علاء الدين ظاهر
أصدرت الإدارة المركزية للشئون العلمية والجرافيك والتدريب في الأثار فيديو جديد عن الحب عند المصرى القديم،بصوت وإعداد د.آيات عبد العزيز على حسيب رئيس قسم التسجيل والتوثيق الأثرى بالمتحف المصرى الكبير،والتي قالت أن الحب عند المصريين القدماء كانت له مكانة كبيرة لديهم،فعرفوا أغاني وأشعار الحب واستخدموا العديد من الصور البلاغية الرائعة في التعبير عن حبهم.
وقالت أن المصري القديم ترك عشرات قصص الحب وسجلها علي جدران المعابد والمقابر تخليدا لعظمة الحب،ومن اشهر القصص قصة ايزيس واوزيريس والتي جعلت من ايزيس رمزا للحب والوفاء،كذلك من اجمل قصص الحب قصة الفتاه الشهيرة الاغريقية ايزادورا،والتي أحبت الظابط المصري حابي،ولما عرف ابوها بالقصة رفض ارتباطها بهذا الشاب المصري،علي اعتبارها بنت حاكم الإقليم فانتحرت والقت بنفسها في منتصف النهر وساعتها ندم ابوها اشد الندم وبني لها مقبرة جميلة في تونا الجبل بالمنيا.
وأكدت أن المرأة كانت تحظي بمكانة كبيرة بدليل انها تلقبت بالعديد من الألقاب منها سیدة الجمال وعظیمة البهجة وعظيمة المحبة والمشرقة كالشمس ومنعشة القلوب وجميلة الجميلات،ومن يرجع للنصوص المصرية القديمة سيجد أن المصري القديم كان يهتم جدا بتكوين الأسرة واتخاذ زوجه له وإنجاب الأولاد منها وهو في سن صغير.
فجاء في تعاليم الحكيم بتاح حتب:"إذا كنت عاقلاً، أسس لنفسك بیتاً، وأحبب زوجتك وخذها بین ذراعيك. واجعل قلبها فرحًا طوال حیاتك، لان مثلها مثل الحقل الذي یعود بالخیر الوفیر علي صاحبه"،ومن تعاليم الحكيم عنخ شاشانقي نعرف سن الزواج عندهم،حيث يقول:"اتخذ لنفسك زوجه وأنت في سن العشرین لترزق منها بأولاد في شبابك".
وارتبطت الطبيعة بشكل كبير بالحب عند المصري القديم،وكان المحبوب يشبه محبوبته بمظاهر الطبيعة،ووصلت لنا أشعار وأغاني الحب من مصدرين مهمين جدا هما أوراق البردي وقطع الاوستراكا،ومن أهمها بردية شستر بیتي (رقم 10681)- في المتحف البريطاني،وبردیة هاریس (رقم 500) في المتحف البریطاني،وبردية تورين (رقم 1996)، واوستراكا سحر الحب (رقم 1057)- في متحف اللوفر،واوستراكا دير المدينة (رقم 1079).
ومن أجمل الكنايات التي جاءت بأغاني الحب من بردية هاريس 500،
" ابيضت الأرض بجمالها ". فهي كناية عن شدة بياض وجمال المحبوبة كالشمس التي تضيء الأرض.
ومن أجمل الفقرات بيردية هاريس عن الحب بتحكي المحبوبة عن محبوبها:
ليت قلبي يتوقف في داخلي!
انظر! إن الكعك الحلو كرؤية الملح، والشراب الحلو في فمي أصبح كمرارة الطير، وان رائحة نفسك وحده هو الذي يحي قلبي، وأنا وجدت أن (أمون) قد أعطاك لي دائما والي الأبد ".
وكمان بردية شستر بيتي من روائع البرديات في وصف المحبوبة فبيقول المحبوب عن حبيبته:
"حبیبه لا یوجد مثیلها، الأكثر جمالاً من النساء، تأمل هي مثل النجمة التي تلمع في بدایة سنه جمیلة، وضاءة البشرة، جمیلة العینین عند النظر، حلوة شفتاها عند الكلام، ليس لها إفراط في الكلام. طويلة الرقبة “.
ربط المصري بين الأحجار الكريمة وأغاني الحب فبوصف شعر المحبوبة وبيقول:
وشعرها لازورد حقيقي (طبيعي)
ومن أهم عناصر الطبيعة المرتبطة بالحب عند المصري القديم هي زهرة اللوتس الي كلنا بنحبها والي كانت ترمز لتجدد الحياة ورمز للحب ومن بردية شستر بيتي في وصف الحبيب لأصابع محبوبته :
Dbaw.s mi sSnw “ أصابعها مثل زهرة اللوتس (السوسن)“.
ومن أجمل ما قيل في الحب من اوستراكا دير المدينة رقم 1266 بتقول المحبوبه عن حبيبها:
حبك يتمايل (في جسدي)،
مثل الدهن مع العسل، ومثل الكتان لجسد العظماء،
ومثل الملابس لجسد الآلهة، ومثل الخاتم الصغير في الأصبع".
ومن اهم رمز من أهم رموز الحب في مصر القديمة هي شجرة الجميز والتي ارتبطت بالمعبودة حتحور وعرفت بسيدة شجرة الجميز، وكثير بنشوف الشجرة دي في المناظر المصرية القديمة مع الآلهة حتحور مطلة من بين أغصانها علي شكل امراة وبيدها إبريق تصب منه الماء، وكان العشاق بيستظلوا بظلها الظليل.
ومن بردية تورين 1966
شجرة الجميز الصغيرة التي ذرعتها (غرستها) بيدها ، فتحت فمها لتتكلم:
" إن القطرات في فمها عسل نحل، وهي جميلة، وأوراقها ساحرة، وهي خضراء الهيئة، وهي محملة بالفاكهة الغير ناضجة والناضجة، وهي اشد احمرارا من اليشب الأحمر، وأوراقها مثل التركواز، وهي ملساء مثل الفاينس، وخشبها مثل اللون الأخضر لحجر الفلسبار، وجذورها مثل شجرة bsbs، وأنها تجذب إليها أولئك الذين لم يجدوا ظلا (إلى) ظلها الظليل ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق