تحقيقات يكتبها علاء الدين ظاهر
وقائع كثيرة شهدتها منطقة آثار نجع حمادي للآثار الإسلامية والقبطية الفترة الماضية،والتي كشفت عن بعض التخبط الإداري في توزيع العمل وإدارته هناك،وهو ما تأكد لنا من خلال مجموعة مستندات حصلنا عليها،وقد تضمنت كثير من التفاصيل عن وقائع آخرها التعدي علي حرم منطقة العركي الأثرية هناك،وكان التعدي ممثلاً في إقامة حفل زفاف داخل حرم المنطقة.
المستندات"57 ورقة"وصلتنا منذ عدة أيام،وقد حرصنا علي قراءاتها بعناية وننشرها عبر عدة حلقات،ونعرض للقراء ومسئولي وزارة السياحة والآثار ما جاء فيها من تفاصيل،وذلك في محاولة منا للمساهمة في حل المشاكل التي بالمنطقة ووردت تفاصيلها في المستندات،كذلك لعلها فرصة لإعادة الأمور هناك إلي نصابها الصحيح،خاصة أن واقعة التعدي التي أشرنا إليها عاليه مثبتة بمحاضر تعدي،وهي ضمن المستندات التي حصلنا عليها.
لوادر في أرض الآثار 👀
وحتي نعي ما يتم هناك من واقع ما جاء في المستندات،لنبدأ من أغسطس الماضي وتحديدا يوم 23،حيث لاحظ مراقبو الأمن وحراس منطقة العركي الأثرية بفرشوط قيام بعض الأهالي بإدخال لوادر إلي أرض الآثار ونصب صوان فرح في الأرض الأثرية،وما يتبع ذلك من حفر لزرع العروق الخشبية في أرض الآثار،هذا غير تعليق الانوار وغيرها من استعدادات الأفراح،وعندما حاول الحراس وأمن المنطقة منع أصحاب الفرح من ذلك،أخبروهم أن السيدة"أ.ع"هي من سمحت لهم بذلك وأصروا علي فعلتهم.
وعليه قام مراقبو الأمن وعمال الحراسة بالمنطقة بتحرير بلاغ تعدي بالواقعة بتاريخ 23 أغسطس الماضي،وكان البلاغ موجها إلي السيدة مديرة منطقة الآثار الإسلامية والقبطية في نجع حمادي،وأعلموها في بلاغهم أن أحد المواطنين قام بالتعدي"وهو ما وصفوا به فعلة المواطن"علي الأرض الأثرية بمنطقة العركي،وذلك بنصب فرح في ارض الآثار بوضع عروق خشب وتثبيتها فيها،واختتموا بلاغهم بعبارة"وهذا بلاغ منا بذلك".
فرح وكراسي وصوان 👀
إذا الواقعة صحيحة كما وصفها حراس ومراقبو الأمن في بلاغهم،وبالتالي يحق للمنطقة إتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف ذلك،وهو ما حدث بالفعل يوم الأربعاء 24 أغسطس 2023، حيث وجد مسئولو المنطقة حينها آثار اللودر والعروق الخشبية مزروعة في الأرض الأثرية 😮،بجانب مستلزمات حفل الزفاف من إنارة وكراسي وصوان.
وعليه توجه مسئولو المنطقة إلي أصحاب الفرح وطلبوا منهم وقف ما يفعلونه،الا أنهم رفضوا رفضا قاطعا إزالة التعدي،وقالوا أن السيدة"أ.ع"هي من سمحت لهم بذلك،وعند سؤالهم عن الأوراق الخاصة بالتصريح لإقامة الفرح،قالوا أنها من سمحت لهم كلاميا.!!!،وعندما سألها أصحاب الفرح عن التصريح الرسمي قالت لهم"الكلمة كلمتي أنا وبس"!!،ولم تعطهم حسب المستندات التي لدينا أية تصاريح أو أوراق.
وقد فندت المستندات عدداً من المخالفات التي تمت في هذه الواقعة وتستوجب مساءلة مسئولي الآثار في نجع حمادي،وفي مقدمتها السماح بدخول لودر وهو من المعدات الثقيلة إلي أرض الآثار وحرمها وقيام اللودر بتسوية الأرض الأثرية،وذلك بدون موافقة من اللجنة الدائمة أو السلطة المختصة.
كذلك السماح برش المياه في الأرض الأثرية،وهي أرض ظهرت بها شواهد أثرية وأساسات مباني من الطوب اللبن والطين،وهذه المنطقة تتم فيها حفائر بشكل سنوي،بجانب مخالفة أخري تمثلت في إقامة هيكل من العروق الخشبية والصوان والإنارة والكراسي،وذلك بالحفر في الأرض الأثرية،وهذا يعد تعديا جسيماً علي أرض الآثار،ومخالفة صريحة لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 م وتعديلاته،وخاصة المواد 20 و 22 و 43 و 45 من القانون.
مادة 73 من لائحة القانون
تعد هذه المادة من أبرز مواد اللائحة التنفيذية لقانون حماية الآثار والمجلس الوارد بها مقصود به المجلس الأعلي للآثار،وتنص علي ما يلي"التعدي هو أية أعمال دون ترخيص من المجلس في المواقع أو المناطق الأثرية،او علي الأراضي الأثرية أو ما في حكمها،او المنشآت الأثرية القائمة بها،سواء كانت أعمال حفر أو بناء أو تشوين،او تغيير طبيعة الأراضي أو ارتفاعات المباني القائمة عليها،او شق قنوات أو مصارف،او تغيير حدود او غرس أشجار أو قطعها أو رفع أنقاض أو نقل احجار أو رمال أو أتربة أو سماد منها،او تغيير واجهات المباني القائمة بها،او عدم الالتزام بالمواصفات القياسية التي يضعها المجلس بشأنها والمنصوص عليها بالقانون وهذه اللائحة".
##########
الحلقة القادمة..نادي المعلمين والأسوار الأثرية🤨🤨🤨🤨🤨🤨🤨🤨🤨🤨🤨🤨🤨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق