسرات.


    الطائر ابو منجل.المتحف المصري

    وقد كان "أبو منجل" أيـبس او المعبود "ﭽحوتى" على درجة من الأهمية خلال عصر الدولة القديمة، ويدلل على ذلك الإشارة إليه فى عدد من فقرات "نصوص الأهرام". كما ارتبط برب الشمس "رع"، حيث كان أحد الربين اللذين رافقا "رع" فى رحلته عبر السماء (Pyr.128). ويُذكر أن رب السماء كان يعبر الطريق المائى أو النهر السماوى على جناح "ﭽحوتى" .


     

    الطائر "أبو منجل" او أيـبس او "ﭽحـوتى" في هيئتة الآدامية وابتكار الكتابة

    وقد عرفت بلدة "الأشمونين" - موطن الثامون - كمركز رئيسى لعبادته، ثم أصبح رباً عاماً فى كل أنحاء مصر. واندمج "ﭽحـوتى" او ابو منجل فى لاهوت "عين شمس" خلال الدولة القديمة، وارتبط بكل من "أوزير"، و"رع"، و"حـور"؛ فقد عُرف بـ (ابن رع)، كما ذكرت بعض الأساطير إلى أنه قد شفى أو عالج عين "حورس"، تلك التى ارتبطت بالقمر. كذلك فقد مُثل كثيراً كرسول ووسيط بين الأرباب، كما فى أسطورة الصراع بين "حورس" و"ست".

    وقد نسب المصريون إلى "أبو منجل" أيـبس "ﭽحـوتى" ابتكار الكتابة، ولذلك فقد أصبح (كاتب التاسوع الذى يقوم بتسجيل "الكلمات المقدسة")، وكان المسئول عن كل الأرقام والحسابات، ذلك لكونه (سيد الزمن، الوقت) و(مقدر السنين)، فكان يقوم بتسجيل وحساب السنين الماضية، ومنح سنين أطول للملوك.

    وكان أبو منجل "ﭽحوتى" رب كل أماكن المعرفة، وكانت كتابة كل الرسائل تقع تحت إشرافه باعتباره (سيد بيت الحياة). وليس من المدهش أن يكون القرد "ﭽحـوتى" مُلماً بالأسرار وأعمال السحر الغير معروفة حتى لغيره من الأرباب.

    ولعب "أبو منجل" أيـبس أو "ﭽحـوتى" دوراً هاماً فى العالم الآخر، فنجده -فى المنظر المصاحب للفصل (125) من "كتاب الموتى"- واقفاً أمام الميزان (الذى يوزن فيه قلب المتوفى) ليسجل النتيجة لتحديد مصير المتوفى. وقد أضفى هذا الدور على "ﭽحـوتى" سمعة العدالة والاستقامة.

    وقد ظلت أهمية القرد "ﭽحـوتى" كرب للقمر، وشكلت جانباً هاماً من سمات شخصيته. وقد وضع فى تماثل كونى مع رب الشمس، وذلك كتجسيد للشمس الليلية. كما اكتسب فى العصور المتأخرة صفة (آتون الفضى).

    وتوجد العشرات من التماثيل والأشكال للمعبود "ﭽحـوتى" فى هيئة أبى منجل أو القرد، تنتمى إلى عصور تاريخية مختلفة، والعديد من هذه التماثيل موجود بالمتحف المصرى. كما عُثر على الآلاف من المومياوات المحنطة للطائر أبى منجل، أو القرد المقدس، وذلك فى جبانة "تونة الجبل".

    وقد ظهر اسم أبو منجل "ﭽحـوتى" فى أسماء العديد من ملوك الدولة الحديثة، والذين حملوا الاسم "ﭽحوتى- مس" (تحتمس)، أى: (ابن "ﭽحوتى")، أو: ("ﭽحوتى" وُلِـد)؛ وذلك يوضح الأهمية الملكية التى حظيت بها عبادته.

    كما أن الأدلة المبكرة لذكر عيد المعبود "ﭽحـوتى" فى صيغ التقدمة - فى مقابر الأفراد خلال عصر الدولتين القديمة والوسطى- تؤكد كذلك على الأهمية والمكانة التى حظى بها هذا المعبود بين عامة الناس.

    وقد انتشرت عبادته وتقديسه عبر مناطق عديدة فى أرجاء البلاد، ومن غير المؤكد ما إذا كانت "خمنو" (الأشمونين) - فى مصر الوسطى - هى مركز عبادته الأول، أم لا. ولكن من المؤكد أنها كانت مركز عبادته الرئيسى خلال العصور التاريخية المختلفة.

    وربما كان ﭽحوتى "أبو منجل" مقر عبادة مبكر فى الدلتا، وتحديداً فى الإقليم الخامس عشر، حيث كان "أبو منجل" رمزاً لهذا الإقليم. وكان لـﭽحوتى مقاصير عبادة فى الدلتا، وواحة "الخارجة"، وفى "سرابيط الخادم" بسيناء. وإلى الغرب قليلاً من "الأشمونين"، وتحديداً فى "تونة الجبل"، تقع جبانة تحوى الآلاف من مومياوات طائر "أبى منجل" والقرد المحنط، والمقدم كتقدمة نذرية لهذا المعبود.

    وقد عُثر أيضاً فى "سقارة" على جبانة ضخمة أخرى لطائر أبى منجل والقرد. وتعكس هذه الدفنات مدى الانتشار الذى حققته الديانة الشعبية للمعبود "ﭽحوتى" خلال العصور المتأخرة. كما عُثر على العديد من التمائم التى تجسد "ﭽحـوتى" فى هيئة أبى منجل أو القرد، كما ورد ذكره فى العديد من البرديات والنصوص السحرية والدينية الشعبية.
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقةاضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 15.jpg‏ 
مشاهدات: 50 
الحجم: 44.9 كيلوبايت 
الهوية: 20649   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 14.jpg‏ 
مشاهدات: 35 
الحجم: 40.6 كيلوبايت 
الهوية: 20648   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 13.jpg‏ 
مشاهدات: 119 
الحجم: 36.0 كيلوبايت 
الهوية: 20647  
    إهداء لكل حاقد و حاسد

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:

    " طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ، الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ "
  8. #8
    المجلس الاداريالصورة الرمزية صباحو
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    ĵ Ợ Я Ḓ Ẩ Й
    المشاركات
    11,640

    افتراضي

    أبوفيس



    أبوفيس عبارة عن ثعبان ضخم، له حجم هائل ويلتف حول نفسه عددا من المرات، ويظهر غالبا في الرسومات على جدران المعابد وهو يهزم أو يقتل من قبل أحد الآلهة. كما رسم على شكل سحلية ضخمة، أو تمساح، ولاحقا على شكل تنين.
    وتروي لنا الأسطورة عن أبوفيس أنه يتسبب بمعارك دائمة بينه وبين رع، فأبو فيس يهاجم قارب الشمس كل صباح ليمنعه من الإبحار نحو الأفق، ويهزم في كل مرة، ويعود في كل صباح.


    أبوفيس
    هزيمته كل يوم على يد رع، كان يعتقد أنها تحتاج للصلاة من كهنة مصر والمصلين في المعابد، فكان المصريون يمارسون عددا من الطقوس التي يعتقدون أنها لدرء أبوفيس، لمعاونة رع على مواصلة رحلته عبر السماء.
    في طقوس سنوية، بقوم الكهنة من أجل إبعاد أبو فيس، واتقائا لشره، بإحراق تماثيله لحماية الجميع من نفوذ أبوفيس لمدة عام آخر.
    وصفت عملية التخلص من أبو فيس والحماية منه، وتشمل هذه الطقوس ما يلي:
    طعن أبوفيس بالحربة.
    تكبيل وتقييد أبوفيس.
    ذبح أبوفيس باستخدام سكين. 
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقةاضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 16.jpg‏ 
مشاهدات: 49 
الحجم: 37.6 كيلوبايت 
الهوية: 20650  
    إهداء لكل حاقد و حاسد

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:

    " طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ، الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ "
  9. #9
    المجلس الاداريالصورة الرمزية صباحو
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    ĵ Ợ Я Ḓ Ẩ Й
    المشاركات
    11,640

    افتراضي

    أبن آوى


    يعرف أبن آوى فى النصوص المصرية القديمة باسم (Inpw)، أى: (الابن الملكى). ويذكر "بَدچ" (Budge) أن كلمة (inp) تعنى: (يتعفن)، وهو ما يوضح صلة المعبود "أنوبيس" بالجثث والأموات، تلك التى تتعفن إن لم تُحفظ حفظاً جيداً.
    ويرى البعض الآخر أن الكلمة بمعنى: (ضم، ربط، لفَّ فى لفافة)، وهو شأن المومياء الملفوفة فى اللفائف الكتانية، والتى يقوم أبن آوى "أنوبيس" بحراستها. فى حين فسر البعض الكلمة على أنها تعنى (الأمير، الطفل الملكى)، كناية عن انتمائه بالبنوة للمعبود "أوزير". وقد حُرف الاسم المصرى "إنبـو" فى اليونانية إلى "أنوبيس" بعد إضافة حرف (س) الدال على الأعلام.


    الأواني الكانوبية الأربعة وبها احد الاواني يحمل قناع لابن آوى الذي هو المعبود انوبيس 
    والمعبود "أنوبيس" هو الابن الرابع للمعبود "رع"، وفى رواية أخرى فى العصر المتأخر ذكرت أن "نبت حات" (نفتيس) قد حملت به من "أوزير"؛ وخوفاً من زوجها "ست" ألقت به فى مكان ما بالدلتا، ولكن "إيزة" وجدته وصار حارسها، ولذا يقال أن "إنبـو" هو (ابن إيـزة). 
    ويأخذ "أنوبيس" هيئة حيوان ابن آوى، أحد فصائل الكلاب، فيصور فى هيئة الكلب/ ابن آوى رابضاً على مقصورة تمثل واجهة المقبرة، باللون الأسود، وتبدو أذناه كبيرتين، ويرتدى أحياناً طوقاً حول عنقه ربما يكون له قوة سحرية. وقد يصور فى هيئة ابن آوى بجسم بشرى ورأس الحيوان، أو فى الهيئة البشرية الكاملة التى نادراً ما يصور بها.

    النص الهيروغليفي الخاص باسم المعبود أنوبيس
    وقد رأى المصريون فى ابن آوى العدوَّ اللدود لجثث الموتى، حيث يقوم بنبش القبور والعبث بالجثث، ولعل ذلك كان السبب وراء تقديسه كرب للموتى وحامٍ للجبانة، وذلك اتقاء شرِّه.
    وقد حظى بهذه المكانة من العبادة والتقديس نظراً للدور الذى لعبه فى قصة "أوزير"، حيث قام "أنوبيس" بتحنيطه وإقامة الطقوس والشعائر له. وقد اكتسب اللون فى هيئته من لون الجسد بعد تحنيطه. 


    أبن آوى أو المعبود أنوبيس

    وقد عُبد "أنوبيس" فى "القيس" عاصمة الإقليم السابع عشر من أقاليم مصر العليا، والذى كان يُعرف باسم (إنبـو)، وعرفه اليونانيون باسم "كينوبوليس"، أى: (مدينة الكلب). وتقع المدينة جنوب غرب "بنى مزار" بمحافظة المنيا، على الضفة الشرقية لبحر يوسف.
    كما عُبد "إنبـو" فى مناطق أخرى عديدة، مثل "أبيدوس"، و"الحيبة" (الإقليم الثامن عشر لمصر العليا)، و"دير الجبراوى" بالإقليم الثانى عشر لمصر العليا، و"الدير البحرى"، وفى بلاد "النوبـة" حيث عُرف فى معبـد "أبو سمبل" بلقب (سيد النوبـة). كما كان له معبد فى "أسـيوط".
    وقد حمل أبن آوىالمعبود "أنوبيس" العديد من الألقاب، مثل: "خنتى إمنتيو"، أى: (إمام الغربيين، إشارة إلى الموتى المدفونين فى المقابر فى الغرب، وهو من ألقاب "أوزير" أيضاً.وعرف أيضاً باللقب "خنتى سَح نثر" (xnty sH-nTr)، أى: (رئيس السرادق أو الخيمة الإلهية أو المقدسة)، وذلك إشارة إلى المكان الذى تتم فيه عملية التحنيط.
    كما عرف أيضاً باللقب (tpy Dw.f)، أى: (الذى يعلو جبله)، أو: (الرابض فوق جبله، فى إشارة إلى المناطق الجبلية والصحراوية التى تمثل الجبانات، حيث يعتبر "أنوبيس" سيد الجبانة، فهو الذى يقوم بحماية الموتى.
    وعرف أيضاً بـ (Nb tA-sDr)، أى: (سيد الأرض المقدسة)، ويقصد بها الجبانة. وعرف أيضاً بـ (imy-wt)، أى: (الذى فى لفائفه، أو: فى خيمته). وعرف أيضاً بـ (Nb tA R-stAw)، أى: (سيد جبانة "روستـاو"، وهو اسم لجبانة "منف"، وأحد أسماء مملكة الموتى والعالم الآخر) . وعرف أيضاً بـ (iri n xAt)، أى: (رئيس الميزان)، و(محصى أو معد القلوب)، نظراً لدوره فى مشهد المحاكمة ووزن قلب المتوفى.


    أبن آوى أو المعبود أنوبيس، يُحضر قرص القمر، معبد الدير البحرى. نقلاً عن:
    Wilkinson, R., The Complete Gods and Goddesses, 241.


    رمزه مكون من جلد حيوان مُقيد من أطرافه الأربعة على قائم خشبى، فصلت رأسه وقطعت مخالبه. وهذا الشكل قُصد به التعبير عن هيئة مسالمة لهذا الحيوان.
    وقد تباينت الآراء حول تفسير رمزه، فرأى البعض أنه عبارة عن جلد معلق فوق دعامة من نبات مثبت على قاعدة، فى حين يرى البعض الآخر أنه ثور منقط باللون الأسود والأبيض، مذبوح حديثاً ومعلق على دعامة، ويُقطر منه الدم فى إناء. ومن أشهر رموزه أيضاً سعف أشجار ذكور النخيل، باعتباره من علامات الجبانة.
    وقدلعب أبن آوى أو المعبود "أنوبيس" أدواراً بالغة الأهمية فى (محكمة الموتى)، حيث اعتبر هو المسئول عن وزن قلب المتوفى فى قاعة المحكمة، إذ يقوم باستقبال المتوفى فى قاعة "أوزير". ويصور عادة أسفل الميزان واقفاً أو راكعاً.
    كذلك فقد لعب دوراً رئيساً فى عملية التحنيط، والذى يعد أهم أدواره، إذ يقوم بعملية تطهير الجثة ودهنها وتحنيطها، ثم لفها فى اللفائف الكتانية. وقد ارتبط بعملية التحنيط من خلال دوره فى تحنيط المعبود "أوزير" فى أسطورة "أوزير" (ويوجد منظر لتحنيط "أوزير" بواسطة "أنوبيس" على تابوت للمدعو "سوبك عا"، من الدولة الوسطى، حالياً بمتحف "برلين"). 
    وقد ارتبط أبن آوى "أنوبيس" أيضاً بطقسة (فتح الفم)، وذلك فى "نصوص الأهرام"، حيث يرتدى الكاهن الذى يؤدى الشعيرة قناعاً لأنوبيس. وتتم هذه الطقسة بعد عملية التحنيط للمتوفى بهدف منح المتوفى المقدرة على استخدام فمه وشتى جوارحه بشكل طبيعى فى الحياة الأخرى.


    لعب أبن آوى المعبود "أنوبيس" أدواراً فى عملية التحنيط

    كما ارتبط بشكل واضح بصيغ التقدمة الجنائزية (Htp-di-nsw) فى مقابر الأفراد من عصر الدولة القديمة، والتى سجلت على الأبواب الوهمية، وأعتاب المداخل، واللوحات الجنائزية.

    واتحد أبن آوى "أنوبيس" مع الملك فى "نصوص الأهرام"، حيث كان الملك يوصف بأن (له جسد "آتوم"، ووجه "أنوبيس")؛ كما أنه اعتبر (الابن الملكى المسئول عن تحنيط الملك المتوفى).
     
    أبن آوى المعبود "أنوبيس" يقوم بطقسة فتح الفم"بردية كتاب الموتى"
    كما ارتبط أبن آوى أو المعبود "أنوبيس" بالعديد من الأرباب، فقد ارتبط بالمعبود "أوزير" فى علاقة وثيقة بوصفه (رب الموتى) وكون "أنوبيس" ابناً لأوزير. كما اكتسب "أنوبيس" صبغة اللون الأسود الخاص بأوزير، علاوة على أن "أنوبيس" هو الذى قام بتحنيط "أوزير". وظهر المعبودان معاً فى (محكمة الموتى)، وفى العديد من النصوص والمناظر.

    أبن آوى المعبود "أنوبيس" يقوم بطقسة وزن القلب"بردية كتاب الموتى"

    كما ارتبط أبن آوى أو "أنوبيس" بأبناء "حورس" الأربعة، والذين أطلقت أسماؤهم على الأوانى الكانوبية الخاصة بالتحنيط، وخُص كل واحد منهم بحماية محتويات أحد هذه الأوانى. وارتبط كذلك بالمعبود "جحوتى"، والذى يصاحبه عادة فى مشهد محاكمة الموتى. كما ارتبط بالقمر، وصور فى بعض المناظر وهو يدفع قرص القمر أمامه، كما فى معبد "الدير البحرى"، و"الأقصر"، وماميزى (حجرة الولادة) بمعبدى "دندرة" و"إدفو"، وذلك كرمز لإعادة الولادة والتجدد. وقد ظهر "أنوبيس" فى علاقة مع العديد من المعبودات الأخرى.وقد تحولت عبادة "أنوبيس" فى العصر البطلمى لعبادة كونية، وأُدمج مع الإله اليونانى "هرمس"، مرشد الأرواح عند اليونانيين.
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقةاضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 19.jpg‏ 
مشاهدات: 401 
الحجم: 70.4 كيلوبايت 
الهوية: 20653   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 20.jpg‏ 
مشاهدات: 53 
الحجم: 54.3 كيلوبايت 
الهوية: 20654   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 18.jpg‏ 
مشاهدات: 39 
الحجم: 70.0 كيلوبايت 
الهوية: 20652   اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم: 17.jpg‏ 
مشاهدات: 346 
الحجم: 60.8 كيلوبايت 
الهوية: 20651  
    إهداء لكل حاقد و حاسد

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:

    " طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ، الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ "
  10. #10
    المجلس الاداريالصورة الرمزية صباحو
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    ĵ Ợ Я Ḓ Ẩ Й
    المشاركات
    11,640

    افتراضي

    التمساح


    يمثل التمساح في الديانة المصرية القديمة المعبود "سبك" أو: "سوبك" هو أحد أهم المعبودات المصرية القديمة التى عُبدت فى هيئة التمساح، إذ ترجع عبادته إلى عصور ما قبل التاريخ. ومن أقدم الشواهد لهذا المعبود، نقوش ختم من "طرخان"، مؤرخ بعصر "نعرمر"، يصور "سوبك" فوق قاعدة بالقرب من هيكله.

    وقد تمركزت عبادته فى "الفيوم" منذ عصر الأسرة الأولى، وقد ورد ذكره فى "نصوص الأهرام" بوصفه ابناً للربة "نيـت". وبرزت عبادة "سوبك" خلال عصر الدولة الوسطى مع قرب العاصمة الجديدة من "الفيوم"، حيث اعتبر الربَّ الحامى. 

    المعبود "سوبك" فى نقش من معبده بالفيوم. متحف برلين، رقم 16953.
    نقلاً عن: Erman, A., Die Ageptische Religion, 21, fig. 24.


    ولما حظى بأهمية خاصة خلال عصر الدولة الوسطى، حيث دخل فى تراكيب أسماء بعض ملوكها، مثل (سوبك؛ سوبك حوتب)؛ ويرجع ذلك لانتقال العاصمة إلى "إثت-تاوى" (اللشت)، والاهتمام المتزايد بالفيوم، والتى تعد أحد أهم مواطن عبادة وتقديس التمساح فى مصر القديمة.
    وقد انتشرت مقاصير عبادة "سوبك" فى أماكن عديدة، إلا أن أهم مركزين لعبادته كانا فى نطاق منطقة "شدت" القديمة (مدينة "الفيوم" حالياً)، والتى كانت مقراً لملوك الأسرة الثانية عشرة.
    والمركز الثانى لعبادته كان فى "كوم أمبو" فى مصر العليا، حيث شارك وزوجته "حتحور" والابن "خونسو" المعبد مع المعبود "حـور" ، وكان رأس أحد ثالوثى "كوم أمبو" (سبك، حتحور، خونسو، حـور).
    وقد استمرت عبادته خلال العصور المختلفة حتى العصرين اليونانى والرومانى. وهناك بعض المراكز المحلية الهامة لعبادته، والتى تقع فى "جبلين"، و"جبل السلسلة".
    وعادة ما كانت معابده تُزود ببحيرة وبرك للمياه لتحوى الحيوان المقدس (التمساح)، والذى كان يُحنط عندما يموت.

    وقد عرف التمساح "سبك" كرب للمياه وفقاً لطبيعته (إذ يقال أن النيل ينبع من عرقه)؛ ووعرف كذلك كرب لمناطق الأحراش والمستنقعات، حيث يستقر التمساح غالباً. وقد عُرف "سوبك" أيضاً باسم (سيد "باغـو")، ذلك الجبل الأسطورى للأفق، حيث يُجزَم بوجود معبد له من العقيق. وارتبط "سوبك" كذلك بمناطق عبادة وتقديس بعض المعبودات الأخرى، لا سيما "آمون"، و"أوزير"، وخاصة تلك الأماكن الخاصة برب الشمس فى صورته "سوبك رع". وقد أدت هذه الصلة مع رب الشمس بتشبيهه بالإله "هليوس" لدى اليونانيين.

    ويعنى اسمه (التمساح)، لذلك صور "سوبك" فى الهيئة الحيوانية الكاملة للتمساح، أو فى الهيئة الآدمية برأس تمساح، تعلوه ريشتان وقرنا ثور يتوسطهما قرص الشمس. كما صور بجسم تمساح برأس كبش، أو العكس. 


    مومياء تمساح محنط. متحف التحنيط.الأقصر

    ويظهر "سبك" عادة فى هيئة تمساح جالس على مقصورة أو مذبح. ويضع عادة غطاء رأس مكوناً من قرص الشمس وريشتين. ويمثل عادة باللون الأخضر، ويعرف فى المصادر النصية باسم "أخضر الريش" (Pyr. 507). وقد قُدس كرب قوى هام، وارتبط تقديس التمساح بقوته وشراسته، وقدرته الإخصابية العالية، إلى جانب ارتباطه بالنيل.

    وتعتبر "الفيوم" هى المركز الرئيسى لعبادته، وذلك فى "شدت"، و"مدينة ماضى"، حيث يوجد بها معبد للثالوث المكون من (سوبك، رننونت، حور شدت). وعُبد كذلك فى "هوارة"، ومدينة "كرانيس". كما عُبد فى "كوم أمبو"، والتى تعد أشهر أماكن عبادته؛ وكذلك فى "دندرة"، و"أطفيح"، و"جبلين"، و"جبل السلسلة"، و"طيبة".


    الاله سبك فى هيئة تمساح جالس على مقصورة أو مذبح. ويضع غطاء رأس مكوناً من قرص الشمس وريشتين.
    متحف الأقصر

    وقد دخل التمساح أو "سوبك" فى علاقة مع العديد من المعبودات المصرية التى شارك بعضها فى بعض الصفات والخصائص، فقد ارتبط برب الشمس "رع"، وارتبط برحلته الليلية، كما أنهما أُدمجا معاً فى صورة المعبود "سوبك - رع".

    وارتبط "سوبك" كذلك بالمعبود "جب" (رب الأرض)، حيث وصف فى "نصوص الأهرام" بأنه (وريث "جب"). كما ارتبط بالمعبود "خنوم"، وذلك فى معبد "كوم أمبو" الذى كُرس للمعبود "خنوم" فى صورة التمساح "سوبك". وارتبط "سوبك" كذلك بالمعبودين "حـور" و"مـين"، وأيضاً مع "ست"، حيث أُعتبر التمساح أحد هيئات هذا المعبود.


    معبود فى هيئة تمساح، معبد "إسنـا"، من العصر البطلمى. نقلاً عن:
    Wilkinson, R., The Complete Gods and Goddesses, 218
    .


    كما ارتبط ببعض الربات، مثل "نـيت" (ربة "سايس")، حيث اعتبر ابناً للربة "نـيت"، وعُبد معها فى "سايس" (صا الحجر، مركز "بسيون"، بمحافظة الغربية). وارتبط كذلك بالربة "تا ورت". وبصفة عامة فقد ارتبط "سوبك" بالملك والمَلكية، وربما صار رمزاً للسلطة والقوة الملكية الحاكمة.

    وتذكر قائمة الاحتفالات بمعبد "كوم أمبو" أعياد الرب "سوبك" فى اليوم الثانى من الشهر الثانى لفصل الفيضان؛ واليوم الأول من شهر "طوبة"، فذلك هو اليوم الذى خرّ فيه أعداء "سوبك" أمامه. وعلى أية حال كان لهذا المعبود دوراً فى بعض الأساطير المصرية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق