07‏/02‏/2021

العلاج ومقاومة الفيروسات في الحضارة المصرية من إيمحتب حتي السقا..تحقيق وحكايات بالصور

تحقيق..علاء الدين ظاهر 

منذ أن بدأت جائحة كورونا تصيب العالم كله قبل حوالي عام،وقد عول كثيرون علي الطب والأطباء في المواجهة والقضاء علي الفيروس،مما أعاد لذاكرتنا التاريخية حكايات مثيرة وكثيرة عن الطب والأطباء في الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة

 

# أعشاب مصرية قديمة لمواجهة الفيروسات


كشف أ.د.أيمن وزيري أستاذ الآثار والحضارة المصرية بكلية الآثار جامعة الفيوم ورئيس قسم الآثار المصرية بالكلية ونائب رئيس إتحاد الأثريين المصريين أن الطب المصري القديم نال شهرة كبيرة لدى الدول المجاورة،والمعروف أن اليونانيين تعلموا كثيرًا من المصريين الطب والجراحة والعلاج والعقاقير.

 


وفي محاربة الفيروسات والعدوى استخدم المصري القديم بعض النباتات الأعشاب،ومن أهمها البصل والثوم والجميز والخيار والبلح والشعير والبقدونس والزعفران والفجل والقرفة والكمون والنعناع،وبلغ عدد النباتات والأعشاب المُستخدمة في إعداد العقاقير 90 نوعًا،وقد أثبت العلم الحديث مدى فعاليتها في مواجهة الأمراض والفيروسات والعدوى.

 

والتقدم الذي وصل إليه الطب في مصر القديمة ما كان يمكن أن يحدث دون الكثير من العوامل المساعدة، وعلى رأسها اهتمام الدولة بصحة مواطنيها، ونظافة البيئة التي يعيش فيها الإنسان المصري، الأمر الذي حدثتنا عنه بعض النصوص المصرية القديمة، وذلك ما ساعد على أن يكون المجتمع صحيحًا معافًى.

 


# 9 عادات حمت المصريين القدماء من الأوبئة

عرفت الحضارة المصرية القديمة كثيراً من جوانب التقدم في مختلف مناحي الحياة،ومنها النظافة الشخصية والتي كانت جزءًا أساسياً من الطقوس اليومية،وبالتالي كان ذلك يحميه من أمراض وأوبئة كثيرة،وكانت هناك 9 عادات للنظافة اليومية في مصر القديمة،كشفتها لنا راندا روفائيل رئيس الإدارة المركزية للشئون العلمية والجرافيك والتدريب بالآثار،والباحثة دينا طارق.

 

1 نظافة الجسد

كان المصري القديم يغسل يديه ووجهه وقدميه قبل وبعد الوجبات والنوم وعند الاستيقاظ ويستحم يوميا،واستخدم النترون مادة طبيعية كصابون إستحمام.

2 قص الشعر

كان التخلص من الطفيليات كالقمل بقص الشعر بالسكاكين وشفرات حلاقة من نحاس وبرونز وذهب للطبقات الراقية،والطبقات الأقل كانت شفراتها من الصوان المتكسر.

3 تنظيف الفم

كان المصريون القدماء أول من اخترع فرشاة ومعجون الأسنان منذ 5000 عام،من زهرة القزحية والملح والفلفل والنعناع،وكان مفيداً لعلاج أمراض والتهابات اللثة.

4 تقليم الأظافر

إهتم المصريون بأظافرهم لتبدو صحية ونظيفة، واستأجرت الطبقة العليا والملوك أخصائيين لتقليمها والعناية بالقدمين،وإستعملوا كريمات ومراهم ضد التشقق.

5 غسل الملابس

كان غسل الملابس ليس سهلا،فيجب شطفها ولفها ونقعها باليد داخل أحواض مملوئة بالنطرون والملح لإزالة الأوساخ،لذلك أعطيت مهمة غسل الملابس للرجال.

6 تطهير المنزل

تُظهر النصوص والمناظر اهتمام المصريين بنظافة وتطهير منازلهم وأدوات الطعام والشراب،وعرفوا حمامات المنازل وأنظمة تصريف المياه،وعرفوا المناشف لتجفيف اليدين.

7 مزيل العرق

كان المصريون القدماء أول من اخترع مزيل العرق في التاريخ من النباتات والمواد الطبيعية،وصنعوا كريما من الأعشاب والتوابل والزهور والزيت لوضعه تحت الإبطين.

8 رائحة العطور

أحب المصريون الروائح التي تدوم طويلا،وتمكنوا من صنع العطور باستخدام الزيت لزيادة متانة العطر،وإضافة التوابل والأعشاب العطرية ومنها الهيل والنعناع والعرعر.

9 مستحضرات تجميل

عرفت مصر القديمة مستحضرات التجميل واستخدموا كريمات للترطيب،وأقنعة الوجه من العسل والصبار،والكحل لحماية عيونهم من الشمس والذباب.


# حكاية إيمحتب أول طبيب في التاريخ

هو أول طبيب في التاريخ ،وبلغ مكانة رفيعة لدرجة أنه بعد وفاته أصبح إله الطب والشفاء عند المصريين وكانت معابده تعج بالمرضى من فرط مهارته،ويعتبر مؤسس علم الطب وقام بتأليف مخطوطات كثيرة عن الأمراض والعلاج،وله معبد في سقارة أصبح فيما بعد بمثابة المصحة تستقبل المرضي من كل مكان،خاصة أنه بات مشهورا بنجاحه في شفاء الكثير من الأمراض بالأدوية والعقاقير التي كانت من إختراعه.

 

# البناء الآمن من الأمراض في العمارة الإسلامية

كانت العمارة الإسلامية انعكاس للبيئة والمناخ واحتياجات المجتمع،حيث كشف شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز أنه في مصر وكثير من بلدان العالم الاسلامى تحكمت شدة الحرارة فى إضافة عناصر التهوية لاستيعاب المصلين فى المنشئآت الدينية،والاجتماعية والتجارية وغيرها،ولا ننسى آراء الفقهاء في اختيار اماكن للبناء تكون صحية وطيبة الهواء،مما تتفق معه تعليمات اطباء العصور الوسطى والعصر الحديث من ضرورة التهوية وتجديد الهواء

 


فنجد فى العمارة بمختلف أنواعها عناصر هامة وأساسية لحركة الهواء وتجديده والإضاءة مثل الفناء المكشوف والشخشيخة،وملاقف الهواء والنوافذ باختلاف اتساعها وأشكالها،كذلك وجدت آبارالصرف بعيدة عن آبار المياة مثلما وجد فى بيوت الفسطاط وعرف الصرف المغطى عندنا كذلك عكس كثير من دول أوروبا.

 

ومن ضمن العناصر المعمارية المهمة في المنشآت الأثرية خاص المساجد هناك الفناء أو الصحن الذي وجد أيضا في منازل كثيرة،حيث لعب دوراً رئيسياً فى التهوية والإضاءة والتخلص من الحرارة التى خزنت بالحوائط واستبدالها بالهواء العليل البارد،مما يعطى فرصة فى اليوم التالى للمصلين أو سكان البيت بالتمتع بهواء عليل وتجديده بالمنشأة وهو المطلوب صحيا وبيئيا،ويعد هذا من أبرز أساليب وطرق الوقاية من الأمراض والأوبئة.

 

وكشف شريف فوزي أن وقفيات الأسبلة اشترطت فى المزملاتى الذي يقدم المياه للمارة أن يكون صحيح البدن والدين وليست به امراض،كما أن ملء المياه للسقايين لا يكون من شاطئ النيل نظرا لغسل الحيوانات وحاجيات الناس فيه،بل يجب التعمق داخل النيل وملء مياه الشرب

 

# المسلمون واجهوا الأوبئة بالكافور والمسك والعنبر


إحتلت الأوبئة والأمراض مساحة كبيرة في التراث الإسلامي،حيث كشفت د.سحر وزيري باحثة ومفتشة آثار إسلامية وقبطية بمنطقة آثار نجع حمادي أن الأطباء وعلماء الأمراض والحكماء ألفوا كتباً في الأمراض البشرية والحيوانية وصناعة الأدوية،قد ضم القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وأقوال الأئمة نصوصاً في الطب والأوبئة وطرق العلاج والوقاية من الأمراض.

 


وقالت أن الرسول الكريم محمد أول من أرسى قواعد الحجر الصحي،عندما أمر الناس بملازمة منازلهم وبلادهم في حال تفشى فيها وباء مثل الطاعون وعدم مخالطة المرضى،وقد طور المسلمون طرق مواجهتهم للطاعون والأوبئة فيما بعد لمواجهة الأوبئة المنتشرة والكثيرة التي أصابت أهالي الشام ومصر،فعمد بعض السلاطين والميسورين إلى بناء البيمارستانات -المستشفيات حالياً- لمداواة ورعاية المصابين،ومن أشهرها البيمارستان النورى الكبير بدمشق والبيمارستان العضدي بالعراق والبيمارستان المؤيدي بالقاهرة.

 

كما أنشأوا حوانيت ومغاسل لتغسيل وتكفين الفقراء من موتى المسلمين،لأن الناس كانت تموت بأعداد كبيرة في فترة الوباء،وكانت الجثث تترك ثلاثة أيام أحياناً على الأرض ولا يوجد من يواريها خوفاً من العدوى،ويذكر ابن حجر العسقلاني أنهم كانوا يقومون بتطهير الهواء الفاسد وتجديد هواء السكن بالكافور والصندل والمسك والعنبر، وعملية تطهير الهواء هذه تشبه ما نراه اليوم من تعقيم الشوارع والمدن والساحات برش المبيدات والمعقمات لمكافحة فيروس كورونا.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق