10‏/09‏/2020

نقوش مملوكية وشواهد حج وفخار..17 إكتشافا أثريا ننفرد بها من الصحراء الشرقية..تعرف عليها

علاء الدين ظاهر 


ليست مجرد رمال شاسعة علي إمتداد البصر،لكنها بمثابة كنز تاريخي ستكشف الأيام القادمة عن ما فيه،وما يؤكد هذا النتائج المهمة التي جاءت في دراسة للباحث محمود تونى شعبان بعنوان"خانات الطرق البرية فى صحراء مصر الشرقية _ دراسة آثارية حضارية"،وحصل بها من كلية آثار جامعة الفيوم علي الماجستير بتقدير "ممتاز"،حيث أكد الباحث أن بعض الاكتشافات الأثرية لدراسته لم يشر إلي مواقعها أو مضمونها أو نشر صورها لأنها قيد النشر العلمي حالياً.



1 قدمت الدراسة نظرية جديدة في نشأة وتأصيل الخان الإسلامي,( الخان ليس فارسياً كما هو متعارف عليه, ولكنة مُقتبس من الرومان شأنه في ذلك شأن الحمام الإسلامي) وخاصةً بعد الأُصول المعمارية الجديدة التي كشفت عنها خانات الصحراء الشرقية, وذلك من خلال دراسة نشأة الخان داخل مصر وخارجها والتوصل إلي السلسلة التطورية المعمارية التي مرت بها هذه المنشأة منذ البدايات الأولي لظهورها قبل الإسلام وحتي القرن التاسع عشر الميلادي, وتـتـبع الإرهاصات الأولي لفكرتها, وكيف تحولت إلي منشأة معمارية متكاملة الأركان, وكيف اقتبس المُسلمون هذا المكون المعماري, وعملوا علي تطويره وابتكروا في أنواعه, وكيف تعددت وظائفه, وتغيرت معالمه في العصر الإسلامي.


2 كشفت الدراسة عن مجموعة جديدة من خانات الطرق في صحراء مصر الشرقية تنشر للمرة الأولي, وهي الأولي من نوعها داخل مصر, وتقع تلك الخانات علي إمتداد 3 طرق برية رئيسية داخل الصحراء الشرقية, الطريق الأول وهو طريق قفط – القصير الذي يربط بين مدينة قفط في وادي النيل وبين مدينة القصير علي ساحل البحر الأحمر, أما الطرق الثاني فهو طريق قوص- عيذاب الذي يربط بين مدينة قوص في وادي النيل وبين ميناء عيذاب علي ساحل البحر الأحمر, أما الطرق الثالث فهو درب المرمر الذي يقع بوادي سنور, ويبدأ من مدينة بياض بمحافظة بني سويف حتي محاجر جبل المرمر.


3 قدم الباحث دراسة تسجيلية توثيقية لخانات الطرق البرية بالصحراء الشرقية, وذلك من خلال دراسة نشأة تلك الخانات, وتوضيح كافة مواقعها بالتقنيات الحديثة, ومسمياتها المختلفة, ومقاييسها وتاريخ إنشائها, وأوصافها وطبيعتها وتخطيطاتها الهندسية, وعناصرها المعمارية.


4 قدمت الدراسة كشفا أثريا جديد للباحث, وهو عبارة عن نقش أثري في أحد الكهوف الجبلية, وهذا النقش منفذ بالحفر الغائر, وهو عبارة عن ثور بري له قرون طويلة, وهو يرجع إلي عصور ما قبل الأسرات( طبعا هذا الكشف خارج التخصص, وتم تأريخه بالمثل مع بعض النماذج المماثلة له في بعض الوديان القريبة والتي أرخها "Goyon" إلي عصور ما قبل الأسرات)


5 قدمت الدراسة كشفا أثريا جديدا للباحث, وهو عبارة عن نقش أثري يرجع إلي العصر المملوكي مؤرخ بعام 755 هجريه ومكون من أربعة أسطر ومسجل باللغة العربية, عثر عليه الباحث أثناء عمليات المسح الأثري لطرق ودروب الصحراء الشرقية, وهو خاص بأحد أفراد القوافل السالكة للدرب البري قفط – القصير في العصر المملوكي.


6 نقش أثري غير مؤرخ, يمثل أحد الكتابات الدينية لأحد الحجاج في أحد الكهوف الجبلية علي طريق الحج الجنوبي بصحراء عيذاب, وتضمنت كتابات النقش النصف الأول من شهادة التوحيد (لا اله إلا الله) منفذة بالحفر الغائر علي الحجر. ويُصنف هذا النقش ضمن النقوش الصخرية الدينية.


7 الكشف عن مجموعة من الأواني الفخارية بصحراء عيذاب في مواضع متفرقة, وهي تمثل مخلفات القوافل التجارية وقوافل الحجاج علي إمتداد الطرق والدروب البرية في الصحراء الشرقية. 


8 نقش أثري تسجيلي مؤرخ بعام 1831م, وهو يخص أعمال التجديدات والترميم التي طرأت علي بعض خانات الصحراء الشرقية في عهد محمد علي باشا. 


9 نقش أثري مؤرخ بعام 1293 هجرية يتضمن إسم الخديوي إسماعيل وألقابه, مكون من أربعه أسطر ومسجل باللغة العربية, عثر عليه الباحث أثناء عمليات المسح الأثري لطرق ودروب الصحراء الشرقية, وهذا النقش يخص مسجد الرفاعي بالقاهرة, ومن خلال كتابات ومضامين النقش تم الوصول إلي معلومات وإضافات جديدة وهامة تتعلق بعمارة المسجد.


10 الكشف عن نقشين بإسم الملك فاروق مسجلين باللغة الإنجليزية منفذين بطريقة الحفر الغائر علي الحجر, أحدهما مؤرخ بعام 1943م, والنقش الأخر غير مؤرخ.


11 مجموعة من النقوش والكتابات العربية الإسلامية التي خلفتها القوافل التجارية وقوافل الحجاج والتي عثر عليها الباحث في أحد الأودية الجبلية بصحراء قنا, وذلك أثناء عمليات المسح الأثري لدروب الصحراء الشرقية, وأغلب هذه الكتابات قد أثرت عليها عوامل التعرية فأصبحت غير واضحه, ولكن يُقرأ منها لفظ الجلالة "الله" وشهادة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله".


12 أحد النقوش الأثرية الغير مؤرخة لأحد الأشخاص ويحمل النقش لقبه ووظيفته, حيث تضمن النقش توقيع إسمة ويسبقه لقب السيد, وقد سُجل النقش باللغة العربية بالأعلى والإنجليزية في الأسفل, وينتهي النقش بــــــ "مهندسخانة ". ( يؤرخ بعصر محمد علي)


13 أحد النقوش الأثرية الغير مؤرخة لأحد الأشخاص والذي يتضمن لقب " أفندي" وهو أحد الألقاب الفخرية, هو لفظ عثماني خالص وقد شاع هذا اللقب في جميع البلاد الخاضعة للنفوذ العثماني, وقد أطلق المصريون لقبا مشابها ًهو" أفندينا " علي الخديوي. ( يؤرخ بعصر محمد علي)


14 الكشف عن أحد النقوش الأثرية المسجلة باللغة الإنجليزية والمؤرخة بعام 1911م, والمنفذة بالحفر الغائر وهو يخص إحدي الشركات الأجنبية.


15 كشفت الدراسة عن اسم شيخ الحجارين في القرن 19م, وهو ما أغفلت عن ذكره الدراسات  الأثرية الحديثة, والتي اعتمدت علي الوثائق والمصادر التاريخية في دراسة طوائف المعمار في العصر العثماني وحتي القرن التاسع عشر الميلادي في مصر, حيث أكدت الباحثة في دراستها عن وجود طائفة الحجارين في هذه الفترة, ولكنها تعجبت من عدم ظهورها في قائمه علي مبارك.


 وهو ما يعكس أهميه الدراسة في الكشف عن شيخ جديد لطائفه الحجارين لم تتعرض لذكره الدراسات الأثرية الحديثة المتخصصة في دراسة طوائف المعمار. وهو ما يعكس أيضا أهمية الكتابات والنقوش الأثرية في تعويض النقص وسد الفراغ في المصادر التاريخية. بالإضافة إلي أهميتها في مراقبة أقوال المؤرخين.


16 كشفت الدراسة عن مجموعة جديدة تنشر للمرة الأولي لبعض الشواهد المعمارية الجديدة على إمتداد طرق التجارة والحج بالصحراء الشرقية, مثل الأضرحة (القباب), المدافن( المقابر) الخاصة بالحجاج الذين توفوا علي طريق الحج أثناء ذهابهم أو عودتهم من الحج, وصدق فيهم قول الله تعالى( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). بالإضافة الي الكشف عن بعض الأبار وعيون المياه, والحصون, وأبراج مراقبه, والمناجم والمحاجر علي إمتداد تلك الطريق.


17 كشفت الدراسة عن أهم معالم ودروب الصحراء الشرقية, وخاصة طرق الحج والتجارة في صحراء مصر الشرقية, وذلك من خلال الكشف عن معالم تلك الطرق, وتاريخها منذ عصور ما قبل الأسرات وحتي نهاية العصر الإسلامي, وأهم المواقع الأثرية الواقعة عليها, كما حددت لنا الدراسة نقاط التوقف, والاستراحة, والمسافات علي هذه الطرق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق