16‏/11‏/2021

رئيس التحرير يكتب..الأداء الإعلامي لوزارة السياحة والآثار علي طريقة"فات الميعاد"..تقرير

عام كامل"14 نوفمبر 2020 - 14 نوفمبر 2021"مر علي الواقعة المعروفة إعلاميا بإسم"أزمة وزير السياحة والآثار والصحفيين بسقارة"،والتي شهدت قيام وزير السياحة والآثار الحالي بالتعدي بالقول علي عدد كبير من صحفيين ملف السياحة والآثار بقوله لهم نصا"أنا صارف عليكم مليون جنيه إلا ربع علشان أجيبكم هنا".


وذلك وسط موافقة بالصمت المطبق من المستشارة الإعلامية للوزير التي ظلت واقفة دون أن ترد أو تحاول الدفاع عن زملائها كونها صحفية في الأساس،هذا غير عبارات أخري بدرت من الوزير تسببت جميعها في أزمة،حيث أن الصحفيين رفضوا هذه الإهانة واتخذوا إجراءات قانونية مع نقابة الصحفيين للرد عليها.



# دعم الدولة القوي

وقد شهد العام الماضي كثيراً من التموجات في هذه الأزمة،والتي ألقت بظلالها علي الأداء الإعلامي لوزارة السياحة والآثار،والذي اتسم ومازال علي مدار العام الماضي بكثير من الأشياء الغير جيدة بالطبع،مما جعل هذا الأداء ضعيفا لا يرق لمستوي أهمية هذا الملف والنجاحات الكبيرة التي تحققت فيه بفضل عاملين رئيسيين،الأول هو الدعم القوي الذي توليه الدولة والقيادة السياسية للآثار والسياحة بعدة أشكال ومستويات،والعامل الثاني هو اخلاص العاملين في الآثار في عملهم وجهدهم الكبير فيه.



# العاملون بالآثار

وبالتالي إذا أردنا أن ننسب نجاحات الآثار الفترة الماضية لأشخاص بعد دعم الدولة،فإنهم فقط العاملين في الآثار علي اختلاف تخصصاتهم ومستوياتهم،وذلك حتي لا يقوم شخص ما بنسب هذه النجاحات لنفسه،والتي جاءت متزامنة مع إهتمام الدولة والقيادة السياسية بقوة مصر الناعمة المتمثلة في الآثار والثقافة،مما جعلها تدعم كثيرا من مشاريع الآثار وخاصة ال 5 سنوات الأخيرة،وهذا ضمن لهذه المشاريع الاستمرارية والنجاح بشهادة الجميع،مما يبشر بمستقبل واعد وأفضل لقوة مصر الناعمة.



# أوقات ميتة

وبالعودة للأداء الإعلامي لوزارة السياحة والآثار،فمن يتأمل توقيتات إرسال البيانات الصحفية من الوزارة سيتأكد تماماً من هذا الأداء الضعيف،حيث أن أغلب بيانات الوزارة وما تتضمنه من اخبار باتت ترسلها بعد الساعة ال 6 مساءا بل إنها ترسل أخبارا في الساعة 11 و12 ليلا 😯،وهذا يعني أن الوزارة تختار أوقاتا ان شئنا أن نسميها ميتة.



# أخبار محروقة

حيث أن كل الجرائد والصحف تكون انتهت من عملها اليومي وطبعت لليوم التالي،مما يعني أن هذه الأخبار باتت محروقة عليها كونها ستكون منشورة أليكترونيا في مواقع كثيرة،ليس هذا فقط،فلا أتصور كيف مثلا تقوم الوزارة في بعض الأحيان بإرسال أخبار مهمة عن مكان مهم مثل المتحف المصري الكبير يوم الجمعة صباحا؟!!



# أخطاء إملائية

هناك أيضا نقطة مهمة في الأداء الإعلامي الضعيف لوزارة السياحة والآثار،وهي الصيغة التي تتم بها كتابة البيانات وما تتضمنها من أخطاء إملائية عديدة،وأغلبها يتمثل في عدم معرفة من يكتبها بالفارق بين المذكر و المؤنث،ومن ذلك علي سبيل المثال كما يأتي في بيانات الوزارة عندما تتضمن عبارة"تم مناقشة"،وهو خطأ شائع ومنتشر في هذه البيانات،لأن كلمة مناقشة مؤنث وبالتالي الفعل الماضي يجب أن يكون مؤنثا لتصبح الجملة الصحيحة"تمت مناقشة".



# صيغة واحدة

كما أن هذه البيانات أيضاً في كثير من الأحيان لا تتناسب مع طبيعة الحدث الذي يدور حوله الخبر،وعلي سبيل المثال شخصيات عالمية كثيرة تزور الآثار عندما تأتي لمصر وخاصة الأهرامات،لتجد البيان المرسل من الوزارة عن الزيارة لا تزيد عدد سطوره عن أصابع اليد الواحدة،ولا يتضمن تفاصيلا تتناسب مع حجم الشخصية،لدرجة أن البيانات المرسلة عن مثل هذه الزيارات باتت وكأنها كوبي بيست بصيغة واحدة،ويتغير فيها فقط إسم الضيف أو الشخصية التي تزور الأثر.



# بلوجرز ويوتيوبرز

ولأن الوزارة اعتقدت خطأ أنها لم تعد بحاجة إلي الصحفيين،ركزت اهتمامها الأكبر طوال العام الماضي علي البلوجرز واليوتيوبرز،وأنفقت كثيراً علي إستضافتهم من خارج مصر وداخلها،ونظمت لهم كثيراً من الرحلات في الأماكن الأثرية والسياحية،بدعوي الترويج لها ونشر صور ومقاطع فيديو عنها،وهو هدف جيد لا يختلف أحد عليه..ولكن الوزارة لم تنفذ الفكرة بشكل صحيح.



# الدور الأكبر

فالبلوجرز واليوتيوبرز لهم دور مهم لكن الإعتماد بشكل كلي عليهم خطأ،فهم لهم دور لكن الصحافة والإعلام لهما الدور الأكبر،وبالتالي من يريد الترويج بشكل صحيح يسعي للتكامل بينهما وليس العكس،خاصة أن الوزارة في بياناتها عن جولات البلوجرز واليوتيوبرز خاصة الأجانب والعرب كانت تفخم وتبالغ في حجم انتشارهم ومتابعيهم،ولم تذكر لا اسماء ولا صفحات ولا أي بيانات عن هؤلاء البلوجرز واليوتيوبرز،حيث ثبت أن كثيرا منهم ليسوا مشهورين ولا معروفين عالمياً بالقدر المبالغ فيه من الوزارة في بياناتها.



# فات الميعاد

والغريب أيضاً في الأداء الإعلامي الضعيف للوزارة،أنك تشهد أحداثا كثيرة في يوم وموعد ما،في حين لا تقوم الوزارة بإرسال بيانات متضمنة اخبار هذه الأحداث إلا بعد مرور عدة أيام ويكون حينها"فات الميعاد"كما تغنت كوكب الشرق أم كلثوم،حيث تصبح هذه الأحداث بعدها محروقة،خاصة أن مواقع التواصل الإجتماعي خاصة فيس بوك تكون قد تناولتها بالنشر والشير وسبقت الوزارة في ذلك،وهناك أحداث مهمة أيضاً تتعجب عندما لا تجد الوزارة تبدي أي إهتمام بها رغم أهميتها للدور المفترض أن تلعبه الوزارة المسئولة عن الآثار والسياحة.



# تجاهل ومفاجأة

ومن القاهرة إلي أسوان هناك مناطق ومتاحف آثار كثيرة تعمل في جد واجتهاد،ويبذل القائمون عليها جهداً كبيراً للقيام بدورهم في نشر الوعي والثقافة الأثرية بين الناس،ويقومون في سبيل ذلك بأنشطة وفعاليات ثقافية كثيرة،ورغم هذا كله تكاد الوزارة تتجاهلها إعلامياً،ولا تفكر في عمل أخبار ترسلها في بيانات عن هذه المواقع والمتاحف والأنشطة التي تقدمها،رغم أن هذا كله سينسب للوزارة في النهاية كون هذه الأماكن تابعة لها،لدرجة أنه في بعض الأحيان عندما تقوم بعض هذه الأماكن بأنشطة تجد صدي واسع لها علي مواقع التواصل الإجتماعي،تجد الوزارة وقد تفاجأت بذلك وكأنها لا تدري أنها لديها متاحف ومناطق آثار متميزة تستحق الإهتمام.



# قبل الختام

كل ما ذكرناه سابقاً حقائق قوية ومؤكدة يعرفها الجميع داخل الوزارة وخارجها من الصحفيين والإعلاميين،ولا تحمل أي تجني علي أحد،وهذه الحقائق موضع أحاديث وحوارات جانبية كثيرة بين كثيرين داخل الوزارة،ونحن بدورنا تناولناها بالجمع والتنسيق لعل وعسي تكون بداية لأداء أفضل.


علاء الدين ظاهر

رئيس تحرير بوابة آثار مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق