12‏/08‏/2015

صور..تحذير خبراء:الحرارة والرطوبة المرتفعة تهدد الأثار



علاء الدين ظاهر

أكد عدد من خبراء الآثار علي التأثيرات الضارة التي تسببها درجة الحرارة والرطوبة المرتفعة علي الآثار بمختلف أنواعها بدرجات متفاوتة،مثل التي تمر بها مصر حالياً ووصفت بأنها غير مسبوقة،مؤكدين علي أن ذلك يتطلب إجراءات معينة لحماية الآثار ومنع الحرارة المرتفعة من التأثير عليها

من جانبه قال الدكتور ممدوح عودة مدير عام إدارة المخاطر والكوارث بوزارة الأثار أنه لا خوف من درجات الحرارة المرتفعة علي الاثار الموجودة بالمتاحف نظرا لوجود تكيف مركزى بكل متحف,ومنها يمكن السيطرة على ارتفاع درجات الحرارة,اما الاثار الثابتة بالمواقع فهناك احتمال اكيد ان تتاثر بارتفاع الحرارة ولاسيما فى حالة وجود حشائش بهذه الموااقع مثل المعابد,وهنا الخوف يكمن في اشتعال هذه الحشائش,كذلك الحرارة لها تأثير علي المواد الرابطة للأثار

وأشار إلي أن الرطوبة تأثيرها علي الأُثار خطير جدا خاصة على الاثار العضوية وتؤدى الى وجود عفن فطرى وبكتيري عليها,والخشب والنسيج من الاثار العضوية التى تتاثر بالتاكيد بزياده وارتفاع الرطوبة,ويؤدي العفن الفطري عليها إلي تغير في ألوانها ويدمر الألياف المصنوعة منها,كما يؤدى الى وجود بقع لونية تشوة الاثر بلا شك,وفى المواقع الاثرية المفتوحة يجب التخلص من اى حشائش قد تكون موجودة,والمرور الدورى من مفتش الأثار واخصائى الترميم على هذه المواقع ضرورى لحماية الأثار من الحرارة والرطوبة المرتفعة

من جانبه قال عيسي زيدان مدير الترميم الأولي في المتحف المصري الكبير ومدير الترميم بمشروع مركب خوفو الثانية بالهرم,أن كل أنواع الأثار تتأثر بإرتفاع درجات الحرارة والرطوبة كل حسب مادته ومداه الزمني,ووالرطوبة لها تأثير سيئ حيث تساعد علي تبلور الأملاح علي سطح الأثار مما يؤدي إلي حدوث تشققات بها,مشيرا إلي أن الأثار العضوية هي الأسرع تأثرا وتضررا بذلك,وهو ما أدي لتدهو حال مركب خوفو الثانية طوال السنوات العديدة التي كانت مدفونة فيها في باطن الأرض,قبل أن يتم إستخراجها وإجراء الترميم اللازم لها وإنقاذها من الدمار

وأشار إلي أن درجة الحرارة المرتفعة تؤدي إلي تقليل المحتوي المائي في الأثار الخشبية,مما يؤدي إلي حدوث تشققات بها,كما أن الرطوبة مع الحرارة تسبب ما يسمي بالتحلل الحراري للخشب وهذا خطير جدا حيث أنه يزيد من فقد المحتوي المائي للأثر لدرجة أخطر من تأثير الحرارة بمفردها,لافتا أن الرطوبة تؤثر علي الأثار المصنوعة من الأحجار خاصة الجيرية,حيث تدفع الأملاح عبر طبقات الحجر الجيري حتي الطبقة الخارجية لتؤدي في النهاية لتفتت الأحجار وتكسرها بما يشبه النزيف

وأوضح أن الأُثار المعدنية خاصة الحديد تتأثر بالحرارة والرطوبة المرتفعة والتي تؤدي إلي حدوث عملية صدأ وأخطره النشط الذي يظل يأكل في المعدن حتي يتحول إلي بودرة,لافتا إلي أن بيئة الحفظ الجيدة والمهيئة بدرجات مناسبة هي أفضل سبيل للحفاظ علي الأثار من تأثيرات وأضرار الحرارة والرطوبة المرتفعة

أما عادل امام الباحث والاخصائى في ترميم الاثار كشف عن تأثير وأضرار التغيرات فى درجة الحرارة علي الأثار,مشيرا إلي أنها من العوامل الميكانيكية المدمرة ويكون تأثيرها فعالا عندما يكون التغير مستمرا و مفاجئا

وأشار إلي أنه في درجات الحرارة المنخفضة يعتبر الماء عاملا مساعدا,إذ يتسرب إلى مواد البناء و يتجمد عند درجة الصفر المئوي فيزداد حجمه بمقدار 9% مما يعتبر ضغطا كبيرا على الأثر يؤدي إلي تلفه, أما عند إرتفاع درجة الحرارة فإن ذلك يؤدى إلى حدوث عمليات تمدد و إنكماش لمواد البناء في الأثار,وحيث أن تلك المواد تكون غير متجانسة فى الخواص الطبيعية فإنها تتمدد و تنكمش بدرجات متفاوتة

وتابع:نجد فى المبانى المكشوفة تختلف أنماط و نوعية التلف الذي يحدث فى المبانى الآثرية المكشوفة,وذلك عند وجودها تحت تأثير عامل التغيرات الكبيرة فى درجات الحرارة فى فترة زمنية طويلة,تبعا للحالة التى توجد عليها من حيث كونها جافة أو مبللة,فنجد أن تأثيرات الحرارة العالية فى الأونة الأخيرة وإرتفاع درجة الحرارة بمصر فوق العادة ولمدة طويلة وفترات بعيدة،وتعرض معظم المبانى الآثرية للهب الجو بما يقرب من 11ساعة يوميا 

وأضاف:هذه الظروف تؤدي إلي حدوث هجرة الأملاح وترسيبها مما يؤدي إلى تهالك طبقات التكسية وتقشر للأسطح الآثرية,ونجد فى مصر معدل فارق درجات الحرارة بين النهار واليل يقترب من ٧درجات مئوية,فى حين أن الإختلاف بين فصلي الشتاء والصيف ما يقرب من ١٦ إلى ١٨درجة مئوية,مما ينتج عنه إختلاف معدلات التمدد والإنكماش يؤدي في النهاية إلى حدوث شروخ و تشققات فى جميع أجزاء المبنى أو الأثر

وحول كيفية مواجهة ذلك,إستند عادل إمام إلي أمثلة في بعض الدول,مشيرا إلي أننا نجد فى بعض البلدان الإسكندنافية والبرازيل وبولندا وأقصى الشمال إهتماما ابالغا لبالغ بالأثار الموجودة في الأماكن المفتوحة والشوارع والميادين وما تحتويه من نحت وزخارف,حيث يعملون علي حمايتها من مسببات التلف سواء الرطوبة العالية أو الجفاف الشديد,وذلك بعمل غطاء زجاجى جيد التهوية أوسواتر عاكسة للحرارة أو بندات ماصة للحرارة فى وجود العوامل البيئية الشديدة من رياح، وصواعق وأمطار وحتى الطيور كتلف ميكروبولوجى

وإستطرد:أما فى مصر تنتشر الآثار في كل مكان,وهناك صعوبة وتكلفة عاليه جدا فى فكرة تغطيتها بالزجاج خاصة الآثار المفتوحة من مقابر ومعابد وأودية،خاصة مع حجمها الكبير وإرتفاعاتها الشاهقة,لكن ينبغى أن نفكر فى تقديم حلول إستثنائية لهذه الظواهر الغير طبيعية,فمثلا تمثالا  ميمنون بالأقصر أوأبو الهول أوهرم سقارة لصغره أوتمثال رمسيس والمآذن الفريدة والقباب والآبراج الآثرية والمسلات،من الممكن عمل سواتر واقيه لها وبإتجاهات مناسبة دون المساس بهم أو إحداث تشوه بصرى أو حسى لها,حفاظا عليها كتراث وإرث حضاري وتاريخي للأجيال القادمة

أما كريم السيد الباحث المتخصص في الترميم ومنسق ائتلاف "شباب الأثريين" قال أن تأثير درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة يختلف بالنسبة لكل من الأثار المشكوفة بالأماكن المفتوحة والأثار الغير مكشوفة,وفي المبانى الطينية الاثرية يؤدي التفاوت فى درجات الحرارة والرطوبة إلي انتفاش الطفلة وبالتالى تؤدى الى جفافها فى درجات الحرارة العالية مما يؤدى الى تدميرها,كما تؤدى الرطوبة فى الجو وتكثفها على سطح الاثر خاصة فى الاماكن القريبة من مصانع و عوادم السيارات الى تكون العديد من الاحماض خاصة حمض الكربونيك والهيدروكلوريك والنيتريك والكبريتيك عليها,وهذه الأحماض من اخطر الانواع ضررا على الاثار وتؤدى الى تشويهها وتفتتها وتلفها

وأضاف:هذا فضلا عن تاثير الرطوبة العادية حيث تعمل على انتفاش المعادن الطينية والتى تعتبر من مكونات العديد من الاثار الحجرية,وهجرتها خارج الاثر مما يؤدى الى تفتت الاثار,أما الاثار العضوية الخطر عليها يكون كبير,حيث تؤدي الرطوبة والحرارة العالية الى هشاشة ورق البردى مثلا وتقصفه وتلفه,فضلا عن ان الأثر لو كان حاملا لالوان وكتابات, فان الرطوبة تؤدى الى تلف الالوان وتفاعلها مع مركبات الالوان وتكون احماض تؤثر عليها






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق