10‏/09‏/2020

اليونان والإسماعيلية..رثاء إنساني بمقبرة فتاة أثينا التي عاشت وماتت بين وطنين..صور

علاء الدين ظاهر 

كشف الدكتور أحمد رجب مفتش الأثار والمتخصص في تراث وتاريخ مدن القناة حكاية مقبرة رائعة في الإسماعيلية،والتي تحمل قصتها كثيرا من التفاصيل الإنسانية المثيرة عن قوة ومتانة العلاقة بين مصر واليونان ممثلة في جاليتها الأقرب لقلوب المصريين منذ عشرات السنين.



قال رجب:مقبرة عائلة كاندرولداكى هي مقبرة لإحدى العائلات اليونانية التي كانت تقيم بمدينة الإسلامية في بداية القرن العشرين،وتقع بمدافن الكاثوليك القديمة بشارع الجمهورية ويرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1351هـ/1932م.



وتابع:كان تعداد اليونانيين عام 1927م في الإسماعيلية 1436 نسمة، لذا تواجدت المقابر اليونانية بالمدينة بأعداد كبيرة و كان لكل عائلة مقبرة خاصة بها،ويرجع ذلك إلى ان  اليونانيين هم أكبر و أقدم الجاليات في مصر و أكثرهم انتشارا،وإن كانو أكثر تركيزاّ في الإسكندرية لقربها من بلادهم عن طريق البحر المتوسط.



إلا أنهم انتشروا في جميع المحافظات من شمال مصر إلى جنوبها، و ازداد عدد المهاجرين اليونانيين إلى مصر عقب ثورة اليونان عام 1237هـ/1821م والاضطهاد التركي الذى أعقبها فذهب أغلب هؤلاء اللاجئين إلى مصر، و تم إنشاء أول جالية يونانية بالإسكندرية عام 1259هـ/1843م.



ثم انتشرت الجاليات اليونانية بعد ذلك في مصر و أصبح عددها 32 جالية،ويرجع السبب في ذلك إلى ما اتصف به اليونانيون من حبهم للعمل و تواضعهم الكبير و تبسطهم مع المصريين،وكانوا أقرب الجاليات المصرية إلى المصريين، لذلك لم يكن ينظروا إليهم كأجانب حقيقين، و بالتالي لم يكن يشعر اليونانيون بأنهم في وقت من الاوقات في غير وطنهم.

وكان مشروع حفر قناة السويس عام 1276هـ/1859م له أثر كبير في اجتذاب المزيد من اليونانيين، حيث استعان بهم فرديناند دي ليسيس منذ بداية المشروع،ومن بين 7000 عامل أوروبي في المشروع كان هناك ما يقرب من 5000 عامل يوناني و بشكل خاص من جزر الدوديكاينز و كاسوس،ويرجع السبب في استعانة دي ليسيبس باليونانيين لما هو معروف عن أبناء الجزر اليونانية بأنهم بحارة مهرة ذو خبرة واسعة منذ القدم.

وعن مقبرة عائلة كاندرولداكى،فهي تعد من المقابر المميزة الباقية بمدينة الإسماعيلية،والتي شيدت على الطراز الكلاسيكي وتمتد بعرض 3 م و ارتفاع 4 متر، و ما لفت انتباهي أثناء دراستي للمقبرة وجود لوح رخامي عليه كتابات باللغة اليونانية  يعلو الواجهة الشمالية الشرقية ، و بالاستعانة بأحفاد اليونانيين المداومين على زيارة المدينة كل عام لزيارة مقابر عائلتهم تمت ترجمة النص.

وأضاف رجب:واتضح أن النص عبارة عن رثاء غاية في الروعة لبنت توفيت عن عمر 21 عام في مدينة أثينا باليونان عام 1932م، إلا ان العائلة فضلت نقل جثمانها من اليونان حتى تدفن فى مقابر العائلة بمدينة الإسماعيلية،فهل كان عشقهم لمدينة الإسماعيلية"باريس الصغرى"يضاهى عشقهم لوطنهم الأم ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق