11‏/12‏/2025

رئيس جهاز إحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية:نتعامل بحرص مع الأماكن التراثية وتطويرها يتم بما لا يخل بطابعها الأثري..حوار

حوار / علاء الدين ظاهر 

شهدت مدينة القاهرة الفترة الماضية جهودا كبيرة لتطويرها والمحافظة علي تراثها وتاريخها،وهو التوجه الذي تتخذه الدولة لجعل هذه المدينة متحفا مفتوحاً للآثار والتراث،وذلك بالتوازي مع مشروعات التطوير التي تقوم بها،وهو ما تقوم به وتنفذه عدة جهات غير الدولة ومنها وزارة الإسكان ممثلة في الجهاز التنفيذي لإحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية،حيث تعرفنا علي دوره وما يقوم به خلال حوارنا مع اللواء دكتور مهندس مدحت عبدالرحمن مصطفي رئيس الجهاز.


# ما هو الدور الذي يلعبه الجهاز ضمن تطوير القاهرة؟ 


 جهاز الفاطمية، هو الجهاز التنفيذي الوحيد المنوط له رسميا ترميم الآثار، بما يتماشي مع معايير استراتيجية التنمية المستدامة المصرية للمناطق التراثية،من خلال تجديد وإحياء وإعادة توظيف المناطق التراثية وبما لا يخل بالطابع الأثري.



وتم إنشاء الجهاز لتجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية ليكون ذو طابع خاص لتنفيذ برنامج دقيق للحفاظ على القاهرة الإسلامية والفاطمية القديمة وتراثنا الأثري طبقاً لدراسة معمارية أثرية وفقا لمنظور هندسي، ويعمل تحت مظلة وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بالتعاون مع وزارة الأثار.



# ما هي طبيعة المشروعات التي يقوم الجهاز بتنفيذها؟


هناك العديد من المشروعات التي وكلت للجهاز لترميمها وإعادة توظيفها،وذلك من أثار القاهرة التاريخية التي تعد أحد أكبر وأهم مواقع التراث العالمي المسجلة على قائمة اليونيسكو، والتي تحتوي على كثير من الكنوز الأثرية ذات القيمة التاريخية المهمة ومنها بالطبع بوابات القاهرة التاريخية التي اندثر منها الكثير 


حيث يجري العمل في 5 مشروعات وهي سور القاهرة الشمالي ووكالة قايتباي،ومنزل زينب خاتون وقصر السكاكيني وحفائر الفسطاط،هذا إلي جانب المشروعات المخطط تنفيذها وأبرزها مشروعين وهما السور الجنوبي ووكالة بازرعة.



# نظراً لطبيعة المنشآت الأثرية..ما هي الإجراءات المتبعة وخطة العمل لرفع كفاءتها؟


التعامل مع المنشآت الأثرية مختلف تماما ويتم بحرص شديد، لأنه يحتاج لدراسة النظام الإنشائي للمبني المتبع في عصر بنائه،كذلك المواد والخامات المستخدمة في البناء،مما يتطلب ترتيب إجراءات العمل بداية من مرحلة التوثيق،والتي تضم توثيقا فوتوغرافيا ومعماريا ومساحيا،ثم مرحلة تكويد وترقيم الأثر.



وتأتي المرحلة التي تليها وهي مرحلة الترميم والتدعيم، ودراسة النظام الانشائي للمبني وعلاقته بمقترح التوظيف، وإجراء بعض الفحوصات والتحاليل للعناصر المعمارية الموجود بها تلف"خشبية – حجرية – جداريات"،كتكحيل الأحجار بمونة بنفس مكونات مونة التركيب،عن طريق تحليل المونة الموجودة للوصول لعناصرها الأولية وعمل مونة بنفس المكونات للملء والتكحيل،وكل هذه الإجراءات تتم بالتعاون والتنسيق الكامل مع وزارة الآثار،التي تساعدنا بالخلفية التاريخية والتنسيق للحفاظ على الطابع الأثري للمنشآت.


# وما مدي هذا التعاون بينكم وبين وزارة الاثار؟


هناك تنسيق كامل مع وزارة الأثار، وبناء عليه يتم الترتيب للمشروعات الأثرية المخطط تنفيذها بواسطة الجهاز بما لا يخل بالبعد الأثري،وغالبا ما تحتاج الي كوادر بشرية مدربة في مجالات هندسية مختلفة" إنشائي – معماري- كهرباء – ميكانيكاـ وغيرها".



فمنذ إنشاء الجهاز أفرز العديد من الكوادر والخبرات النادرة في العديد من المجالات وخاصة الهندسية وغيرها من التخصصات التي يتطلبها العمل الأثري في المشروعات التي ننفذها.


 

# ماذا عن أهمية الصيانة والتأمين ضد أي أخطار للمشروعات التي ينفذها الجهاز؟


تعد الصيانة وإجراءات الحماية المدنية من النقاط الأساسية التي تراعي أثناء أعمال التطوير ورفع الكفاءة،حيث يتم تقييم إجراءات مكافحة الحريق بالتنسيق الكامل مع وزارة الأثار،بما لا يخل بالطابع الأثري وتنفيذها بأساليب حديثة غير نمطية،بحيث تحقق الهدف دون المساس بالطابع الأثري، والتنسيق الكامل مع المختصين وكذا وزارة الأثار.


# حدثنا عن منزل زينب خاتون..كيف سيكون شكله بعد المشروع؟


أقيم منزل زينب خاتون عام 1486م لإقامة الأميرة شقراء هانم حفيدة السلطان حسن بن قلاوون وظل كذلك حتي عام 1517م،كما أُعيد تجديده سنة1124 هـ - 1712 م , في العصر العثماني،وتعاقب الوافدون الجدد على المنزل حتى أصبح ملكا للسيدة زينب التي سمي المنزل بإسمها في أوائل القرن التاسع عشر،وشاركت زينب خاتون في نضال المصريين ضد الاحتلال،حيث كانت تأوي الفدائيين والجرحى الذين يلجأون لبيتها، وكانت اخر من سكن هذا البيت قبل ان ينضم لوزارة الآثار عام 1942م.


ويعد منزل زينب خاتون نموذجا للعمارة المملوكية والاسلامية فمدخل البيت لا يسمح للضيف برؤية من في داخل المنزل،وهو ما يسمى بالمدخل المنكسر،ومسطح المنزل ٦٠٠ متر ويتكون من ثلاث طوابق هي أرضى و 2 دور متكرر.



وجاءت فكرة إعادة توظيف المنزل كمركز مناسبات ومؤتمرات،وذلك إستغلالاً للقاعات المتعددة المساحات، بالإضافة الى إمكانية تشغيل بعض الأدوار كصالونات ثقافية منفصلة يمكن استقبال الزائرين بها والإستمتاع بالإطلالة المميزة على مآذن القاهرة وجامعة الأزهر .


وطبقاً للمشروع يتضمن الدور الأرضي مزارا سياحيا وكافيتريا ومكاتب إدارية،والدور الأول يتضمن قاعة الحرملك الكبير وتستخدم قاعة متعددة،وصالون المقعد الصيفى وقاعة مؤتمرات المقعد الشتوي،والدور الثانى يتضمن صالونا مغلقا وقاعة مفتوحة ومناطق خدمية، ودور الميزانين ويتضمن مكاتب إدارية ومخزن .



ومما يذكر عن هذا المنزل،انه عُثر علي كنز داخل جرتين من الفخار تحت عتبة إحدي الحجرات،وذلك أثناء أعمال التجديد سنة1410 هـ - 1989 م،ويبلغ عدد قطع الكنز 3611 قطعة نقد ذهبية ترجع إلي القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي،وأكثر من 2500 قطعة نقد ذهب مضروبة في ايطاليا واسبانيا والبرتغال والمجر كانت مُستخدمة في الأسواق المصرية حينها.


# وماذا عن وكالة قايتباى وتحويلها لفندق تاريخي؟


من أبرز المشاريع التي نفذها الجهاز مشروع ترميم وإعادة تأهيل وتوظيف وكالة قايتباى،والتي تقع في منطقة الجمالية بشارع باب النصر،وتتميز بإتساعها حيث كانت مخزناً تجارياً بناها السلطان قايتباى،وتعتبر من أجمل نماذج الوكالات الإسلامية التي تميزت بها العمارة في العصر المملوكي،ويرجع تاريخ إنشائها إلى سنة ( 885هـ / 1480-1481 م )



وتتكون الوكالة من ثلاث طوابق،الطابق الأرضي حواصل للتجارة والطوابق المتكررة تستخدم كأماكن إقامة وإعاشة للتجار،ومشروع الترميم وإعادة توظيف المبني الأثري كان ذو أولوية،بهدف الحفاظ على الطابع العمراني والمعماري للقاهرة القديمة من خلال إعادة النبض له،وتوظيفه كفندق ذو طابع أثري بإطلالة على منطقة أثرية.


ويشمل الدور الأرضي من الفندق مدخل إستقبال ومطاعم مكاتب إدارية،بجانب الخدمات الفندقية والأنشطة الترفيهية،ويشمل الدور الأول عدد (12) جناحا فندقيا وعدد من الغرف الخدمية،والدور الثاني كذلك نفس عدد الأجنحة الفندقية والغرف الخدمية،وفي السطح مطاعم وعدد من الأماكن الخدمية للنزلاء.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق