16‏/06‏/2022

محبون وأبطال في المعارك..هكذا كانت لوحات الفنانين عن الفرسان التركمان..دراسة أثرية 1

علاء الدين ظاهر

 كشفت الباحثة نادية نبيل أحمد أن مناظر الفروسية في تصاوير المدرسة التركمانية تعددت، فإشتملت علي مناظر الحروب والمعارك، ومناظر الصيد والصراع مع الوحوش والكائنات الخرافية، والمناظر الرومانسية، ومناظر ألعاب البولو والصولجان.

 ‏

 ‏

 ‏

 ‏وقد ضمت هذه الموضوعات المبارزات الفردية والجماعية، وكانت الغلبة للموضوعات الحربية التي جاءت مرآة صادقة في كثير من الأحيان لما حدث في الواقع من أحداث تتعلق بهذه المعارك، وكأن المصوريين كانوا شهود عيان لها.



# مناظر الصيد


كما عكست تصاوير المدرسة التركمانية إهتمام الملوك والأمراء وكبار القوم، وإنتشار الفروسية في العصر التركماني، فأقبل المصورون والفنانون التركمانيون علي مناظر الصيد،حيث أبدعوا لنا نحو تصاوير تعبر عن صيد الأمراء للحيوانات المختلفة، وكان أغلبها متصل بعلية القوم، كما أقبل المصوريين علي تصاوير مناظر الصراع مع الوحوش والكائنات الخرافية وكانت أصول العقيدة الإيرانية القديمة كانت تتخذ من مبدأ الصراع بين الخير والشر وسيلة لإبراز فلسفة هذه الديانة.




جاء ذلك في نتائج مهمة نستعرضها في عدة حلقات،حيث توصلت إليها الباحثة في رسالة بعنوان"مناظر الفروسية في تصاوير المدرسة التركمانية في ضوء المخطوطات الإسلامية ق 9 ه‍ / 15 م..دراسة آثارية فنية"،وحصلت بها من كلية الآداب جامعة طنطا على ماجستير فى الآداب"أثار إسلامية"تخصص تصوير إسلامي بدرجة ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة وتداولها مع الجامعات الأخرى




ضمت لجنة الحكم والمناقشة كل من أ.د.سحر محمد القطرى أستاذ الآثار الإسلامية"رئيسا ومشرفا"،وأ.د.سامح فكرى البنا أستاذ الآثار والفنون الإسلامية ورئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة أسيوط"عضوا خارجيا"،وأ.د. عاطف سعد محمد أستاذ الآثار الإسلامية ووكيل كلية الآثار لخدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة جنوب الوادي بقنا"عضوا خارجيا"،وساهم فى الإشراف على الرسالة مع أ.د.سحر القطرى د.مروة عادل مدرس الآثار الإسلامية بقسم الآثار بكلية الآداب جامعة طنطا




# الحب والغرام


كما كشفت تصاوير المدرسة التركمانية تمثيل مناظر الرومانسية والحب والغرام، وركزت معظم التصاوير علي الأمراء مع محبيهم كقصة خسرو وشيرين وإرتباط ظهور الخيل بموضوعتهم، وقام المصوريين في إبراز تفاصيل حياتهم كجزء من تاريخ إيران الذين يعتزون به، كما أضفي المصوريين الأسلوب الواقعي علي هذه المناظر فأظهر الإنفعالات النفسية للمحبين. 



  وأثبتت التصاوير أن لعبة البولو والصولجان من الألعاب الخاصة بالملوك والأمراء عن غيرهم من العامة، وكانت من أفضل الألعاب لديهم، مما يدل أن العصر التركماني حاز علي رعاة الفن التركماني بهذا النوع من رياضات الفروسية،وكشفت التصاوير  كذلك إهتمام الفنان بإظهار التفاصيل الدقيقة، فنجح الفنان بتصوير عدد كبير من الشخصيات في التصويرة الواحدة وحسن ترتيبهم في صفوف مع إبراز الشخصية الرئيسية في الصورة.

  ‏

  ‏

  ‏

 فصور الفنانين في بعض التصاوير الشخصية الأساسية بالتصويرة بشكل أكبر من باقي الشخصيات بالتصويرة، كما إهتم المصور بأزيائه التي يظهر عليها الثراء وخاصة في ألوانها وتطريزها باللون الذهبي والتي إختلفت عن ملابس أتباعه بالإضافة إلي التاج الذهبي.




# تعبيرات الوجه


وجسدت التصاوير الدقة في تصوير حركات الأيدي، وتعبيرات الوجه،من خلال ظاهرة وضع الإصبع في الفم وهي حركة تلقائية للتعبير عن حالة الفرسان أو المشاهد فجاءت أحياناً للتعبير عن الدهشة والتعجب وعن الخوف والأسي أو الحزن والندم، وأحياناً الفرح والتفكير والإنبهار.




وأظهرت الدراسة الكثير من الكائنات الخرافية والمجنحة والتي تعددت ما بين التنانين والعفاريت والشياطين وأكلة اللحوم والسيمورغ، والملائكة المجنحة والتي ارتبط تمثيلها بالموضوعات الفنية ذات الصبغة الدينية، وإستخدم المصور ألوان عدة في تصويرها تتماشي مع طبيعتها،وكشفت الدراسة نجاح الفنان في الجمع بين الحيوانات الأليفة والحيوانات الخرافية والطيور في إطار موضوع واحد.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق