علاء الدين ظاهر
كشف الدكتور أحمد رجب الباحث الأثري المتخصص في تراث وتاريخ مدن القناة السبب في أن تكون القنصلية الفرنسية أول قنصلية شُيدت بمدينة بورسعيد،لافتا أنه كان منطقي ان تكون اول الجالية الفرنسية صاحبة أول قنصلية بالمدينة.
وتابع:بعد تأسيس شركة قناة السويس عام 1275هـ/1858م و أصبحت معظم الاستثمارات الخاصة بالشركة أسهماّ يملكها الفرنسيون،بالإضافة إلي احتلال أبناء الجالية الفرنسية المراكز الإدارية العليا في الشركة و شركات الملاحة و البنوك و داخل الحكومة المصرية أيضاّ.
وإزدياد أعداد الجالية الفرنسية في بورسعيد منذ بداية مشروع حفر قناة السويس ( حيث بلغ تعداد الجالية الفرنسية بمدينة بورسعيد 827 نسمة و ذلك وفق تعداد سكان القط المصري عام 1897م) لذا كانت الحاجة لوجود قنصلية لرعاية شئون أفراد الجالية.
ويقع مبني القنصلية بحي الشرق ( الإفرنج ) بشارع صفية زغلول ( اوجيني سابقاّ)، و يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1283هـ/1866م،و قد كان مسيو لاروش - احد مهندسي شركة قناة السويس – أول من تولي منصب وكيل قنصل ببورسعيد.
وظل المبني يستخدم كقنصلية و سكن للقنصل حتى النصف الأول من القرن الـ20 الميلادي، ثم تحول ليكون سكناّ للراهبات من قبل هيئة قناة السويس تقديراّ لدورهم الكبير كممرضات أثناء عدوان 1956م على المدينة، حتى أُغلق المبني لسنوات، ثم استخدم كمعرض تاريخي يحكى تاريخ حفر قناة السويس من خلال مجموعة من الصور و المجسمات الفنية، إلا ان المبني حالياّ يخضع لأعمال ترميم و تطوير لإعادة افتتاحه مرة آخري كمتحف تابع لهيئة قناة السويس.
يذكر أن المبني معروف لدي العامة بـــ (فيلا أوجيني)، و ربما عُرف بذلك لوقوعه بشارع اوجيني فعُرف باسم الشارع، أو بسبب زيارة الامبراطورة اوجيني للقنصلية أثناء حضورها حفل افتتاح القناة ببورسعيد خصوصاّ ان موقع القنصلية قريب من منصة الاحتفالات ، و كان أمر طبيعي أن تزور الإمبراطورة مبنى القنصلية التابع لدولتها و يستقبلها القنصل.
و يعد المبني تحفة معمارية حيث يشغل مساحة 1292 متر مربع، و هو عبارة عن بناء من طابقين و مبني ملحق صغير من طابق واحد و حديقة واسعة من الجهة الجنوبية الغربية، و أهم ما يميز المبني مجموعة من البلاطات الخزفية ذات زخارف نباتية (زهرة القرنفل) غاية في الروعة و التصميم تعلو المدخل الرئيسي بالواجهة الشمالية الشرقية.
و قد بدأت اعمال الترميم و التطوير بالمبني منذ عام 2018م،والسؤال هنا متي سيتم الافتتاح ليكون مُتحفاّ و مزاراّ سياحياّ كأحد مقاومات تنشيط السياحة بالمدينة،خصوصاّ أن المبني كان يستقبل العديد من الزوار الاجانب و للمصريين؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق