أنشأ هذا السبيل والكُتاب الذي يعلوه (جمادى الثانية 942هـ- 153م) خسرو باشا الوالي العثماني على مصر في الفترة من 941 الى 943 هـ (1535 -1537). وكان السلطان العثماني قد استدعى والي مصر (25 جمادى الثاني 941 هـ- 1 يناير 1535م) سليمان باشا الخصي إلى الآستانة وكلفه بقيادة حملة عسكرية عثمانية لمحاربة القدس، وأناب عنه حاكم مصر في غيابه خسرو باشا الذي ظل نائبا للوالي نحو سنة وعشرة أشهر بنى خلالها هذا السبيل. وفي رجب 943هـ ( يناير 1537م) عاد سليمان باشا الخصي وتولى حكم مصر .
والسبيل مستقل غير ملحق بمباني أخرى له واجهتين حُرّبين على الشارع هما الواجهة الشمالية الغربية، والواجهة الشمالية الشرقية وهما متشابهتين تماما، وبكل واجهة شباك للتسبيل مغشى بمصبعات من النحاس، وفي مقدمة كل شباك من الخارج رف من الرخام يرتكز على ثلاثة كوابيل من الحجر، كان مخصصا لوضع طاسات وكيزان الشرب يتوج الواجهتين من أعلى شريط يحتوى على نصّ كتابي تأسيسي بخط الثلث.
يتضمن النص الكتابي اسم السلطان العثماني سليمان خان بن السلطان سليم خان بن السلطان بايزيد، واسم منشىء السبيل، وهو كما ورد بالنص ".. مولانا الباشا الأعظم والكافل المفخم مدير مصالح الأمم ناظم مناظم العالم خسرو باشا كافل الديّار المصرية والأقطار الحجازية غفر الله له .." كما تضمن تاريخ الانشاء "جمادى الآخرة سنة اثنان وأربعين وتسعمائة من الهجرة النبوية".
حجرة التسبيل مستطيلة مقاسها 5.70م ×3.70م يوجد في الضلع الشمالي الغربي دخلة مستطيلة اتساعها 2م وعمقها 60 سم تطل على الخارج بشباك التسبيل يقابلها في الضلع الجنوبي الشرقي ثلاث دخلات؛ الوسطى مخصصة للشاذروان والجانبيتان مخصصتان لحفظ أدوات السّبيل. وفي الضلع الشمالي الشرقي دخلة مماثلة للأولى تماما. وفي دخلة الشاذروان يوجد لوح من الرخام في وضع مائل وهو السلسبيل عليه زخرفة نباتية بارزة كان يعلوه حوض ينساب منه الماء على وجه السلسبيل ليتجمع في حوض أسفله ثم في قنوات من الرّصاص الى أحواض الشرب
كان للسبيل والكُتّاب كتلة مدخل تقع على شارع النحاسين بالجهة الغربيّة من الواجهة الشمالية الغربية كان فيها مدخل مستقل لكل من السبيل والكتاب الا أن هذين المدخلين قد اندثر الآن وحل محلهما دُكّان لبيع النحاس. ويتم الدخول حاليا الى السبيل من باب في الطرف الجنوبي من الضلع الجنوبي الغربي لحجرة التسبيل ويتم الوصول اليه من ممر خلف محلات بيع النحاس. أما الكتاب فيتم الصّعود اليه بواسطة سلم من الحديد قامت بتركيبه لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1909. وترجع أهمية هذا لسبيل الى أنه أقدم سبيل مستقل غير ملحق بمباني أخرى متبقى من العصر العثماني بالقاهرة .
أرضية حجرة التسبيل مكسوة بالرخام في تقسيمات هندسية بديعة، والسقف من خشب مسطح يرتكز على براطيم من الخشب وكله مزخرف وملون.
الكُتّاب في الطابق العلوي فوق السبيل وتمتد واجهته الشمالية الغربية بامتداد واجهة السبيل وتتكون من عقدين كل منهما على شكل حدوة الفرس يرتكزان على عامود واحد في الوسط ويتوج واجهة الكتاب رفرف خشب يرتكز على كوابيل خشبية.
من الملاحظ أنه لم يرد ذكر لهذا السبيل عند جومار في كتابه وصف مدينة القاهرة، كما لم يرد ذكره عند على مبارك في كتابه الخطط التوفيقية الجديدة.
السبيل قائم حالياً بشارع المعز لدين الله بالنحاسين في مواجهة مجموعة قلاوون ويجاور الناحية الجنوبية لبروز ضريح الصالح نجم الدين أيوب بالجماليّة .
------------
المسالك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق