04‏/01‏/2022

القوارب والخيل والحمير..هكذا تنقل المصريون عبر العصور

علاء الدين ظاهر

كانت القوارب والسفن من أهم وسائل النقل في مصر منذ الأزمنة القديمة وحتى عهد حكم ولاة المسلمين،حيث كان نهر النيل يجري بطول البلاد،وتظهر السفن في النقوش الجدارية منذ عصر حضارة نقادة (حوالي 4000 إلى 3100 قبل الميلاد).



وطبقا لإدارة القسم التعليمي بمتحف مطار القاهرة الدولي مبنى٣،فإنه اعتبارًا من عصر الدولة القديمة أصبحت النماذج الخشبية الصغيرة للسفن بين الأثاث الجنائزي في الكثير من المقابر، وتمثل هذه النماذج أنواعا عديدة من المراكب التي قام المصري القديم بتصميمها للأغراض المختلفة.



فالقوارب المصنوعة من البردي كانت للاستخدام فى النزهة بمستنقعات الدلتا؛ وفي الأنشطة اليومية وكانت المراكب الخشبية الضخمة تستخدم لنقل البضائع الثقيلة والاحتفالات الدينية، وفي الأغراض العسكرية.



وخلال العصر البطلمي، بنى البطالمة قوة بحرية هائلة، وصنعت السفن البطلمية بأساليب متنوعة اشتهرت في عموم العالم الهليني، وكونت "الباريدات" وهي نوعًا هاما من السفن البحرية، واستخدمت سفن "الكيركوروس" في الأغراض التجارية والبحرية معا؛ بينما كان يطلق على النوع الصغير من السفن البحرية اسم "ليمبوس".



وهذه كانت أقرب إلى القوارب، وكانت تستخدم لأغراض شن هجوم خاطف. وكانت أهم أنواع السفن التجارية، تلك التي أطلق عليها اسم "كوربيتا"؛ وقد كانت تمخر عباب البحر المتوسط خلال القرنين الأول والثاني قبل الميلاد، إلى أن أصبحت السفن من نوع "كايبيا" هي الأكثر شيوعا واستخدامًا.



وكانت لصناعة بناء السفن أهميتها أيضًا خلال عهود حكم ولاة المسلمين؛ التي شيدت خلالها عدة مراكز لبناء السفن، بطول نهر النيل. من بين هذه المراكز: الفسطاط وتل القلزم والإسكندرية وصان الحجر. وكانت الإسكندرية ميناءً كبيرًا جاءت إليه السفن بالبضائع من الحبشة والهند والصين؛ وكافة موانئ البحر المتوسط. أصبحت مصر، خلال عهد حكم الفاطميين، واحدة من أعظم القوى البحرية. 



وبالنسبة للمسافات التي هي من القصر بحيث لا يتناسب معها الانتقال بالمراكب، كانت المحفات (المحمولة على الأكتاف) الوسيلة المفضلة لدى الطبقة العليا للنقل خلال عصر الدولة القديمة. ويبدو أن تلك المحفات قد اختفت بعد فترة وجيزة من ذلك العصر.



وكان الراكب، من كبار المسئولين، يجلس في المحفة بركبتيه مثنيتين إلى صدره ويمسك بمروحة. وقد كانت المحفات، في العادة، مزودة بوسادة ومسند للرأس؛ من أجل راحة الراكب. وكانت المحفات تستقر على قائمين طويلين؛ يرفعهما خادمان أو أكثر من أجل حمل المحفة. 



وكانت الدواب المستأنسة، مثل البغال والحمير، الأكثر استخدامًا في حمل الشحن الثقيلة بمصر القديمة؛ كما أنها استخدمت أيضًا في الزراعة. ولقد استؤنست الحمير في الألفية الرابعة قبل الميلاد، واقتصر استخدامها تقريبًا على أغراض التنقل على اليابسة؛ حتى عصر الحكم الفارسي.



وأدخل الغزاة الهكسوس الخيول إلى مصر، في عصر الإنتقال الثاني،وبحلول عصر الدولة الحديثة، بدأ المصريون تربية الخيول، التي اقتصرت ملكيتها على الصفوة والطبقة الحاكمة وكانت تستخدم عامة لجر العربات الخفيفة، بدلا من ركوبها.


 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق