علاء الدين ظاهر
اللاكيه.. قد تبدو هذه الكلمة ليست غريبة علي الأذن إطلاقا وكثيرا ما سمعناها ونحن نتحدث عن الأثاث والدهان وما يدور في هذا الإطار,لكن هل يعرف أحد منا أن هذه الكلمة من الأهمية بحيث كانت محور إهتمام الباحثة نرمين ناجي علي والتي قامت بدراسة مستفيضة حولها وقدمتها ضمن رسالة أعدتها للحصول علي الماجستير من كلية أثار جامعة القاهرة،وحصلت علي الدرجة بإمتياز.
الرسالة كانت في تاريخ الفن"الفن الإسلامي" وجاءت بعنوان"فنون اللك في العصر العثماني...دراسة آثرية فنية مقارنة"،وضمت لجنة المناقشة والحكم كل من أ.د.إيهاب أحمد إبراهيم أستاذ الآثار والتصوير الإسلامي المساعد بالكلية الآثار(مشرف)،وأ.د.رحاب أحمد الصعيدي أستاذ الآثار والفنون الإسلامية المساعد بالكلية(مشرف مشارك),وأ.د.آمال العمري أستاذ الآثار الإسلامية المتفرغ بالكلية (مناقشاً ورئيساً)،وأ.د.سامح فكري البنا أستاذ الفنون والآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة أسيوط (مناقشاً)
وقد منحت اللجنة الباحثة درجة الماجستير بتقدير إمتياز مع تبادل الرسالة مع الجامعات الآخرى،حيث يعد اللك من أهم الأساليب الفنية والصناعية التي استخدمت في الفن الإسلامي بداية من القرن (9هـ /15م) في العديد من الأقطار الإسلامية مثل إيران وتركيا والهند؛ وهو مادة صمغية تستخرج من مصادر نباتية أو حيوانية يغلب عليها اللون الأحمر وتستخدم كوسيط لوني أو كورنيش لحماية القطع الفنية، ويتم تنفيذه على الأخشاب والورق المقوى والجلود وبأساليب متنوعة.
واحتوت الدراسة على عدد 147 قطعة فنية منفذة بأسلوب اللك في العصر العثماني،وينشر منها لأول مرة عدد 41 قطعة فنية،تنوعت ما بين جلود الكتب والأدوات الكتابية والفلكية والأقواس والأرفف والصناديق،ولعل أبرزها صناديق الأدوات الكتابية والأقواس نظراً للإهتمام البالغ من السلاطين لفنون الكتاب والرماية.
وقد قامت الباحثة بتوصيف وتوثيق تلك الكنوز التي تزخر بها العديد من المتاحف العربية والدولية والمجموعات الخاصة، وكذلك التي تزين أسقف وحشوات العديد من المنشآت العثمانية، كما ألقت الضوء على التنوع الذي شهده هذا الأسلوب الصناعي والفني وتتبع تتطوره طوال العصر العثماني، والتعرف على أهم السمات التي تميز بها.
هذا بالإضافة لدراسة وتحليل العناصر الفنية الواردة عليه من زخارف نباتية وأشكال هندسية ونقوش كتابية ورسوم زخرفية وبيان التأثيرات الواردة عليها مع توضيح كيفية انتقال هذه الصناعة إلى الفن العثماني والمصطلحات الخاصة بها، ومعرفة الصناع الذين مهروا في هذه الصناعة،والدراسة المقارنة لمعرفة مدى التشابه والإختلاف بين القطع الفنية في العصر العثماني وما يعاصرها في البلاد الأخرى وبخاصة في إيران والهند وأوروبا، وكذلك تأريخ بعض القطع الفنية غير المؤرخة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق