علاء الدين ظاهر
حصلت بوابة أثار مصر علي الفيديو الكامل للفضيحة التي نشرنا عنها منذ أيام،وتضمنت قيام عدد من الشباب والصبية بالأثار المصرية في المتحف المصري بالتحرير،وجلوسهم علي التماثيل والقيام بأفعال لا تليق بحضارة وتاريخ هذه الكنوز الأثرية.
إقرأ أيضا
فضيحة في المتحف المصري بالتحرير..أطفال يعبثون بالأثار ويجلسون عليها بلا رقيب..فيديو وصور
الفيديو الكامل يشهد سخرية الأطفال والشباب علي طول الخط من الحضارة المصرية ورموزها وتماثيلها،كما تظهر أصوات توحي بشكل كبير أنه كان أثناء الزيارة وغالباً كانت رحلة مدرسية أو ما شابه،حيث كانت هناك بنات في بعض مشاهد الفيديو يتبادلن الحديث مع زملائهن الاولاد.
إقرأ أيضا
7 أيام من الصمت..تفريغ كاميرات المتحف المصري بالتحرير مستمر لضبط من أهانوا الملوك
المثير للجدل حقا أنه تظهر في الفيديو أصوات واضحة لسائحين أجانب في المتحف،وهو ما يؤكد أن الفيديو كان وقت زيارة،خاصة أن من كانوا يصورونه يسخرون من الكلمات الأجنبية التي تحدث بها السائحون الأجانب
الفيديو يبدأ من عند أحد التوابيت، ويظهر خيال اثنين يتحدثان بألفاظ نابية عن التراب علي التابوت،ويرد أحدهما بقوله"يا عم حاجة بقالها 7 آلاف سنة عاوزها تبقي فلة"،ويرد الآخر"اه أكيد لازما ينضفوها".
كما أنهم كانوا يستندون بأيديهم علي التابوت وأحدهم يقول"صوروا لنا الرسومات الغريبة دي علشان نضحكوا عليها أما نروحوا"،ويرد أحدهم"ولا حاجة فيهم تضحك الصراحة،ده كل الآلهة المصرية هنا حتي القطة دي"يقصد باستت"والهة الموت والحياة وحاجات غريبة كده".
احدي فاترينات العرض داخلها تمثال أو نقش بارز لسيدة،وقد قال أحدهم معلقاً وهو يلمس التمثال"تصدق أنا عاوز أدخل وابوسها"،وبعدين مش هابوس حد غريب دي جدتي"،ويقوم بوضع بوسة بيده علي خدها ويقول"أنا كل التماثيل اللي قبل كده بوستها من بقها".
ويستمر العبث والإهانة عند أحد التماثيل،حيث يطلب أحدهم من اخر تصويره وهو يقول له"صورني وانا بأبوس جدتي"،ثم يبتعد عن التمثال ويقول"لا دي متربة"ويقصد أنها عليها أتربة متراكمة بكثافة كما يوحي اللفظ الذي استخدمه بالعامية وهو"متربة".
الأطفال أو الشباب الذين كانوا يتباهون بالتصوير دون خوف من أي شيئ استمروا في تقبيل التماثيل والجلوس عليها،وذلك بمنتهي السخافة وانعدام الذوق والأخلاق،ويقول أحدهم في الفيديو"احنا هانبوسوا كل التماثيل".
وعند أحد التماثيل لرجل وحوله سيدتين،اقترب منهما أحدهم وقبلهما وهو يقول"ده كان متجوز اتنين اه يا جدي يا خاربها"،وعند أحد التماثيل يتلفظ أحدهم بألفاظ نابية وغير أخلاقية،تدل على إنعدام الوعي لديهم بقيمة كنوز المتحف،فيما يقوم آخر بالضرب علي أحد التوابيت وكأنه يمسك طبلة.
يذكر أن مصادر مطلعة في الآثار كشفت أنه حتي الآن يقوم مسئولو المتحف المصري بالتحرير بتفريغ الكاميرات للتوصل إلى تاريخ الواقعة التي تداولها رواد التواصل الاجتماعي،حيث قام عدد من الشباب بتقبيل التماثيل الأثرية داخل المتحف المصري في التحرير والجلوس عليها وبشكل واضح للغاية مع تعليقات مهينة وقاموا بتصوير بعضهم البعض ونشرها على "فيس بوك".
وقالت صباح عبدالرازق مدير عام المتحف المصري بالتحرير، إن عملية البحث في التسجيلات لا زالت مستمرة، للتوصل إلى تاريخ الواقعة التي رجح المراقبون أنها وقعت بفترة الصيف قد يكون الماضي،ومازلنا نُراجع الكاميرات في غرفة التحكم بالمتحف، وحتى الآن لم نصل لنتيجة لأن الواقعة كانت منذ فترة كبيرة.
وحول إن كانت الفيديوهات مازالت موجود أو تم حذفها، أكدت عبدالرازق أنها لا تعرف إن كانت الفيديوهات مازالت موجودة ومسجلة في غرفة التحكم بالمتحف من عدمه، ومسؤولي الكاميرات بالمتحف مازالوا يواصلون عملهم في تفريغ الكاميرات والبحث عنها للوصول للأشخاص المُخربين الذين ظهروا بها.
وأشارت عبدالرازق أن التصوير وقع في ثلاث قاعات بالمتحف، وهي قاعة البركة، وقاعة أخناتون، وقاعة ٣٤ بالدور الأرضي،ونفت أن يكون التصوير قد تم خلال فترة كورونا وهي الفترة التي شهدت إغلاق المتحف، مُرجّحة أن يكون التصوير قد تم قبل إغلاق المتحف أي قبل ٢٣ مارس ٢٠٢٠، أو أنه حدث في فترة ما بعد كورونا بعد أن تم فتح المتحف مباشرة، وهي الفترة التي كانت أعداد الزيارات قليلة بعدها، على حد قولها.
# تعقيب بوابة آثار مصر
نؤكد من جانبنا أن نشرنا للفيديو ضمن عناصر القصة الصحفية للتأكيد علي قسوة الواقعة وضرورة التحقيق فيها مهما كان توقيتها،لانها في حد ذاتها جريمة تستوجب محاسبة من فعلوها ومن كان مسئولا عن هؤلاء الشباب إذا كانوا في رحلة للمتحف.
ورغم أن الواقعة قاسية إلا أن وزارة السياحة والآثار لم تصدر أية بيانات عنها حتي الآن،لتوضح متى كانت الواقعة ومن هو المسئول،خاصة أن المصارحة في مثل هذه الأمور لا بد منها ولا تعيب أحد،فكما يقولون"الإعتراف بالحق فضيلة"،وهذه الواقعة حق أي حدثت وليست مختلقة ولا الفيديو مفبرك،وبالتالي لا بد من رد وزارة السياحة والآثار عليها،بفتح تحقيق عاجل وكشف الملابسات كلها.
وهناك نقطة غاية في الأهمية كونها مسألة إجتماعية،الا وهي أن هؤلاء الاطفال"ما فيش حد علمهم ووعاهم إزاى يعاملوا الاثر"،وذلك طبقا لما علق به مصدر بالآثار علي الواقعة،وهي مسئولية تبدأ من البيت مروراً بالمدرسة وجهات أخري يمر عليها الإنسان في حياته،حيث لا بد من نشر ثقافة الوعي باثارنا بين الناس وخاصة الأطفال والتلاميذ،وهو ما سيكون حائط سد منيع أمام إحتمالية تكرار مثل هذه الأفعال المشينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق