ظلت الصحافة المصرية طوال عمرها هي الأداة الأبرز والأهم لنقل الأخبار وتفاعل الناس معها،ثم تطور الأمر وأصبحت الصحافة ومعها وسائل الإعلام الأخري هي الناقل الحقيقي للخبر وإبراز صورة مصر في الداخل والخارج.
ومع تطور التكنولوجيا ظهرت أدوات أخري تقوم ببعض مهام نقل الأخبار والمعلومات،مثل الفيس بوك واليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعى وغيرها،لكنها لم ولن تغن أبدا عن دور الصحافة والإعلام،ومهما بلغ تأثير أدوات التواصل الاجتماعي ستظل الصحافة هي صاحبة الدور الأهم والأبرز.
ما سبق كان ضرورياً للتعليق علي الخبر الذي أرسلته وزارة السياحة والآثار ممثلة في مكتبها الإعلامي،وتضمن تأكيدها علي حرصها علي دعوة كما قالت أهم وأشهر المدونين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم لزيارة مصر وتعريفهم بالأنماط السياحية المختلفة التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري.
ولنقرأ نص الخبر كما أرسلته الوزارة،وجاء فيه..."في إطار حرص وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي على دعوة أهم وأشهر المدونين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي من جميع دول العالم لزيارة مصر وتعريفهم بالأنماط السياحية المختلفة التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري، وصلا مطار القاهرة منذ قليل اثنين من أهم المدونين والمؤثرين في المملكة المتحدة في زيارة تعريفية لمصر لمدة أسبوع.
وأشار المهندس أحمد يوسف الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي إلى أهمية هذه الزيارة التي ستساهم بشكل كبير في نقل صورة حية عن مصر ومقاصدها السياحية، وإبراز جدية تطبيق الإجراءات الاحترازية بها لمواجهة فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى تسليط الضوء على مقومات الجذب السياحي في كل من مدن القاهرة والغردقة وشرم الشيخ والأقصر.
وأوضح ماجد أبو سديرة رئيس قطاع السياحة الدولية بالهيئة أنه من المقرر أن تقوم الهيئة بتنظيم برنامج سياحي متنوع لهما يتضمن زيارة عدد من المناطق الأثرية منها منطقة آثار سقارة، وقلعة صلاح الدين الأيوبي، وشارع المعز لدين الله الفاطمي، ومصر القديمة بالإضافة إلى زيارة مدينة شرم الشيخ والقيام بتجربة سياحية متميزة بها من خلال الرحلات البحرية والأنشطة السياحية المختلفة.
جدير بالذكر أن هذين المدونين تبلغ نسبة متابعيهم ما بين ٨٣٥ ألف متابع ونصف مليون متابع وهو الأمر الذي سوف يساهم في عمل تغطية لعدد كبير من متابعيهم في السوق الإنجليزي" .... وإلي هنا انتهي الخبر.
الغريب في الأمر أن وزارة السياحة والآثار دأبت منذ فترة علي الإهتمام أكثر بالمدونين واليوتيوبر لنقل أخبارها،في مقابل عدم اهتمامها بالتعامل مع الصحف ووسائل الإعلام وخاصة المصرية،حيث اعتقدت الوزارة والفكر الذي تدار به خطأ أن الصحافة دورها انتهي أمام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة،والوزارة بالطبع مخطئة في هذا،حيث أن الصحفي والإعلامي لديه المعلومات والتفاصيل والرؤية التي تمكنه من كتابة الخبر ونقل الصورة عن مصر وآثارها بشكل أفضل.
بالطبع المدونين واليوتيوبر لهم دور والاعتماد عليهم لا بأس به،لكن هذا يأتي بعد الصحافة ووسائل الإعلام،حيث أن المدونين لهم اهتمامات عديدة وبالطبع لن يخصصون كل وقتهم لموضوع واحد أو ما شابه،في حين أن الصحف والصحفيين خاصةً المتخصصين والمتابعين لملف بعينه يجعلون أغلب وقتهم لمتابعة هذا الملف،مما يجعله بارزا طوال الوقت والضوء مسلط عليه بشكل أفضل،ولكم في ما حدث في كشف سقارة قبل أكثر من 60 يوما خير مثال،ولتنظروا لما بعدها ستجدون أن البريق خفت وكل المحاولات الزائفة لاستعادته لم تجد نفعا حتي الآن.
علاء الدين ظاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق