علاء الدين ظاهر
حقائق كثيرة ومهمة كشفها أ.د.مدين حامد الخبير والمدرب المعتمد في ترميم وتزييف وتزوير الآثار والمخطوطات عن الجهود التي قام بها العلماء العرب والمسلمين في الحضارة الإنسانية،وقامت علي أسس هذه الجهود كثيرا من الأفكار والاختراعات والآثار،التي نسبها علماء الغرب لأنفسهم.
وفي هذا الإطار قال مدين أنه لم يكن شامبليون أول من توصل لفك رموز اللغة المصرية القديمة، فقد سبقه كثير من العرب والمسلمين إضافة إلي يوحنا الشفتشي،وهو ما إستعرضناه في جزء سابق من حواره مع بوابة آثار مصر،بمناسبة مرور 200 عام علي نشأة علم المصريات Egyptology،وكشف فيه أسرار هذا العلم وكيف تم العثور علي هذه لوحة رشيد الحجرية،وتفسير وفك رموز وطلاسم نصوصها علي يد الفرنسي شامبليون.
وفي الجزء الثاني من حواره مع بوابة آثار مصر،كشف أ.د.مدين حامد كثيرا من النقاط ومزيد من الحقائق في هذا الإطار،والتي نستعرضها فيما يلي.
# الملكية الفكرية
لو أن هناك احترام وحفظ لحقوق الملكية الفكرية من قبل الغرب لروافد ومفردات وثقافات الحضارات والشعوب لما سرقت الأفكار ونهبت الكنوز والمقابر في الشرق، ولما اكتظت المتاحف في الغرب بآثار مصر والبلاد العربية والإسلامية، ولما اقتبست الأفكار ونسخت النماذج التي تشبه وتحاكي حتي آثارنا بمتاحفنا ومواقعنا الأثرية كما حدث في الصين بعمل نموذج لأبي الهول بكامل هيئته.
ونماذج للأهرامات أمام متحف اللوفر في باريس وغيرها من النماذج في كافة بلدان العالم دون حسيب أو رقيب أو حتي إفادة بالمشاركة في الثروات التي تجني من زيارتها وهي أفكار مصرية أو عربية خالصة، ويجب التحرك لوضع آلية تضمن التوقف عن هذا الاقتباس المجاني أو المشاركة في الأرباح والعوائد كحق أصيل لا نقاش فيه.
# القوانين الدولية
لا جدال في أن المطالبة باسترداد آثارنا التي تحمل دلالات حقنا بشكل لا يقبل التشكيك أو المماطلة حق تكفله كل القوانين والمواثيق الدولية، وواجب وطني علي كل مصري غيور علي آثار وتراث بلده، ويجب التحرك الفوري من كافة أجهزة الدولة وسفاراتها لدي هذه الدول لتحقيق هذا الحلم إن عاجلاً أو آجلاً.
# أصحاب الحق
طالما نحن أصحاب هذه الأصول الأثرية -ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك أو يملك دليلاً واحداً علي عكس ذلك - فمن حقنا أن نملك أصولها، بينما تحتفظ هذه الدول بنماذج ومستنسخات منها لدورها في الكشف عنها سلفاً، وكفاهم حق انتفاع بأصولها حتي الآن، ولا نقبل أبدا أن يكون العكس كما حدث بإرسال نموذج للوحة رشيد،وكما كان سيتم من قبل الألمان بإرسال نسخ من رأس نفرتيتي الشهيرة بعد محاولات الرئيس الراحل أنور السادات لاستردادها.
وأن يكون ذلك وفق آلية تنظم ذلك وتحفظ حقوق الملكية الفكرية لنا، وليس العكس، ولا يقتصر الأمر علي لوحة رشيد الحجرية، بل يشمل رأس الملكة نفرتيتي، المعابد التي نقلت للولايات المتحدة ومنها معبد دندور الذي أهداه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، والمسلات المنتشرة بميادين العالم الشهيرة كمسلة الكونكورد في باريس ومسلات تركيا ولندن.....وغيرها الكثير والكثير مما يصعب حصره بالفعل،لا سيما ما نقل إلي هذه الدول فترة حكم محمد علي باشا لمصر.
# عبث متكرر
مقاضاة الدول والمزادات التي تتم لبيع الآثار المصريةEgyptian antiquities والعملات الأثرية كمزاد كرسبي الشهير، ووقفها ووقف هذا العبث المتكرر دوماً أمام أعيننا ولا نحرك ساكناً، والحق متبادل، فنحن لا نحتفظ بآثار لهذه الدول بمعارضنا ومتاحفنا كما يحتفظون.
# وقف البعثات
المطالبة بإزالة التمثال الذي يمثل شامبليون مرتكزاً بقدمه علي رأس العظيم تحوتمس الثالث مؤسس أعظم إمبراطورية في التاريخ، والقابع أمام مدخل جامعة السربون في فرنسا، أو وقف ترخيص بعثات التنقيب للدول التي تنتهج هذا السبيل.
والاحتجاج الرسمي علي ممارساتها بكل الوسائل القانونية والدبلوماسية بشكل حازم وصارم في تنفيذ آليات تضمن عدم العودة لمثل هذه الممارسات المستفزة والمهينة لحضارتنا وتاريخنا، وغير المبررة أو المسئولة من قبل هؤلاء.
# أصول وثوابت
لسنا دعاةً للرد بالمثل في وضع تماثيل أو نماذج مسيئة Abusive models كما يفعلون، فنحن أصحاب فكر وحضارة Great thought and civilization لا حاجة لها للترويج لمفرداتها أو من خلال النيل من حضارات الشعوب الأخري ، ولسنا في حاجة لإثبات الوجود والتفوق الحضاري، فالعالم يعرف أصولنا وثوابتنا وثقافاتنا وريادتنا له في كل العلوم والمعارف منذ القدم
وأن يكون الرد دبلوماسياً وقانونياً وفق القوانين والمواثيق وبشراكة مع المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة Unesco والمجلس الدولي للمتاحف ICOM، والمجلس الدولي للآثار والمواقع ICOMOS والانتربول الدولي حيال كل حادثة.
والسعي إلي عقد اتفاقيات جديدة ومناقشة وإعادة النظر في القوانين الدولية التي تعرقل عودة الآثار لموطنها الأصلي أو إيجاد حلول تضمن تتمةَ كل ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق