07‏/11‏/2014

جامع شاهين الخلوتي..حكاية أثر منسي علي طريق الأوتوستراد





معالم على الطريق - جامع شاهين الخلوتي "آثار منسية"
عندما تراه عند مرورك من طريق الأوتوستراد اثناء اتجاهك من أو إلى المعادي تشعر و كأنه قلعة من قلاع ألف ليلة و ليلة او انه منحوت في الجبل من ايام الفراعنة ..
على سفح جبل المقطم فوق مقابر و حارات الأباجية وكانت هذه المنطقة تسمى قديما وادي المستضعفين، يقع مسجد شاهين الخلوتي أحد أهم الأثار اللإسلامية المهملة بالقاهرة برغم من أهميته المعمارية.
بنى عام(945 هجرية- 1538 ميلادية)، وكانت مصر آنذاك ولاية عثمانية واليها داوود باشا الخصى (945-956)هجرية، بناه جمال الدين شاهين لوالده الشيخ الصالح العارف بالله شاهين الخلوتى، الذي ولد بمدينة "تبريز" ببلاد فارس في القرن التاسع الهجري وقضى هناك طفولته ومعظم شبابه وانتقل بعدها إلى مصر حيث اشتراه السلطان الأشرف قايتباي وجعله واحدًا من مماليكه ثم زهد حياة الجندية و المماليك و انزوى على نفسه في جبل المقطم في خلوة مع الله في نفس مكان المسجد و الضريح .
و المسجد نفسه يعتبر طرازا معماريا فريدا في الاثار الاسلامية حيث انه بني عن طريق نحت الجبل نفسه على طريقة معبد حتشبسوت و مدينة البتراء..
وهو ضمن مجموعة تضم المسجد وضريح وثلاثة قبور أكبرهم لشاهين الخلوتي ثم آخران لجمال الدين شاهين وابنه محمد شاهين، والصعود اليه بمزلقان، باب القبة يعلوه قطعة رخام تم سرقتها مؤخرا كان مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذا الجامع ووقفه العبد الفقير إلى الله جمال الدين عبد الله نجل العارف بالله الشيخ شاهين افتتح عام 945 هجرية. كان بالمسجد أربعة أعمدة من الحجر, وقبلته مشغولة بقطع من الرخام الملون والصدف، وداخل القبة أيضا مكتوب تاريخ تجديدها عام 1007 هجرية.
وتتمثل ملحقات المسجد في مساكن وخلوات للصوفية، ومقابر منحوتة.
وصهريج للماء وبيت خلاء بالإضافة إلي مجموعة من المغارات المنحوتة في الصخر،علي مستوي واحد أو علي مستويات مختلفة من الجبل، وكان يتصل بعضها ببعض بانفاق ويتم الوصول إليها بدرجات منحوته في الجبل وقد انمحت هذه الدرجات تماما الآن علي عكس المغارات الصغيرة والخلوات مازالت علي حالتها وكان المسجد يزدحم بزواره الذين كثيرا ما اختلوا بأنفسهم في هذه المغارات والخلوات للانقطاع للعبادة.
و هو مثال حي صامد على كم الاهمال التي تعانيه الآثار الإسلامية في مصر حيث تحول هذا الأثر إلي أطلال و أصبح هدفا سهلا للصوص الذين انتزعوا منه أجزاء يصعب تعويضها.
و تعد المئذنة آخر جزء في المسجد يحفظ له هيبته وتبدو فيها التصدعات والشروخ حتى بات أهالي منطقة "الأباجية" الساكنين تحت سفح جبل المقطم يخشون سقوط مسجد "الأغاشاهين" علي بيوتهم ، ونشهد سيناريوجديدا لحادث الدويقة. ولعل كثيرين في القاهرة بل في المقطم لا يعرفون هذا المسجد الذي سجل كأثر منذ الخمسينيات، ثم اختفي من خريطة السياحة، والعبادة ايضا،، وبدلا من أن يوضع مثل هذا المسجد الأثري علي قائمة الأماكن ذات القيمة التاريخية، نخشي ان يكون لعنة ، ويرتبط بقتل أبرياء... .

هناك تعليق واحد:

  1. عن هذا الأثر، أنظر : آثار القاهرة الاسلامية في العصر العثماني، تأليف محمد أبو العمايم، المجلد الأول، استانبول. ٢٠٠٣م.

    ردحذف