علاء الدين ظاهر
جمله نسمعها كثيراً ، وهي تعكس مدي كره قائلها في حق الطرف الأخر ، حتي أنه لا يريد ان يذكر اسمه مشيراً اليه فقط بجملة"اللي ما يتسماش"،ولكن ما أصل هذه الجملة؟.. الإجابة كانت لدي أحمد عبادة الباحث المتخصص في التاريخ والتراث.
قال عبادة:ربما تعود هذه الجملة الي قدماء المصريين ، حيث كان في عُرف قدماء المصريين اسوأ عقاب من الممكن ان يوجه الي شخص ما ، هو ان يُمحي اسمه من المقبرة الخاصة به او من علي تمثاله ، ويكفي ان نعلم ان هذا الشخص اذا فقد اسمه او تم طمسه او مسحه ، فلن يبعث للحياة الأخري طبقا لمعتقداتهم.
وكان في نصوص اللعنة عند قدماء المصريين من ضمن صيغ الدعاء الشريرة علي شخص مكروه ان يختفي اسمه ويُمحي اثره من الوجود ويحرم من الخلود،وهناك العديد من الملوك الذي حدث معهم هذا، منهم الملكة حتشبسوت التي أغتصبت العرش من تحتمس الثالث ، قبل أن يعتليه منفردًا بعد وفاتها، ليحكم مصر 54 عام كاملة.
ومات تحتمس الثالث عام 1425 قبل الميلاد، وقد تخطي عمره 82 سنة، وقبل أن يموت ، انتقم منها بأن قام بأكبر عملية تدمير منظمة لتماثيل زوجة أبيه وشريكته في العرش الملكة حتشبسوت، بالإضافة لتدمير صورها ونقوشها.
كذلك الأمر حدث مع الفرعون الممحو أثره من التاريخ «إخناتون» الذي كان يعتبر ملك مارق خارج عن التقاليد المتعارف عليها طول التاريخ المصري القديم،ومن العجيب والمثير للدهشة إن هذه الفكرة لم يختص بها التاريخ المصري القديم فقط ، ولكنه تكررت علي مر العصور .
وعلي سبيل المثال ما حدث في مصر في عهد الدولة المملوكية وتحديدا مع الناصر محمد بن قلاوون، الذي بعدما استعاد عرشه مرة اخري من بيبرس الچاشنكير ، أمر بقتله ولم يكتف بذلك ولكن إمعانا في التنكيل به ،امر بمسح اسمه من شريط كتابي في خانقاه بيبرس الجاشنكير في الجمالية !
وكأنه كان يريد ان يعاقبه أكثر بحرمانه من تردد اسمه على ألسنة الناس ، لأنه في هذه الفترة كان يحاول كل ملك او امير ان يُخلد اسمه في التاريخ بالعمارة والبناء وهذا ما يظهر جليا في العصر المملوكي .
ومن المدهش ان هذه الفكرة مازالت مستقرة في الوجدان المصري بنفس الشكل ، فعندما يكره الانسان المصري شخص اخر يقول عنه " اللي ما يتسمى" او " مخفي الإسم" او " اللي يتخفي اسمه" او "اللي ما يتسماش"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق