علاء الدين ظاهر
نجح الإكتشاف الأثري المهم"المدينة الذهبية المفقودة" التي أسسها أمنحتب الثالث ، والتي عادت إلى الظهور من الصحراء في مصر ،في الفوز بالدورة الثامنة لجائزة الاكتشاف الأثري الدولية "خالد الأسعد"،حيث كانت المنافسة مع عدة اكتشافات أثرية من دول أخري،ليحصد الإكتشاف المصري الجائزة.
وسيتم الإعلان عن ذلك خلال أعمال الدورة التي ستعقد في الفترة من 27-30 أكتوبر الحالي،حيث سيتم تسليم الجائزة للقائمين علي هذا الكشف المثير الذي حظي باشادة الجميع،وقامت به بعثة أثرية مصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس وفريق عمل مصري يقوده د. عفيفي رحيم مدير الموقع.
كان عالم الآثار الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق ورئيس البعثة قد أعلن منذ عدة أشهر عن اكتشاف المدينة المفقودة تحت الرمال بمدينة الأقصر في مصر، والتي كانت تُسمى "صعود آتون"،ويعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، واستمر استخدام المدينة من قبل الملك توت عنخ آمون، أي منذ 3000 عام.
البعثة المصرية كما قال حواس نجحت بالشراكة مع مركز حواس للمصريات التابع لمكتبة الإسكندرية والمجلس الأعلى للآثار،في العثور على أكبر مدينة على الإطلاق في مصر،لمؤسسها الملك "أمنحتب الثالث"وحكم مصر من عام 1391 حتى 1353 ق.م.
وقد تم العثور في هذه المدينة على منازل يصل ارتفاع بعض جدرانها إلى نحو 3 أمتار، وهي مقسمة إلى شوارع،حيث بدأ التنقيب عنها سبتمبر 2020،وبمرور الوقت تم العثور علي مدينة كبيرة في حالة جيدة من الحفظ، بجدران شبه مكتملة، وغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، وقد بقيت الطبقات الأثرية على حالها منذ آلاف السنين كما لو كانت بالأمس.
وحسب وصف علماء الآثار،يعد هذا الإكتشاف ثاني اكتشاف أثري مهم بعد مقبرة توت عنخ آمون،حيث أن منطقة الحفائر تقع بين معبد رمسيس الثالث في مدينة هابو ومعبد أمنحتب الثالث في ممنون،وقد عثرت البعثة في الجزء الجنوبي، على المخبز، ومنطقة الطهي، وأماكن إعداد الطعام كاملة مع الأفران وأواني التخزين الفخارية، وهي منطقة كانت تخدم عدداً كبيراً من العمال والموظفين.
والمنطقة الثانية، والتي كُشف عنها جزئياً، فتمثل الحي الإداري والسكني، حيث تضم وحدات أكبر ذات تنظيم جيد. وهذه المنطقة مسيجة بجدار متعرج، مع نقطة دخول واحدة فقط تؤدي إلى ممرات داخلية ومناطق سكنية. ويُعتقد أن المدخل الوحيد كان بمثابة نوع من الميزة الأمنية، حيث القدرة على التحكم في الدخول والخروج إلى المناطق المغلقة.
أما المنطقة الثالثة فهي ورشة العمل، حيث تضم بإحدى جهاتها منطقة إنتاج الطوب اللبن المستخدم لبناء المعابد والملحقات، ويحتوي الطوب على أختام تحمل خرطوش الملك أمنحتب الثالث "نب ماعت رع"،وكذلك، اكتُشف عدد كبير من قوالب الصب الخاصة بإنتاج التمائم والعناصر الزخرفية، ما يشكل دليلاً آخر على النشاط الواسع في المدينة، لإنتاج زخارف كل من المعابد والمقابر.
كما عثرت البعثة في جميع أنحاء مناطق الحفائر على العديد من الأدوات المستخدمة في النشاط الصناعي، مثل أعمال الغزل والنسيج. كما تم اكتشاف ركام المعادن والزجاج، ولكن المنطقة الرئيسية لمثل هذا النشاط لم يتم اكتشافها بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق