19‏/02‏/2021

سقنن رع الملك الشهيد..خبير أثري يرد علي وصفه بالموت أسيراً ويورد أدلة تاريخية علي شجاعته

علاء الدين ظاهر

كشف مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار أنه ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية دراسة نشرت فى إحدى المجلات الأمريكية نشرها عالم أثار مصرية وطبيبة أشعة جامعة القاهرة،ذكرا فيه أن الملك سقنن رع الذى بدأ فى الدفاع وطرد المحتلين الهكسوس قتل نتيجة أسره وتقييده وقتله ؟! نتيجة عدة مظاهر ظهرت من فحص موميائه بالأشعة.




 وقال شاكر أن جميع الاستنتاجات الواردة بالبحث المنشور عن سقنن رع هى محل تخمينات ولا يوجد ما يؤيدها علميا من أدلة أثرية ولا ندرى لماذا إتجه ناشرى الدراسة لهذه الافتراضية؟،والدراسة ليس لها أى ظل تاريخى وكل الكلام الذى ذكر يسبقه( ربما ويحتمل) ولكن للأسف كثيرون أخذوا الخبر كأنه أمر مسلم به ونرد على ذلك.


# رحلة الكفاح

وقال شاكر أن الملك سقنن رع تاعا، الثانى هو الملك قبل الأخير فى الأسرة ١٧ وأمه تتى شيرى وزوجته أياح حوتب وأبنه كامس وأحمس وقد بدأ سقنن رع رحلة الكفاح ضد الهكسوس وأستشهد ودفن فى ذراع أبو النجا فى البر الغربى بالأقصر.



وظلت مومـياء الملك سقنن-رع- تا - عا الثاني مدفونة أصلاً في ذراع أبو النجا، ثم أعيد دفنها لاحقاً في تابوتها الأصلى في خبيئة الدير البحري حيث قام الكهنة فى الأسرة ٢٠بعد عدة حوادث لسرقات المقابر الملكية بتجميع مومياوات الملوك وأعادة دفنها فى خبيئة الدير البحرى بالبر الغربى بالأقصر .


ووجد جسم هذا الملك الذي أستشهد في الأربعينات من عمره في حالة سيئة من الحفظ إلا أن المـخ ما يزال موجوداً في تجويف الجمجمة، كما أن فـم المومياء لا يـزال يحتفظ بطقم كامل من الأسـنان الصحية وتملأ رأس الملك الشهيد الكثير من الجروح الشديدة: فيوجد طعنة خنجر خلف الأذن والتي ربما انهالت عليه الضربات بعدها. 


# بلطة الحرب

كما حطم خده وأنفه بضربات بالمقـامع ويوجد أيضاً قطع نتج عن بلـطة حرب مخترقاً العظم أعلى جبهة الملك،و أول فحص للمومياء كان في عام ١٨٨٦ بواسطة الاثري ايوجين جريبو الفحص في هذا الوقت كان ظاهرى لأنه لم تستخدم اي تقنية طبية وكل المعلومات كانت وصفية للجسد ومن ضمنها الجروح الموجودة في الرأس.



وطلعت نظريتان لتفسير جروح الرأس وهي أما ان الملك مات علي ارض المعركة أو مات في مؤامرة اثناء نومه، وتم فحص رأسه باشعة اكس في الستينيات بواسطة الامريكان وتم تحديد خمس جروح فى الرأس وكانت نتيجة الفحص أن مخ الملك مازال فى رأسه (كان ينزع سائل المخ ويوضع مكانه راتنج وكتان) وذكر وقتها ان هذا أسوء تحنيط لمومياء ملكية.


وفي عام ٢٠٠٩ نشر الاثري جاري شو وبمساعدة خبير في الاسلحة وهو روبرت ميسون مقالا في دورية الجامعة الامريكية،وخرجا بنظرية هو ان الملك الهكسوسي قتل بنفسه الملك سقنن رع في حفلة اعدام وان الجسد لم يحنط جيدا ولم يتم استخراج المخ ولا الأحشاء.


# 5 جروح مميتة

وكان أبرز نتائج الفحوصات السابقة:

١- الملك مات نتيجة خمس جروح مميتة في الوجه. 


٢-الملك لم يمت مباشرة بل عاش لمدة شهرين بعد اصابته بدليل الجرح الملتئم اعلي الانف ولكن اصيب بشلل في الذراعين بسبب اصابات الرأس.


٣- الملك مات في ارض المعركة بعد اصابته بضربة فأس قاتلة في جبينه فركع علي الارض وتم توجيه ضربات اخري.


# لصوص المقابر

وقال شاكر:نرد على كل ما سبق في عدة نقاط:


١-كدارسين للتاريخ والآثار لا نأخذ معلومات المومياوت الملكية على إنها مسلمات أو مصدر قوى للحقائق التاريخية والاثرية، ونتعامل معها بحذر، فقد تعرضت هذه الموميات للعبث على يد لصوص المقابر القدماء عند سرقات المقابر الشهيرة فى أيام المصريين القدماء أنفسهم (بردية سرقات المقابر).



 وما كان يفعله اللصوص فى المقابر للأستيلاء على التمائم التى كانت توضع فى الأكفان الكتانية أثناء التحنيط ، ثم الأخطاء التى وقع فيها الكهنة عند إعادة تكفين ودفن الملوك بعد تكرار سرقات المقابر ، ثم للعبث الحديث والفحص غير المنظم وغير المتجرد عند الأكتشاف( ولنا فى كارتر نموزج عندما دمر مومياء الملك توت لفصل القناع الذهبى).



٢- أن الملك كان اسيرا : وهذه المعلومة لا يثبتها فحص طبياً انما يثبتها نص تاريخي وطبعا لا توجد معلومات تاريخية تؤكد هذه الفرضية .



٣-أن الملك كان مقيدا : ولكن الدراسة لم يقدم أدلة علي تقييد الملك وحتي الذراعين طبقا للفحوص السابقة اصيبت بالشلل نتيجة الضربات القاتلة في الرأس وهى تأكيد لنظرية الاثري جاري شو الذي اشار بان الملك الهكسوسي هو من قتل الملك المصري في حفلة اعدام جماعية. 


# ميدان المعركة


٤- الأقرب الى المنطق والعقل انه توفى فى ميدان المعركة بالبلطة واخذ من قبل رجاله الى طيبة وتم تحنيط جثته، فكيف يتم أسر ملك من قبل اعداءه ويتركوا جثته لتحنط وتدفن لتصل الى مثواها الاخير القبر ومنه الى العالم الاخر



وهل كان من اخلاق الهكسوس تسليم جثته للمصريين لكى يحنطوها وهم كانوا يعلمون تماما عقيده المصريين أنه لا بعث الا بجسد وفى اسوء الظروف كانوا حيشوهوا جثته او حرقها ومحوها لكى يحرموه من البعث ونحن لم نعلم فى هذا الوقت وجود معاهدات لتسليم ضحايا الحرب.



٥-بالنسبة لموضوع أسر الملك وإعدامه بعد أسره مردود عليه بأنه لو صح ذلك لكان بالأسهم المطلقة من أقواس طابور إعدام هكسوسي، وليس بضربات "البلطة" في الرأس ولماذا كل الضربات موجه للرأس فقط وباقى الجسد سليم ؟!.



ولكن الأرجح انه أستشهد فى ميدان القتال لأنه كان فى مقدمه صفوف القتال فى عاصمة الهكسوس أفاريس فى شرق الدلتا وربما تم عمل تحنيط سريع لان عملية التحنيط الجيدة كانت تتطلب أمكانيات ووقت طويل 



 ثم تم تأمين نقله لعاصمة حكمه فى طيبة ونتيجة الجروح التى أصيب بها وبعد المسافة بين شرق الدلتا وطيبة التى اكيد أستغرقت عدة أيام وحالة البلد فى حالة وموت ملك وعدم الأنتصار فى المعركة لكل ما سبق كانت حالة جسد الملك.



٦-نحن قد علمنا كل المعلومات عن الصراع المصرى الهكسوسى مما كتبه طالب مصري يدعى "بنتاورة"خلال القرن الثالث عشر ق. م، أي بعد خـروج الهكسوس بنحو ثلاثة قرون ، وبما يعني أن أخبار الأحـداث القومية الرئيسية لم تكن تنمحي من أوساط المثقفين مهما طال الأمد عليها وان ذلك الطالب أخذ المعلومات من برديات سابقه وأن هذا الحدث كان ملهما للطلاب ولو كان عكس ذلك ما تردد للطلاب بل كان مصدر فخر ومحفز



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق