12‏/09‏/2020

40 جنيها بدل مخاطر هزيل يواجه به العاملون بالآثار أخطارا بعضها مميت..هموم أثرية 2

# 40 جنيها في الإصابة لا تجدي نفعا وفي الموت لا تعوض الغياب


تقرير يكتبه .. علاء الدين ظاهر

لا أحد ينكر أن الفترة الماضية شهدت مجهودا كبيراً من كل العاملين في الآثار بداية من الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار وحتي أصغر عامل،لانجاز عشرات المشاريع والاكتشافات الأثرية والمتاحف،والتي يعول عليها في إعادة مصر إلي سابق مجدها السياحي لما قبل كورونا وثورة يناير 2011،وهي الخطة التي يقود العناني قطار الوزارة لتحقيقها.


ولكن..وما أدراك بما بعد لكن،استعاد العاملون في الآثار بمختلف تخصصاتهم الحديث مرة أخرى عن مطلب لهم ينادون به منذ سنوات عديدة ترجع لما قبل ثورة يناير 2011،وهذا المطلب يتمثل في بدل المخاطر الذي يحصلون عليه وهو مبلغ هزيل قدره 40 جنيها،والواقعة التي فتحت الحديث عن ذلك مرة أخرى ما حدث لأحمد السيد مدير آثار سور مجري العيون،حيث تعرض مؤخرا أثناء العمل لإصابة نتج عنها خلع فى الكتف.


هذه الإصابة لا يمكن أن تجدي معها ال 40 جنيها قيمة بدل المخاطر،وهي واحدة من إصابات عديدة قد يتعرض لها الأثريون في العمل،هذا بخلاف إصابات المواد الكيميائية الخطرة التي قد يتعرض لها مرممو الآثار والعاملون في الترميم،وسواء كان عملاً في المواقع الخارجية والمقابر للاثثريين أو استخدام مواد كيميائية للمرممين،يبقي سؤالا نطرحه باللهجة العامية علي طريقة كوكب الشرق أم كلثوم:"يفيد بإيه بدل مخاطر 40 جنيه؟!!!".


وما يثير الشجون في هذا الأمر أن كثيراً من هذه المخاطر مميت،فكم من أثري ومرمم سقط من أعلي السقالات في المواقع الأثرية وتوفي بعدها،وكم من مرات عديدة ينجو الأثريين والعاملين في المناطق الصحراوية والنائية من عقارب وثعابين يقومون بالامساك بها ويتخلصون منها ثم يكملون بعدها عملهم مرة أخرى بنفس الجد والاجتهاد والمثابرة.. بالطبع كل شىء مقدر من الله لكننا علينا الأخذ بالاسباب وبدل مخاطر 40 جنيها لا يمكن أن يكون محفزا لأي أحد.


ولا ينكر أحد أن وزارة السياحة والآثار تسعي قدر الإمكان لتوفير الأدوات والتجهيزات المناسبة في مواقع العمل للاثريين والعاملين فيها،كذلك توفر داخل معامل الترميم الأجهزة والأدوات المناسبة لحماية المرممين والعاملين فيها،لكن كما يقال في مثل هذه المواقف.. الحذر لا يمنع القدر،وعندما يجد الأثري أو المرمم أو العامل بدل مخاطر مناسب،فإن هذا يشعره بقيمته كإنسان وكمصري يفتخر بأن عمله هو حماية وصيانة تاريخ وتراث وآثار هذا الوطن.


واذا استعرضنا بشئ من التفصيل المخاطر التي يتعرض لها من يتعاملون مع مواد الترميم حدث ولا حرج،حيث أن مادة الأسيتون تؤثر علي العيون والحنجرة وتسبب إحمرار الجلد والصداع وزيادة معدل ضربات القلب والغثيان،ومن مخاطرها أيضاً لكن علي المدي الطويل التأثير علي الكليتين والكبد والأعصاب وقد تؤدى إلى العقم.


ومادة الكلوروفورم تسبب الصداع وأمراض الكلي والقرح الجلدية،وهناك غاز الأمونيا واضراره في حالة لم يكن مخففًا الإختناق وإلتهابات وتهيجات الجلد والأعين والأنف،والأحماض المركزة قد تؤدي لالتهابات وحروق وتشوهات بالجلد وإصابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.


وخارج معامل الترميم هناك مخاطر لا تقل في كونها مميتة،ومنها إذا تذكرنا قبل حوالي 5 سنوات واقعة سقوط مرمم أُثار من أعلي سقالة،وذلك أثناء عمله ترميم أحد أبراج قلعة صلاح الدين الأيوبي وتوفي بعدها،وسامح محمد جابر أخصائي الترميم الذي كان يعمل في مشروع ترميم بمنطقة آثار الهرم،وتعرض للسقوط أيضا من علي السقالة وأصيب بكسر في الجمجمة.


المفاجأة ما قاله مصدر في الآثار حول نسبة بدل المخاطر،وقال أنها تبلغ 40%من مربوط الدرجة ،والمبلغ الخاص بهذا المربوط صغير وقليل أي أن ما نسبته 40٪  منه ستكون بالتالي قليلة ولا يتجاوز مقدارها ال 40 جنيها،وكانت هناك نية أثناء ما كان الدكتور زاهي حواس يشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلي للأثار لرفع النسبة لتصل إلى 80% بعد الحصول علي إقرار وموافقة مجلس الشعب،لكن هذا المشروع تعطل نتيجة قيام ثورة يناير2011 وما حدث بعدها،خاصة الأزمة المالية التي تعرضت لها الآثار ضمن المؤسسات المختلفة في الدولة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق