علاء الدين ظاهر
كشف مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار أنه فى يوم الشهيد نتذكر معا قصة أول شهيد،حيث يعتبر الملك العظيم سقنن رع الثاني الملقب بلقب (تاعا)أي العظيم من أعظم ملوك مصر القديمة لأنه أول من بدأ الكفاح ضد الهكسوس المحتلين.
وكان أول ملك يموت في ساحة المعركة دفاعا عن حرية بلاده وكرامتها وهو زوج الملكة الوطنية العظيمة إياح حتب، ووالد كل من الملك كامس والملك أحمس اللذين طردا الهكسوس من مصر.
وقد وجدت مومياء هذا الملك العظيم عام 1881م ورأسه متوّجة بخمسة طعنات نافذة مابين ضربة سيف وطعنة رمح وبلطة حرب ومقمعة قتال،وقد تلقى هذه الضربات القاتلة في أرض المعركة أثناء قتاله وهو يقود بنفسه الجيش المصري في كفاحه المبارك ضد الهكسوس الطغاة ومات في ساحة القتال متأثرا بهذه الضربات ليكون أول ملك في التاريخ يموت شهيدا في ساحة المعركة دفاعا عن كرامة وطنه وحرية بلاده.
لقد دخل سقنن رع في معركة مع الغزاة الهكسوس دون أن يستعد لها الاستعداد التام؛حيث تروي لنا بردية سالييه والتي جاءت في شكل قصة تعود لعصر الملك سقنن رع تروي لنا كيف بدأ الخلاف بين الهكسوس والملك سقنن رع.
فقد أرسل ملك الهكسوس من عاصمته الواقعة في شمال الدلتا بمصر والتي كان يحتلها الهكسوس رسالة تهكمية إلى سقنن رع الذي كان يحكم جنوب مصر وعاصمته طيبه يأمره فيها متهكما: "أسكتوا أفراس النهر في البحيرة الغربية بطيبة إنها تزعجني وتقض مضجعي".
بالرغم من أن المسافة بينه وبين طيبة(الأقصر حاليا) أكثر من حوالي600كيلومتر، ويأمره بأن يجد أي وسيلة للقضاء على أفراس النهر التي في بحيرة في طيبة.
فكانت هذه الرسالة التهكمية بمثابة إعلان الحرب والإسراع في طرد المحتل من مصر حيث لم يحتمل سقنن رع هذا التهكم ولم يصبر عليه, فدخل معركة لم يستعد لها استعدادا كافيا،ولكنها كانت شرارة التخلص من الهكسوس. وتقدم سقنن رع بجيشه, واشتد وطيس المعركة وسقط الملك المصري العظيم شهيدا في أرض المعركة دفاعاً عن كرامة وطنه وحرية بلاده .
وقد وجدت مومياؤه عام 1881 داخل تابوت بخبيئة الدير البحري بالأقصر. وقد تعرضت مومياؤه لعدة فحوصات من العلماء . وتوضح لنا مومياء الملك سقننرع تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر حيث توجد آثار ميتتة البشعة على جمجمته المليئة بالجروح والكسور نتيجة الضرب بالحراب والبلاطي والمقامع والخناجر.
فيبدو أن الشفتين المسحوبتين تظهران الجَزَّ على الأسنان و اللسان حيث وجدت أسنانه في وضع ضاغط بشدة على اللسان نتيجة الألم الشديد في اللحظات الأخيرة من عمر الملك كما يتضح من الجسد الملكي أنه تم تحنيط مومياء الملك على عجل في أرض المعركة خوفا عليها من التلف،حتى ينقل إلى طيبة حيث تمت هناك محاولة ثانية لتحنيطه،مما أصاب مومياؤه بتلف كبير. وترقد مومياؤه الآن في المتحف المصري بالقاهرة.
كما توضح المومياء أن الملك حينما سقط شهيدا كان في شرخ الشباب فقد تجاوز الثلاثين من عمره بقليل ،معتدل القامة طوله 170 سم، مفتول العضلات متمتع بصحة جيدة عظيم الرأس ذو شعر أسود كثيف، و الذقن من الواضح أنها تم حلاقتها صبيحة يوم المعركة.
وبعد استشهاد سقنن رع وظلت قصة الملك العظيم سقنن رع تسكن قلوب المصريين،وتعيش في وجدانهم،يذكرونها دوما، ويتغنون بها جيلا بعد جيل، ويُدَرّسونها لتلاميذ المدارس كنموذج للوطنية،وصفحة من صفحات الجهاد الوطني العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق