علاء الدين ظاهر
كشف الدكتور أحمد رجب الباحث الأثري المتخصص في تراث وتاريخ مدن القناة حكاية أحد الأماكن المهمة المرتبطة بإسم فرديناند دى ليسيبس وقناة السويس، وقال:لقد شيد فرديناند هذه الاستراحة كأول مبني بمدينة الإسماعيلية وكان يحمل رقم (1) ليكون سكناّ له، تقع حالياّ بحي أول بشارع صلاح سالم ( شارع محمد علي سابقا).
و عن تاريخ إنشاء هذا المبني فيذكر (Céline Frémaux) أن تاريخ الإنشاء يرجع لعام 1279هـ/1862م، و ربما جاء هذا التاريخ مرتبطاّ بتاريخ تدفق مياه البحر المتوسط إلى منخفض التمساح و نشأة مدينة الإسماعيلية.
و بالإضافة لاستخدام المبنى كسكن لفرديناند إلا انه استخدم ايضاّ مقر لإدارة شركة قناة السويس ( و ذلك قبيل البدء في إنشاء مبنى شركة قناة السويس بالإسماعيلية بفترة قليلة)، خصوصاّ أن فرديناند قد شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة القناة و مديرها منذ 20 ديسمبر 1858م حتى 13 فبراير 1894م.
و بعد وفاة دى ليسيبس عام 1894م، تحول المبني إلي استراحة لمرشدي السفن العابرة لقناة السويس (Pilots)، و ينقسم المبني إلى قسمين؛ الأول و هو المبني الأصلي الذي شيده فرديناند، و الثاني و هو جزء مستحدث شيدته شركة قناة السويس في بداية القرن الـ20 الميلادي لاستخدامه استراحة لكبار الزوار و مرشدي السفن.
و الجدير بالذكر ان غرفة النوم الخاصة بفرديناند ما زالت محتفظة بحالتها الأصلية إلى درجة كبيرة، مشتملة على بعض الأثاث و الأدوات التي كان يستخدماه فرديناند و منها علي سبيل المثال السرير و المكتب و الكتاب المقدس و بعض اللوحات و الصور الفوتوغرافية.
و قد تم تسجيل المبنى في عداد الآثار الإسلامية و القبطية بقرار وزاري رقم (775) لسنة 2003م، و تُعد من اشهر و أهم معالم مدينة الإسماعيلية التاريخية.
و الاستراحة حاليا ضمن ممتلكات هيئة قناة السويس و غير مفتوحة للزيارة، رغم انها من اهم المقومات السياحية بالمدينة، و التي ستساعد على زيادة حركة السياحة سواء الخارجية و الداخلية... و السؤال هنا متي ستفتح الاستراحة لتكون مزاراّ سياحياّ يساهم في لتنشيط السياحة بالمدينة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق