علاء الدين ظاهر
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن طابا تجمع بين مقومات السياحة التاريخية والبيئية والترفيهية والغوص حيث تضم قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون وساحة العلم والكانيون الملون والفيورد واللوحات الصخرية ومنطقة الغوص حول جزيرة فرعون وفى طابا هايتس.
ويوضح أن قلعة صلاح الدين تقع بوسط جزيرة ساحرة يطلق عليها جزيرة فرعون أو جزيرة المرجان وأنشأ القائد صلاح الدين عام 567هـ 1171م وتضم منشئات دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه.
ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان وبنيت من الحجر النارى الجرانيتى المأخوذ من التل التى بنيت عليه القلعة كما حرص صلاح الدين على اختيار موقع استراتيجى فى جزيرة (جزيرة فرعون) وبنى قلعته على تل مرتفع عن سطح البحر شديد الانحدار فيصعب تسلقه.
ويشير الدكتور ريحان إلى أن ساحة العلم هى المنطقة التى تسجل ذكريات عودة طابا فى 19مارس 1989 تاريخ رفع العلم على طابا وكانت قضية طابا من أهم القضايا فى تاريخ مصر حيث وظفت الوثائق التاريخية والخرائط والمجسمات الطبيعية وكتابات المعاصرين والزيارات الميدانية وشهادة الشهود وأشرطة الفيديو والصبر والمثابرة فى استرداد حقنا فى طابا المصرية فلا يضيع حق وراءه مطالب.
وقد حظيت قضية طابا باهتمام سياسى كبير على مستوى العالم واستغرقت القضية ست سنوات وكان رهان الجانب الإسرائيلى على عجز المصريين عن إثبات حقهم فى طابا، وكان رهان المصريين على توفيق الله سبحانه وتعالى والحقائق التاريخية والجغرافية والسياسية.
وينوه الدكتور ريحان إلى أن الكانيون الملون يبعد 30كم عن طابا فى طريق طابا – النقب، طوله 250م وارتفاعه من 3 إلى 6م عرضه فى بعض الأجزاء لا يسمح إلا بمرور شخص واحد وبهذا الكانيون شعاب مرجانية متحجرة مما يدل علي وقوع سيناء تحت سطح البحر فى العصور الجيولوجية القديمة.
ويوضح أن ألوان هذا الكانيون هى البنى والأحمر والأصفر والأزرق والأسود وخارج الكانيون منحوتات طبيعية من الصخور منها شكل صقر وسلحفاة وجمل وتمساح وغيرها وبعد المرور من الكانيون يوجد هناك نفق عبارة عن صدع فى الجبل طوله نحو 15.15م
وهذا النفق يضاء بالشموع بواسطة الزوار مما يضفي عليه رومانسية رائعة، ويضم هذا الموقع نقطة مرتفعة تعرف بالبانوراما يرى السائح من خلالها جبال السعودية والأردن وجزء من خليج العقبة علي الرغم من أن المسافة من البانوراما إلى الخليج 25 كم وتغطيها غابة من القمم الجبلية الشاهقة.
ولفت الدكتور ريحان إلى اللوحات الصخرية طريق النقب – طابا التى تمثل متحفًا مفتوحًا للوحات الصخرية التى شكلتها أيدى الطبيعة فى الوادى الممتد من النقب إلى طابا وقد تشكّلت فى الجبال لوحات تمثل أشكالًا مختلفة يتخيلها الزائر كيفما يشاء ويحرص الزوار على التقاط الصور لها أثناء مرورهم وتوجههم لزيارة طابا أو نويبع
ومنطقة الفيورد تبعد عن طابا 10كم وقد صور بها فيلم الطريق إلى إيلات وهى عبارة عن لسان بحرى من خليج العقبة يمتد داخل اليابس بسيناء ليشكّل منطقة أقرب إلى ثلاثة أرباع دايرة شكّلتها أيدى الطبيعة لتخلق منطقة من مناطق الغوص الهامة بسيناء لجمال الشعاب المرجانية وتتناغم بانوراما الجبل مع شكل الفيورد لتضفى على الموقع تفرّد رائع فى الجمال الذى يمثل عنصر جذاب للسياحة البيئية وسياحة الغوص.
ويتابع الدكتور ريحان بأن محمية طابا تمثل واحة للجمال والسياحة البيئية وتُعد ثاني أكبر محمية طبيعية في سيناء من حيث المساحة بعد محمية سانت كاترين حيث تبلغ مساحتها حوالي 3595 كم2، وتم إعلانها محمية صحاري وتراث طبيعي سنة 1998.
وتتميز محمية طابا بالتكوينات الجيولوجية البديعة والمواقع الأثرية والتراث التقليدى للبدو المقيمين، إلي جانب ثراء وتنوع الحياة البرية النادرة والمناظر الطبيعية البديعة التي تضمها المحمية كما تتميز بالعيون الطبيعية مثل عين فرطاجة التي تقع عند تقابل وادي غزالة مع وادي وتير وعين أم أحمد بوادى الصوانا وعين حدرة في وادي غزالة.
علاوة على منطقة طابا هايتس ولها شهرة عالمية تبعد 25كم عن مطار النقب الدولى، 200كم من شرم الشيخ وهى عبارة عن حجر جيرى مرجانى من أصل عضوى وتتكون من كسرات الهياكل العضوية المشتقة من المرجانيات والطحالب الحمراء والجلد شوكيات والرخويات.
وتحتوى هذه الصخور على كميات من المواد الفتاتية وخاصة عند مخارج الأودية أو بالقرب منها والمنطقة تتألف من معادن الكربونات ويساعد على تكوين ونمو المرجان توافر الحجر الجيرى بساحل البحر الأحمر الذى يعد المصدر الأصلى للمرجان، وكذلك درجة حرارة ما بين 20 إلى 30º ونسبة ملوحة ما بين 35 إلى 40 جزئ فى الألف وتعتبر بيئة البحر الأحمر من البيئات الخصبة التى ينمو فيها المرجان نظرًا لتوفر العوامل السابقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق