علاء الدين ظاهر
كشف علماء الآثار في العاصمة البولندية، أول مومياء مصرية تحمل جنينًا في رحمها، حسبما نشرته وكالة الأنباء البولندية، وذكر العلماء أن هذه المومياء هي الوحيدة المعترف بها حتى الآن في العالم والتي يوجد بها جنين في الرحم، كما أظهرت الأبحاث والأشعة.
وفى ضوء هذا يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن المصرى القديم عرف طب النساء وحدد نوع الجنين فى بطن أمه وتنظيم الأسرة وإمكانية حمل المرأة وعالج أمراض النساء والولادة .
طبقًا لما جاء فى دراسة جديدة للدكتورة هناء سعد الطنطاوى الآثارية بوزارة السياحة والآثار تحت عنوان " أمراض النساء والتوليد فى مصر القديمة" أكدت أن المصرى القديم عرف تنظيم الأسرة عن طريق العـديـد مــن الـوصـفـــات الطبية تستـخـدمـهـا المــرأة بحــيــث تـعـمـل عـلـى قـتـل الحيوانات المنوية مما يؤدى إلى عقم مؤقت لدى النساء
وأوضح الدكتور ريحان أن الطبيب المصرى القديم عرف كل ما يتعلق بالجهاز التناسلى للمرأة أثناء الحمل والولادة وشخّص الأمراض التى تصيب الرحم والثدى وعلاجها كما توصل إلى معرفة هل ستنجب المرأة أم لا باستخدام الثوم، وذلك بوضع فص ثوم فى مهبل المرأة، ويتركها حتى الصباح.
فإذا شم رائحة الثوم من فمها فهى ستلد، وإن لم تظهر رائحة الثوم فهى لن تنجب، وذلك لأن الثوم يحتوى على زيوت طيارة تسمى (آليسين) وقد توصل المصرى القديم إلى أن كل فتحة فى جسد المرأة متصلة بالأخرى، فهذه الزيوت الطيارة تدخل عنق الرحم إلى الرحم إلى أنابيب فالوب ثم للتجويف البريتوني.
فالبريتون يمتص هذه الزيوت الطيارة للدورة الدموية، ثم إلى الرئتين ثم إلى الخارج مع التنفس، فإذا شم رائحة الثوم فى الفم يعنى ذلك أن أنابيب فالوب سالكة وتستطيع الإنجاب، وإن لم يشم رائحة الثوم فهذا يعنى أن أنابيب فالوب لديها مسدودة، وأن تلك المرأة لا يمكن أن تلد، وذلك ما يعرف حاليًا بالأشعة بالصبغة
ونوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى أن المصرى القديم توصل إلى تحديد نوع الجنين بوضع بول المرأة الحامل على الشعير والحنطة لمعرفة نوع الجنين ابتدءًا من الشهر الرابع، فإذا نبت الشعير سوف يكون المولود ذكرًا وإذا نبتت الحنطة سوف تكون المولودة أنثى، وإذا لم ينبتا، فهى عاقر وهذه التجربة تدل على أن المصرى القديم عرف أن بول المرأة الحامل به هرمونات.
وقد نوهت الدراسة إلى معرفة المصرى القديم لتسمم الحمل والوحم والطلق الصناعى والولادة القيصرية والوضع الصحيح للولادة الطبيعية بما يتناسب مع الجاذبية الأرضية لتسهيل الولادة وتقليل الألم وأن علامة عنخ الشهيرة (مفتاح الحياة) هى تمثيل لاختراق الحيوان المنوى للبويضة فيكون نتاجها الحياة وأطلق على خيمة الولادة فى العصرين اليونانى والرومانى "الماميزى" وهناك ماميزى معبد فيلة ومعبد أدفو ومعبد دندرة وصوّر كرسى الولادة بمعبد كوم أمبو
وتابع الدكتور ريحان أن المصرى القديم عرف التخدير والبنج وهم أول من استخدم التخدير بالوخز وهو ما يطلق عليه الإبر الصينية حاليًا وبذلك قد اكتشف المصرى القديم وجود الأعصاب تحت الجلد مباشرة وهذا ما أكده العلم الحديث كما استخدم خيوطًا لحياكة العمليات الجراحية وكانت تصنع من أمعاء حيوان القط مقطعة إلى سيور دقيقة وقد صوّر الآلات الجراحية على جدران معبد كوم أمبو كما عـرف وضـع الجنين من خلال العثور على مومياء فى وضع الجنين
ومن جانبه يشير الدكتور حسين دقيل المتخصص فى الآثار اليونانية الرومانية، إلى مومياء ماعت كا رع الذى كان يعتقد أنها حامل وهى ابنة الكاهن الأكبر لآمون بينوزم الأول، الذي أصبح الحاكم الفعلي لجنوب مصر عام 1070 قبل الميلاد، ثم أعلن نفسه ملكًا على كل مصر عام 1054 قبل الميلاد.
وقد تم العثور على هذه المومياء مع مومياوات أخرى لأفراد عائلتها في مخبأ الدير البحري رقم 320 وكانت مومياء ماعت كا رع هي أول مومياء في فترتها تظهر بمظهر يشبه الحياة، فقد كان الجسد معبأ داخليا ومصبوب على شكل الملكة الحية، والوجه محشو بالطين ومطلي بالمغرة الصفراء. كان شعرها داكنًا وكانت أظافرها مقيدة بخيط لمنعها من السقوط.
ويضيف الدكتور حسين دقيل بأنه على الرغم من أنها كانت زوجة المعبود آمون طبقا لعقيدتهم؛ وكان من المفترض أن تكون عذراء، إلا أن من قاموا بفحص المومياء في السابق، اعتقدوا أن مومياءها قد تم تحضيرها كما لو كانت حاملاً، حيث وجدوا بطانة إضافية في بطنها.
كما أنهم وجدوا مومياء صغيرة داخل تابوتها، واعتقدوا حينها أن المومياء الصغيرة لطفلة ميتة لها، غير أن الفحص الحديث بالأشعة السينية أثبت أن المومياء الصغيرة بجوارها، هي مومياء لـ (قرد أليف)، ظلموها الأقدمون، وقالوا إنها ليست عذراء وهذه المومياء توجد الآن بالمتحف المصري بالقاهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق