علاء الدين ظاهر
قال الدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار أن رمضان شهر كريم تكون فيه الصلة بين العبد وربه أرقى وأروع ما يكون أكثر من أي شهر آخر،فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر.
وتابع لبوابة آثار مصر:ولهذا الشهر الكريم ذكريات عديدة لا تنسى ولا تمحى من الذاكرة مهما مرت السنون منها داخل مصر،ومنها ما اضطرتني ظروف الدراسة أو العمل للتواجد بخارج مصر وقضاء بعض أيام الشهر الكريم في بلاد أخري ومع أناس آخرين.
وأثناء الفترة التي كنت أقوم فيها بالإعداد لرسالة الدكتوراه عن آثار سيناء،أذكر أنني قضيت عدة رمضانات في مدينة ليل بشمال فرنسا،حيث توجد جالية عربية كبيرة من الجزائر وتونس والمغرب والعراق والسودان والتي جمعتني بهم صداقات استمر بعضها إلى يومنا هذا.
وأذكر أن ساعات الصيام كانت طويلة جدا لكن الإفطار كان تعقبه ليالي رمضانية جميلة مع تلك الجالية الطيبة، الأمر الذي كان له وقع رائع على النفس وعوضني كثيرا وأنا في الغربة عن الأهل والأحبة،وكانت تجمعنا مآدب إفطار كثيرة، والجميل أنها كانت تحمل طابع وفلكلور صاحب الدعوة من المطابخ العربية المتنوعة.
ومن المرات المهمة أيضا كانت في فنلندة عندما كنت ضمن الوفد المصري برئاسة المرحوم الدكتور جاب الله علي جاب الله والدكتور زاهي حواس،حيث اجتماع لجنة التراث العالمي،وحينها أرادت إسرائيل أن تضيف جزءًا من محيط القدس على قائمة التراث العالمي، حيث كانت مهمتنا هي الدفاع عن القدس المسجلة أصلا على قائمة التراث العالمي بناء على طلب المملكة الأردنية.
ويومها ألقى المرحوم الدكتور جاب الله محاضرة بلغة إنجليزية سليمة استمعت إليها اللجنة باهتمام وأشاد الجميع بالرجل عالما ومدافعا عن تراث القدس, وكانت رؤيته أنه لابد من حضور رئيس المجلس الأعلى للآثار القادم من بعده وهو الدكتور زاهي حواس.
وكانت المرة الأولى التي يحضر فيها حواس تلك اللجنة الدولية المهمة والتي يكثر فيها المتحدثون وتعنى بمشاكل المواقع الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي والحفاظ عليها وصيانتها وعدم تغيير معالمها.
وكان عدد ساعات الصيام في هذه الدولة الإسكندنافية لا يتعدي خمس ساعات وهي أقصر مدة للصيام مرت عليّ خارج مصر, وكانت تلك المهمة هي آخر ما قام به الدكتور جاب الله كرئيس للمجلس الأعلى للآثار, وفي مساء اليوم الأخير أبلغ الدكتور جاب الله الدكتور زاهي حواس أنه المرشح الوحيد ليحل محله لرئاسة آثار مصر.
و كان حديثا ممتعا فيه الكثير من الود تناقشنا فيه عما يمكن أن يحدث في الآثار من تغيير وتطوير فيما بعد, وسأله الدكتور جاب الله عن أول قرار سوف يتخذه الدكتور حواس بعد تقلده .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق