علاء الدين ظاهر
لا أحد ينكر أن حضارتنا عظيمة ولها قيمتها وهيبتها أمام العالم كله،ولا بد من الدفاع عنها والوقوف أمام أي محاولة لتشويهها حتي وان كان ذلك بصورة..نعم صورة قام بإلتقاطها أحد الأشخاص الأجانب"سائح" وانتشرت بسرعة كبيرة علي وسائل التواصل الاجتماعي لتثير غضب كل من يراها،وذلك دفاعاً عن حضارتنا المصرية القديمة العظيمة.
الصورة ظهر فيها السائح وهو يعتلي جدران أحد المعابد المصرية القديمة،ويبدو سعيدا وهو مستنداً بيديه وقدميه علي جدران المعبد،فيما قام آخر بالتقاط الصورة له،وما بين مستنكر وغاضب تزايدت التعليقات والإستنكارات لما حدث،واتفقت كثير من الآراء علي أن هذا المكان هو معبد دندرة في قنا !
# إستخفاف بالتاريخ
وطالب كل من رأي الصورة بضرورة معرفة كيف قام هذا السائح بذلك ولماذا لم تتم مراقبته من حارس أو العامل المتواجد في المعبد أو مسئول الآثار في المكان؟،كما طالبوا أيضاً بمعاقبته لدرجة منعه من دخول مصر مرة أخرى،لأن ما قام به إستخفاف بالتاريخ وحضارة مصر الكبيرة،ووصفوا ما حدث بالتسيب والإهمال !!.
ورغم هذا كله،طرح البعض فكرة أن الصورة قد تكون مصطنعة بالفوتوشوب،وان لم يكن هذا الطرح قد لقي تأييداً إلا أننا ذكرناه من باب طرح جميع الآراء،خاصة أن الصورة ظهر عليها إسم حساب هذا السائح علي إنستجرام،وبحثنا عنه حتي توصلنا إليه،وكانت المفاجأة في انتظارنا عندما تصفحناه وما عليه من فيديوهات،حيث كان بعضها لهذا السائح في مصر وآثارها بالفعل،مما يؤكد أن فرضية الفوتوشوب ضعيفة وربما تنتهي الي عدم التصديق.
# مليون متابع
المفاجأة الأولي أن هذا السائح لديه علي حسابه علي إنستجرام أكثر من مليون متابع،وهذا يعني أنه مؤثر وما ينشره من صور وفيديوهات لها جمهور عريض يشاهدها ويتابعها وبالتأكيد يتأثر بها هذا الجمهور،حيث يتضمن الانستجرام الخاص به أكثر من 10 آلاف منشور ما بين صور وفيديوهات،وتشير معلوماته أن هذا الحساب انضم في يناير 2012.
ومن خلال تصفحنا للفيديوهات علي حسابه وجدنا أنه زار مصر كثيرا وقام بجولات في عدة أماكن أثرية فيها،مثل الأهرامات وسقارة والكرنك في الأقصر وغيرها،والمثير للإستغراب أنه معه مجموعة شبه ثابتة وظهرت معه في فيديوهات زياراته للأماكن الأثرية في مصر،ومنهم أحد الأشخاص يشرح لهم مع الشخص نفسه صاحب حساب الانستجرام،ويقومون أثناء زيارة الآثار في مصر بلمسها ووضع أيديهم عليها دون ان يمنعهم أحد 😯.
# طقوس غريبة 👀
ورصدنا في عدة فيديوهات علي حساب هذا السائح علي إنستجرام قيامه مع مجموعته بطقوس غير مفهومة داخل الاماكن الأثرية خاصة الأهرامات،وفيدوهات هذه الطقوس مصحوبة بعناوين تكررت فيها كلمة meditation والتي تعني تأملات 🤔،والأكثر غرابة وإثارة للإستياء أن أحد فيديوهاته خلال هذه الطقوس كتب عليها عبارة we held a meditation in the red pyramid,It's illegal, we did it anyway وترجمتها "أجرينا تأملاً في الهرم الأحمر،إنه غير قانوني،فعلنا ذلك على أي حال".
هنا إذا اعترفوا أنهم يقومون بشيئ غير قانوني!،وهذا في حد ذاته يجعلنا نسأل أين كان مسئولو الآثار حينها،ولماذا لم يمنعوا هؤلاء من القيام بذلك؟،خاصة أنهم ظهروا في الفيديو بمفردهم في حجرة ما داخل الهرم الذي وصفوه بالهرم الأحمر،وكيف تم السماح لهم بذلك وهل كانت زيارة خاصة أم لا؟،وغيرها من الأسئلة المثيرة والكثيرة التي لا بد من طرحها لفهم ما حدث 🤔!.
# تشويه متعمد
وأثناء بحثنا عن حقيقة هؤلاء تذكرنا بيانا صحفياً أرسله لنا منذ فترة خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية،والذي جاء فيه أن الحملة تلقت من محمد عاطف من الأقصر ما يفيد بوجود شخص جمايكي يمارس الإرشاد السياحى بالأقصر دون ترخيص وليس لديه كارنيه نقابة المرشدين السياحيين.
ويشوه تاريخ مصر،شارحًا لهم أن قدماء المصريين أصلهم أفريقى وأن الملك رمسيس الثانى ولد في كوش ويبث سموم حقد ضد المصريين،ولديه شركة علي النت تقوم بالترويج لرحلاته إلى مصر وهناك من يسهل له دخول المواقع الأثرية والغرض الرئيسى ليس تنشيط السياحة بل الترويج لفكره وحقده ضد مصر.
# دون ترخيص
وطالبت الحملة في بيانها بمنع رحلات هذا الشاب والقبض عليه فى حالة حضوره مرة أخرى بتهمة ممارسة الإرشاد السياحى دون ترخيص وإهانة الحضارة المصرية وقدماء المصريين ومحاسبة من يقوم بتسهيل دخوله إلى المواقع الأثرية.
ما جاء في هذا البيان الذي أرسلته الحملة لنا تبين لنا بجانب أنه صادم فهو حقيقي تماماً،خاصة أن هذا الشخص بالفعل في فيديوهاته خاصة التي صورها داخل الآثار في مصر يروج فيها لذلك بالفعل،كما أنها حملت كما كبيراً من التشويه في حق الحضارة المصرية القديمة،خاصة أنه ينظم رحلات إلي أماكن كثيرة واتي مع مجموعته عدة مرات لمصر عبر هذه الرحلات،ولا بد من معرفة كيف تم السماح له بممارسة مثل هذه الطقوس؟!!.
--------------------------
#تعقيب من بوابة آثار مصر
نؤكد أننا علي إستعداد لنشر أي رد أو توضيح يرد إلينا من مسئولي الآثار إذا أرادوا الرد،ونعد بنشر الرد كاملاً علي أن يكون لنا حق التعقيب أسفل الرد المنشور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق