02‏/12‏/2014

سبيل نفيسة البيضا..صاحبته زوجة"الكبير"التي فاض كرمها علي كل الناس





تميزت الكثير من النساء في التاريخ الإسلامي بأنهن كريمات لدرجة كبيرة,ومأثرهن في خدمة الناس لم ولن ينساها التاريخ,ومنهن"نفيسة البيضا"التي تركت لنا مجموعة أثرية جميلة منها سبيل نفيسة البيضا وهو الأثر الذي يحمل رقم 358 في منطقة الغورية وعلي بعد أمتار قليلة جدا من باب زويلة 

ويرجع تاريخ سبيل نفيسة البيضا إلى العصر العثمانى والتى ارتبط بإسمه بسيدة كانت توصف بالقوة والنفوذ فى عصرها وهى نفيسة البيضا,وتذكر المصادر التاريخية أن نفيسة البيضا كانت قوية النفوذ فى نهاية العصر العثمانى اما محل ولاتها فهو غير معلوم ولكن الثابت أنها كانت أمة من العبيد حين قدمت إلى مصر وكانت ملكا لحاكم مصر على بك الكبير والذى أعتقها وتزوجها , ثم تزوجت مراد بك بعد ان قتل سيده على بك الكبير واستمرت معه لمدة عشرين عاما,والتى أصبحت فى عهده من أقوى نساء العصر المملوكى نظرا لثرائها الكبير وميراثها عن على بك الكبير واستثمارتها فى التجارة فى الأسواق

وكانت نفيسة البيضا نبيلة وكريمة وموهوبة وذكية فذكر كاتب معاصر لها انها كانت تعرف كتابات شعراء العربية كما لو كانت العربية لغتها الأصلية برغم أنها لم تتعلمها إلا في وقت متأخر من حياتها وربما كانت تعرف الفرنسية إلي جانب قدرتها علي القراءة والكتابة بالتركية والعربية.

وأمرت نفيسة البيضا بإنشاء السبيل عام 1211 هـجرية- 1796ميلادية كما أمرت بإنشاء كتاب يعلو السبيل والذى أصبح يحمل اسمها والذى يقع فى حى الغورية أمام مسجد المؤيد بجوار باب زويلة,ويتمثل السبيل فى واجهة نصف دائرية، ويطل على الشارع بثلاثة شبابيك معقودة ومشغولة بزخارف نباتية معدنية، وهو أحد المكونات المعمارية لمجموعة خيرية أنشأتها السيدة نفسية البيضا تتكون من سبيل يعلوه كتاب ووكالة تجارية بها محلات تؤجر ويستغل ريعها للصرف على السبيل والكتاب، وحمامين يُسْتَغل ريعهما لأوجه الخير، ويعلو الوكالة والحمامين ريع لإسكان فقراء المسلمين بمبالغ رمزية. وقد عرفت هذه المجموعة باسم السكرية,وماء الشرب يجلب من النيل ليباع في المناطق السكنية وكان الغرض من السبيل تقديم ماء الشرب للمارة كعمل خيري، وكان الكُتّاب مدرسة أولية لأطفال الحي,

وكان الماء يأتى من صهريج تحت الأرض ملىء بماء النيل الذي كانت تجلبه الجمال. ويختلف هذا السبيل في أن صهريجه لا يوجد اسفله وإنما أسفل مبني مجاور، ويعتبر هذا السبيل نموذجا ممتازا للطراز المعماري العثماني في أواخر عهده بالقاهرة,ويوجد على واجهة السبيل نقش كتب عليه(( سبيل سعادة ومراد عز واقبال لمحسنة رئيسه يسرك منظر وصنع بديع وتعجب من محاسنه الأنيسة جري سلساله عذب فرات فكم أحيت به مهجا بئيسة نؤرخه سبيل هدي وحسن لوجه الله ما صنعت نفيسة ))











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق