23‏/08‏/2021

سيفليزولوجي..عالم مصري يسعي لتأصيل حضارات العالم في علم جديد

علاء الدين ظاهر

يعكف الدكتور أحمد راشد أستاذ العمارة ورئيس قسم الهندسة المعمارية الأسبق بالجامعة البريطانية ومؤسس ومدير مركز فاروق الباز للاستدامة ودراسات المستقبل بالجامعة البريطانية في مصر ومؤسس الحملة الوطنية “حقوق حضارة لبناء حضارة” علي تأسيس علم جديد باسم " سيفليزولوجي" .


وهو علم تأصيل الحضارات في كافة المجالات والتطبيقات، ولكنه يمتد ليشمل الدراسات الخاصة بتعافي الحضارات ومبادئ الاستدامة والتراث الأخضر وحقوق التراث وحمايته.


ذلك امتدادًا لمرحلة متقدمة من المبادرة الوطنية حقوق حضارة لبناء حضارة والتي تبحث عن الحقوق المادية والأدبية لكل من يتربح من الحضارات الإنسانية في العالم، وفي الوقت ذاته مسئولية الحضارات الانسانية الأصلية في الارتقاء بنفسها لتستحق ان تنتسب إلي تلك الحضارة 


ويطرح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان من سفراء حملة حقوق حضارة لبناء حضارة معالم الفكرة التى تتضمن تحديد مساحة معينة في تأصيل كل حضارة والبدايات الحقيقية لظهور معالمها ومنتجاتها ومفرداتها الحضارية.

مسئولية الحضارات الانسانية الأصلية في الارتقاء بنفسها لتستحق ان تنتسب إلي تلك الحضارة

 وذلك لخلق حقوق فكرية لكل حضارة تتضمن حقوق وواجبات ووضع أسس للبحث والدراسة لمعالم كل حضارة وفرض تشريعات لحماية هذه الحقوق وهذه خطوة لتضمين التراث الثقافى المادى ضمن اتفاقية الويبو الخاصة بحماية الملكية الفكرية


ويضيف الدكتور ريحان أن الغرب يهتم بتسجيل كل منتج لديه قديم أو حديث من تراث مادى ولا مادى وشفهى ونباتات وأطعمة مثل الخبز الفرنساوى ومشروبات وطنية يتميز بها كل شعب وأزياء وإكسسورات علاوة على الإنتاج الأدبى والفنى والموسيقى والأغانى وكل المنتجات الصناعية بالطبع والأدوية وكل مفردات الحضارة الإنسانية.


 لتوفر لها حقوق ملكية فكرية وتتضمن الحصول على عائد مادى من تسويقها وتحميها من السرقة كما يحدث لمعظم مفردات الحضارة بالبلدان العربية وخاصة فلسطين حيث سجلت إسرائيل الأزياء والفلكلور والأطعمة الفلسطينية على أنها منتجات إسرائيلية 


ولفت الدكتور ريحان إلى أن فرضية الدكتور أحمد راشد تتسم بأن كل حضارة اعتمدت علي العلم والدراسات وتطبيقات العلم والبحث العلمي في كافة المجالات الحياتية من ابتكارات واختراعات، وتم بناء الحضارة من خلال تراكمية شعوب وأجيال متعاقبة ومعها تأسست الحضارة.

توفر لها حقوق ملكية فكرية والحصول على عائد مادى من تسويقها وتحميها من السرقة كما يحدث لمعظم مفردات الحضارة بالبلدان العربية

 وتأصيل علم "سيفليزولوجي" سيسمح بالفهم والعمق في كل مجالات العلم والعلوم الحياتية وسيكون فرصة لشراكة ومشاركة العلماء والباحثين والمؤسسات والمراكز العلمية في تأصيل ذلك العلم من خلال مبادرة يقترحها الدكتور أحمد راشد بعنوان "أصل علمك".


وستكون تلك الدعوة في بداية المبادرة لتأصيل علم "سيفليزولوجي- مصر" ليمكن معها فهم كيف بنيت الحضارة المصرية وعلي سبيل المثال بناء الأهرامات تطلب فهم وتوفر علوم الجيولوجيا والفلك والرياضيات والميكانيكا والهندسة والمساحة والعمارة وعلم المنشآت والإدارة والاقتصاد والطب والصيدلة وعلوم التغذية وعلم النفس وعلوم أخري كثيرة.


وعلي أساسها تم بناء الاهرامات وبالمثل كافة عناصر الحضارة المصرية، وهي مساحة لشراكة ومشاركة كافة المصريين في مصر والعالم علي كافة المستويات والمرجعيات في تأسيس علم "سيفليزولوجي- مصر" في كافة المجالات والدراسات.


 ومن هذا المنطلق سيكون علم تأصيل الحضارات " سيفليزولوجي" الذي اقترحه الدكتور أحمد راشد النافذة الوحيدة ليس للحضارة المصرية فقط بل لكل الحضارات الإنسانية لحفظ حقوقها وتوفير الحماية لها كما سيساهم هذا فى تسهيل تسجيل هذه الممتلكات تراث عالمى باليونسكو ومن ضمن معاييره الأصالة للمتلك 


ويشير المهندس رءوف كمال أمين عام جمعية خدمات العلوم والتكنولوجيا في لقاء مع الدكتور أحمد راشد أنه من خلال قراءته فى كتاب " قصة الحضارة" لديورانت أن أصالة الحضارة المصرية تتمثل فى نهوضها بالزراعة والتعدين والهندسة العلمية واختراع الزجاج ونسج الكتان وبنت المساكن وصنعت الأثاث والحلى.

سيكون علم تأصيل الحضارات النافذة الوحيدة ليس للحضارة المصرية فقط بل لكل الحضارات الإنسانية

وهم أول من أقاموا حكومة منظمة نشرت الأمن والسلام وأول من أنشأوا البريد والتعداد والتعليم الابتدائى والثانوى والتعليم الفنى وارتقوا بالكتابة ونهضوا بالطب والعلوم والآداب وهم أول من وضعوا دستور للضمير الفردى والضمير العام وهم أول من نادى بالعدالة الاجتماعية وأول من دعى إلى التوحيد وتقدموا فى العمارة والنحت وأن ما قامت به مصر من أعمال فى فجر التاريخ لا تزال آثاره عند كل أمة وفى كل جيل


ويؤكد الدكتور ريحان أن هذا التفرد المصرى هو منطلق رؤية ومبادرة الدكتور أحمد راشد لتأسيس علم تأصيل الحضارات في العالم اجمع زمنيا ومكانيا، ومعها فإن علم "سيفليزولوجي – مصر" سيضيف بعدًا جديدًا على علم المصريات ويتكامل معها ليشمل دراسات كافة علوم ومفردات الحضارة المصرية وتطبيقاتها والتي أنتجت الحضارة المصرية العظيمة.


 ولا يقتصر على دراسة الآثار المصرية القديمة فقط وستتضمن دراسات "سيفليزولوجي – مصر" ، تصنيف وفهرسة وجمع الأبحاث والدراسات المتعلقة بالحضارة المصرية القديمة في كافة العلوم الحياتية وتطبيقاتها ومدي مساهمة ذلك في الحضارة الإنسانية.


 وبالتالي ستكون هناك بالتوازي دراسات لتأصيل علم سيفليزولوجي لحضارات أخري ليكون هناك "سيفليزولوجي – الهند" و "سيفليزولوجي – الصين" و"سيفليزولوجي – العراق" و"سيفليزولوجي – اليونان" وسيفليزولوجي- إيطاليا" وغيرها من الحضارات، ووضع نظام تقييمي  Rating system لكل حضارة في دورها وقيمتها وقدرها وبالتالي حقوقها وواجباتها في الحضارات الإنسانية ليكون في ذلك تطورًا وانطلاقًا لمراحل متقدمة من حقوق حضارة لبناء حضارة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق