27‏/01‏/2023

بعد إكتشاف مقابر مسي وفتك وخنوم..الحصري يكشف تاريخ سقارة أرض كنوز لا تنضب..صور

علاء الدين ظاهر 

كشف الدكتور محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد كثيراً من المعلومات التاريخية المهمة عن سقارة التي شهدت أمس كشفا أثريا مهما أعلنه الدكتور زاهي حواس،حيث تُعتبر سقارة كما قال الحصري إحدى جبانات "منف" القديمة والتي تعد من أهم المناطق الأثرية في مصر.



كان حواس قد أعلن أن أعمال حفائر البعثة المصرية المشتركة مع المجلس الأعلى للآثار بمنطقة جسر المدير في جبانة سقارة، قد أسفرت عن عدة اكتشافات أثرية تعود إلي عصر الأسرتين الخامسة والسادسة من الدولة القديمة. وهذه المنطقة بها جبانة ضخمة تحتوي علي العديد من المقابر الهامة



الحصري له كتاب متميز بعنوان"مواقع الآثار المصرية في العصور الفرعونية"من تقديم حواس ومن إصدار مؤسسة الأمة العربية للطباعة والنشر والتوزيع،حيث قال الحصري:وقد اشتق اسمها من اسم الإله "سُكر" إله الجبانة مع ملاحظة الإبدال بين القاف والكاف،وسقارة هي إحدى القرى التابعة لمركز البدرشين محافظة الجيزة حيث تقع على بعد 17كم من الجيزة، وتبعد عن القاهرة بحوالي 40كم. استخدمت منذ عصر ما قبل الأسرات حتى العصر القبطي، وتمتد سقارة فوق هضبة تغطي مسافة 7كم من الشمال للجنوب.




ويمكن الإشارة إلي أهم آثار "سقارة" من خلال تقسيم المنطقة إلي قطاعات هي : القطاع الشمالي، والقطاع الأوسط، وقطاع هرم "تيتي"، والقطاع الغربي، وقطاع هرم "أوناس"، والقطاع الجنوبي. 



والقطاع الشمالي يضم مجموعة من المقابر أهمها مقبرة كاعبر (شيخ البلد)، ومقبرة "حسي رع" ثم السراديب المنقورة في باطن الأرض،والقطاع الأوسط : يضم مجموعة زوسر وهرم الملك أوسركاف أول ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة.





وقطاع هرم تتى ويتضمن هذا القطاع هرم الملك تتى Pyramid of Teti، وهرمي زوجتيه الملكة إبوت، والملكة خويت، ومجموعة من المقابر الهامة لكبار رجال الدولة، منها مقابر مرروكا، وكاجمني، وعنخ ماحور،والقطاع الغربي : ويضم هذا القطاع السرابيوم، ومجموعة من المقابر، أهمها مقابر : تي، وبتاح حتب، وآخت حتب، ومجمع الفلاسفة "البانثيون".



وقطاع هرم أوناس وهو قطاع ثري بآثاره إذ يضم هرم أوناس ومجموعته الهرمية، ومجموعة كبيرة من مقابر الدولة القديمة والدولة الحديثة وبعض مقابر من العصر المتأخر،زالقطاع الجنوبي هو القطاع الذي يضم بعض أهرامات ملوك الأسرتين 5،6 وبعض الملكات..




وعن ما يسمي اكتشافات المملكة المصرية القديمة في سقارة،قال المصري:لقد أطلق هذا الاسم على الفترة التي أعقبت العصر العتيق في مصر، وهي ما تعرف بعصر الدولة القديمة أو المملكة المصرية القديمة أو عصر بناة الأهرامات، وهي أول وأقدم مملكة في التاريخ وتضم الأسرات من الثالثة حتي السادسة.



وكان من مخلفات تلك الفترة أول بناء حجري في التاريخ وهو هرم زوسر المدرج بسقارة، وأهرامات الجيزة، وقد شهد عهد الدولة القديمة تطوّراً كبيراً وسريعاً في الحضارة المصريّة، وقد أدى هذا الأمر إلى زيادة قوتها المتمثلة في الحكومة المركزيّة، في عهد الملك زوسر، أول ملوك الأسرة الثالثة للمملكة القديمة، تم نقل العاصمة الملكية لمصر إلى ممفيس، حيث أنشأ زوسر بلاطه.




وبدأ عهد جديد من البناء في سقارة في عهده. ويعود الفضل إلى المهندس المعماري إمحوتب في تطوير البناء بالحجر ومع مفهوم الشكل المعماري الجديد. وقد قام آخر ملوك الأسرة الخامسة أوناس أو ونيس بعمل نقوش داخل هرمه في سقارة والمعروفة بنصوص الأهرام.



وعلى الرغم من صغر حجم هرم أوناس إلا أن له أهمية كبرى لأنه يحتوي على أول نصوص جنائزية والمعروفة باسم نصوص الأهرام، فقد نُقشت هذه النصوص على جدران حجرة الدفن كي تساعد الملك المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر.



اما عن إكتشافات منطقة جسر المدير بسقارة وخاصة المقابر،منها مقبرة المدعو "خنوم جد إف" : كان يعمل مفتش علي الموظفين ومشرفا على النبلاء وكاهن المجموعة الهرمية للملك أوناس آخر ملوك الأسرة الخامسة، والمقبرة ملونة وبها مناظر الحياة اليومية.




ومقبرة المدعو "مري"وصاحبها يحمل ألقاب عديدة مثل كاتم الأسرار، ومساعد قائد القصر العظيم،ومقبرة المدعو "مسي"ويعتبر مسي كاهن المجموعة الهرمية للملك "بيبي الأول"، ولم يعرف اسم مسي في البداية لعدم وجود اسمه علي التماثيل التي عثر عليها.



حيث عثر على 9 تماثيل من الحجر الجيري الملون تمثل رجل بجواره زوجته وكذلك تماثيل خدم وتماثيل منفردة، ولم يُعثر على أية نقوش تشير إلى اسم صاحب هذه التماثيل وبعد عدة شهور من هذا الكشف تم العثور على باب وهمي بجوار موقع التماثيل يشير إلى أن صاحبه يدعي "مسي" وأن التماثيل تعود إلى عصر الأسرة الخامسة، لذلك تؤكد أن التماثيل التسعة تخص المدعو "مسي".



مقبرة المدعو "فتك" ويحمل صاحب المقبرة لقب القاضي والكاتب، حيث تم العثور علي مقبرته من خلال بئر يصل عمقه حوالي 10 أمتار وبداخله مجموعة تماثيل خشبية وكذلك العثور على 3 تماثيل حجرية تمثل شخص واحد للقاضي والكاتب "فتك" وبجواره مائدة قرابين وأمامهم تابوت بداخله المومياء الخاصة به.





كما تم العثور على بئر يصل عمقه حوالي 15 مترا، وأسفل البئر عثر على حجرة داخلها تابوت من الحجر الجيري لصاحبه المدعو "حكا شبس"، وعثر حول التابوت علي العديد من الأواني الحجرية، حيث اتضح أن هذا التابوت لم يمس وأنه مغلق تماما منذ حوالي 4300 عام، وعند فتح غطاء التابوت عثرنا على مومياء لرجل مغطاة برقائق الذهب ،وتعتبر هذه أكمل وأقدم مومياء غير ملكية يعثر عليها حتى الآن.



كما عثرت البعثة على العديد من التمائم وأدوات التجميل وتماثيل المعبود بتاح سوكر وتماثيل علي هيئة معبودات وكذلك أواني فخارية ونذرية.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق